الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بالصور "لاقطة الأحلام".. تطارد الكوابيس في منامك!

حجم الخط
120270961_831227870948322_7225434263879716815_n.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

"الأحلام السيئة ما هي إلا روح من الأرواح الشريرة التي تتسلل إلى النائم فتأتية على هيئة كابوس".. أسطورة قديمة عند الهنود الحمر جعلتهم يصنعون شكلاً أسموه "صائدة الأحلام" اعتقدوا أنه سيصطاد تلك الأرواح الشريرة ويمنعها من الاقتراب من النائم، وتسمح فقط بمرور الأحلام السعيدة.

من وحي "صائدة الأحلام" والتي هي عبارة عن شبكة دائرية وسلسلة ذهبية يتدلى الريش من قسمها السفلي، التقطت الفتاة الفلسطينية دينا خليل آغا من لبنان هذه الفكرة لتكون تعبيرًا لقصتها القصيرة بعنوان "لاقطة الأحلام".

"آغا" (33 عاماً) وهي خريجة تكنولوجيا معلومات من جامعة بيروت العربية قصدت اختيار اسم القصة للقول إن "الأحلام السيئة ستعلق في النهاية بلاقطة الأحلام، والأحلام الجميلة ستنجو وتمر"، وفقاً لما تسرد لمراسل "وكالة سند للأنباء".

ليا وسالم

تحكي "دينا" قصة "ليا" التي أهداها زميلها "سالم" في الجامعة سلسلة ذهبية ناعمة فيها قلادة مميزة على شكل "لاقطة الأحلام"، تعبيراً عن حبه لها، وفي ليلتها الأولى مع القلادة استفاقت على حلم غريب، فجأة غاب "سالم" لكنها لم تعرف أين ذهب!.

 وهكذا استغرقت شهوراً وهي تستفيق على أحلام غريبة ومشاعر نفسية قاسية جعلها تنكفئ عن شغفها بالقراءة وكتابة القصص الروائية.

"بعد أن انقطعت أخبار سالم ذهبت ليا إلى البحر ووضعت في حقيبتها سلسلة "لاقطة الأحلام" التي أهداها سالم لها، وقفت ليا أمام البحر تتأمله وحملت السلسلة بيدها وبكل ما أوتيت من قوة ألقتها إلى قاع البحر لعل الأسماك هي التي ستراك الليلة في منامها"، كما ورد في قصة "آغا".

رؤية سالم!

"وبينما كنت أتناول قهوتي لمحت في الشارع خارج المقهى بطرف عيني رجلاً وامرأة ومعهما طفلة، أمعنت النظر فإذا به سالم!. ركضت مسرعة إلى الخارج حