الساعة 00:00 م
الثلاثاء 08 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.82 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.13 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جهات دولية: الغضب الشعبي يضغط على الحكومات لتغيير موقفها من الاحتلال

مرداوي: الحملة العالمية لوقف إبادة غزة نقطة تحول في وعي الرأي العام تجاه جرائم الاحتلال

منصات خريجي الجامعات.. لقاء إلكتروني "ولو بعد حين"

حجم الخط
خريجي.jpeg
رام الله-وكالة سند للأنباء

باتت المنصات الإلكترونية محطة تجمع عشرات الآلاف من خريجي الجامعات والكليات الفلسطينية، الذين باعدت بينهم الحياة بدوربها ومشاغلها بعد سنوات طوال من الدراسة سويا.

فقد أصبح لكل جامعة فلسطينية منصة للخريجين، تضم الألوف المؤلفة من الطلبة  والأساتذة، تجتمع فيها ذكرياتهم وبعض من صورهم القديمة وأحاديثهم العذبة، يتداولون مغامراتهم القديمة، ويعيدون لذاكرتهم سيرتها الأولى.

وإن كانت منصات الخريجين ليست موضة حديثة بين الخريجين عالمياً على الأقل، لكنها على الصعيد الفلسطيني وبشكلها الشبابي المستجد، المتمرد على القيود الرسمية، والخاضع لسلطة الشباب، أصبحت أشبه بصرعة موقع الفيس بوك الجديدة.

 كما أصبحت تلك المنصات حديث الساعة لخريجي الجامعات ومحبيها على حدٍ سواء، يتناقلون أجمل المنشورات وينشرون صورهم الجماعية، منادين على بعضهم البعض، "أيكم هنا؟"، و "من منكم كان معي؟"، و "أين أنتم أنبؤني بآخر أخباركم؟".

وعلى منصة خريجي جامعة بيرزيت، التي كانت فكرتها الأولى في عقل  الخريجة دينا إياد، يجتمع أكثر من 30 ألف خريج، يتبادلون يومياً الكم الكبير من الذكريات، بعضهم يحن به الوفاء لذكرياتٍ جمعته بشهيدٍ أو أسيرٍ على مقاعد الدراسة.

والمتصفح لمنشورات تلك المنصة يجد خريجة  تتساءل عن زميلة كانت تدرس معها من فتيات قطاع غزة، وآخرون جمعتهم رحلة طلابية طافت على بلدات فلسطين المحتلة وقراها، وانتهت بصورةٍ جماعية ما تزال بين أيديهم حتى اليوم.

وترى دينا إياد أن الهدف من هذه المنصة هو تعزيز العلاقة بين طلبة الجامعة الخريجين وإعادة الذاكرة لمن تخرج وجعل الطلبة يتحدثون عن تجاربهم من اختيار التخصص والتجربة التعليمية والتخرج والمسار الوظيفي، مما يساهم في نقل الخبرات للطلبة الجدد والراغبين بالالتحاق بالجامعة.

في الجانب الآخر يتسابق الخريجون والخريجات للبحث عن أنفسهم في عيون رفقاء الماضي، فالخريجة عبير تكتب على الصفحة قائلةً: "حمدا لله بعد معاناة استطعنا بفضل الله التواصل مع كم مميز من الصديقات.. تعبت كتير وحاولت لاقي كتير منكم والحمد لله أخيراً لقيت".

كما يكتب أحد الخريجين قائلاً: "كان معي صديق رافقني في سكني بالجامعة عام 1999، واسمه "ع. ج" لم أستطع التواصل معه بعد التخرج"، و بعد سويعات يرد "ع.ج: " بشكر هالمنصة الي خلتنا نتواصل مع احباب وأخوة فصلنا عنهم الزمن لنعود مرة اخرى نبحث ما بين السطور علنا نلتقي".

خريجة أخرى ترسل سلامها لمن تخرج معها من دفعتها، ثم تسأل عن صديقتها التي كانت تسكن بلدة دير دبوان، وتخرجت معها عام 1987، ثم تزوجت وسافرت إلى أمريكا، متمنيةً ممن يعرف عنها شيئاً أن يتواصل معها.

هذه المنشورات والتعليقات وكلمات أخرى،  بثها خريجو الجامعات الفلسطينية على منصاتٍ وملتقياتٍ جمعت بهم بعد طول زمن.

ومن ملتقى خريجي جامعة النجاح الوطنية، ومروراً بملتقى خريجي جامعة القدس، وحتى ملتقيات خريجي جامعات الخليل والبولتكنيك وخضوري، وجامعات ومعاهد وكليات فلسطينية أخرى، من على هذه الصفحات عاد بهم الحنين إلى صفحة الماضي، وجمعت بينهم المنصات والملتقيات، بعدما فرقتهم الحدود والحواجز .

وإن كانت قد تبدو هذه المنصات للبعض مجرد عبث شبابي أو إضاعة للوقت، لكنها بالنسبة لأجيال الخريجين أكثر من ذلك بكثير، إنها الجسر الذي جمعهم بمن غاب عنهم، والحكاية التي صارت تكتمل بعد طول انتظار.