الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

تقرير شراب...طاقة أفرجت عن مئات الغارمين بغزة

حجم الخط
60357285_423465155103118_6082654674551308288_n.jpg
غزة-سند

لم يكن يتوقع الكاتب فهمي شراب، أن يفرج عن قرابة 1000 نزيل موقوف على ذمم مالية بعدة "نظارات"، في قطاع غزة، خلال شهر رمضان المبارك.

كان ذلك بالنسبة له مفاجئاً؛ كون أن حملته، التي أطلقها قبل شهر رمضان، كانت عبارة عن جهد فردي، ثم ما لبثت أن توسعت، وكبرت مع مرور أيام الشهر الفضيل، ليتمكن الآن، من الإفراج عن مئات الفلسطينيين الموقوفين.  

يقول شراب، الذي يبلغ من العمر 42 عاماً، لـ "سند"، إنه سعيدُ جداً؛ لأنه تمكن من رسم البسمة على شفاه مئات المواطنين في غزة، ويضيف، "كنت أجلس معهم بعد الإفراج وأجد أن هؤلاء يحتاجون للمسة حنان".

وأردف قائلاً: "هؤلاء ليسوا مجرمين ولا جناة، هم أفراد من المجتمع قُهروا بسبب الظروف الحالية بعدما عجزوا عن سداد ديونهم لأصحابها بالمواعيد المحددة، هم ضحايا الحصار وعقوبات السلطة الفلسطينية".

بداية الفكرة

وتمثلت بداية نشوء الفكرة بالنسبة لشراب في أن جاراً له، توفي "قهراً وحزنا"ً بعد إغلاق صيدليته، وحبسه لدى الشرطة الفلسطينية؛ بسبب مبلغ مالي عجز عن توفيره. كانت هذه الحادثة بمثابة الدافع وراء إطلاق حملته هذه.

ومع نشر شراب، الذي يعمل أستاذاً جامعياً في العلوم السياسية بجامعتي الأمة والأقصى بغزة، لبعض صور الإفراج عن بعض الغارمين في بداية شهر رمضان، حتى بدأ أصدقاؤه على صفحته الشخصية "فيسبوك"، بإبداء مشاعرهم وإعجابهم بالحملة، بل واستعدوا للمشاركة.

"وسائل التواصل لها دور فاعل، ومؤثر في حملات إنسانية كهذه. ونتيجة لنشر بعض الصور حتى تأثر الكثير من الأصدقاء في أوروبا، ودول عربية، وأرسلوا مبالغ مالية للمساهمة بحملة الإفراج عن الموقوفين، وبالفعل هذا ما حدث"، حسب شراب.

توسع الحملة

ولأن، حملة "فكاك الغارمين"، حظيت بإشادة مجتمعية داخلية، وخارجية، حتى تلقى الكاتب شراب، كما يسرد، عشرات الاتصالات لأفراد، أثنوا على استمرار مبادرته.

كما وأبدوا جهوزيتهم لإرسال مبالغ مالية لغزة؛ مساهمة منهم للإفراج عن موقوفين على ذمم مالية.

وبالفعل، أرسل هؤلاء مبالغ مالية لقطاع غزة، سواء عبر البنوك، أو عبر شركة "ويسترن يونيون"، وهي شركة معاملات مالية وخدمة اتصال مقرها أمريكا الشمالية.

ويؤكد شراب، أن هناك وعودات من أفراد استعدوا لإرسال بعض المبالغ المالية قبل عيد الفطر السعيد، مبيناً أن هذه المبالغ، ساهمت في الإفراج عن قرابة 1000 موقوف بمختلف "نظارات" غزة.

ويوضح أن الأفراد، الذين تم الإفراج عنهم، هم موقوفين على مبالغ مالية محدودة، من 100 شيقل، إلى 400 شيقل، أما الأشخاص الغارمين بمبالغ مالية كبيرة؛ "فمن الصعب أن تساهم المبادرة في إنقاذهم، نظراً، ولأن الإمكانات محدودة، وهي حملة ذاتية. هذا يحتاج لجهد الجميع، (...)".

تعاون المجتمع

ورغم أهمية حملة الكاتب شراب، وأثرها الذي حققته، إلا أنه لم يكن ليكتب لها النجاح؛ لولا تعاون من بعض الدائنين الذين تنازلوا عن حقوقهم المالية؛ مساهمة منهم في دعم هكذا حملات.

يقول شراب: معظم الأشخاص الذين تواصلت معهم، تحفزوا لمبادرة فكاك الغارمين، هناك أفراد تنازلوا عن حقوقهم كاملة، وهناك من استعد للتنازل عن جزء منها؛ وهو ما حدث بالفعل.

ورأى شراب أن السلوك، الذي يبديه المتنازلون عن حقوقهم، يدلل على أن شعبنا الفلسطيني، يمتلك الكثير من الخير، قائلاً، الناس عادة عندما تتنازل عن حقها، تطمح لكسب الأجر والثواب في شهر رمضان، وأيضاً تشجيعاً ودعماً لهذه الحملة.

وفي الوقت نفسه، كان للشرطة الفلسطينية، دوراً كبيراً في تسهيل عمل المبادرة الفردية، وفقاً لشراب.

دور العائلة

"عائلتي أكبر مشجع"، هكذا وصف شراب دور عائلته التي تشجعه لحظة بلحظة، على الاستمرار بمثل هذه المبادرات المفيدة للمجتمع.

يخبرنا شراب، أن سيرة الحملة، وأخبارها، تتصدر الحديث اليومي بين أفراد الأسرة على مائدة الإفطار؛ "لدي والدة، وزوجة، و4 أبناء، جميعهم يمدونني بالدعم، والتحفيز، والتشجيع؛ للاستمرار حتى نهاية المشروع وبلا توقف".

تماثل للشفاء

ومن عجائب حملته "فكاك الغارمين"، أنها كانت بمثابة الشفاء لشراب الذي كان يعاني من ظروف صحية كان يعاني منها قبل الحملة، بيد أنه وبعد تنفيذ المبادرة، شعر بأنه بدأ يتماثل بالشفاء.

ويوضح أنه دفع مبالغ مالية؛ لإجراء بعض العمليات، وشراء أدوية لازمة لمرضي، "دفعت أكثر من 5000 آلاف دولار، لكن لم أشعر بأي استقرار كما أشعر الآن، وهذا من لطائف ربي بي".

مستقبل الحملة

وعلى الرغم من أن النجاح الذي حققته الحملة، تمثل دافعاً لتطويرها مستقبلاً، إلا أن الكاتب شراب، لا يبدو متشجعاً للذهاب نحو المجال الإنساني. لعل السبب في ذلك يرجع؛ لرغبته في البقاء في البحث العلمي، والمطالعة، فهي شغفه الأول.

وشراب، أستاذ جامعي في تخصص العلوم السياسية، ويلقى محاضرات في جامعتي الأقصى والأمة.

سألناه عن إمكانية تطوير المشروع ليكون مؤسسة إنسانية، فقال شراب، "لا أفكر في أن أكون مؤسسة إنسانية، أنا أعمل بمفردي، وهذه تجربة شخصية ليس أكثر".

يضيف، اتصلت بي بعض المؤسسات الخيرية والإنسانية؛ لأجل أن أساعدها في بعض المشاريع الإنسانية، "إلا أنني لم أوافق"، وأرجع سبب رفضه إلى أنه لا يرغب أن تتسم الحملة بأنها منظمة أولاً، ولا يطمح لأن تتحول مبادرته الذاتية إلى مؤسسة، "كنت حريصاً أن تبقى مبادرة ذاتية فقط".

وكنتيجة لرؤيته هذه، وفقاً لشراب، واصلت المبادرة حراكها حتى توسع تأثيرها؛ لأن كثيراً من الأفراد يرغبون بدعم مبادرات شخصية، وليس مؤسسات.

60357285_423465155103118_6082654674551308288_n.jpg

61056122_2290285111244722_2496962499765600256_n.jpg

60348647_2416324265067088_1221796317425041408_n.jpg
61010257_2465000196877827_2289414458658783232_n.jpg

61082921_10161880597385438_3728629687123968000_n.jpg

60798490_10161888081860438_4386128754246680576_n.jpg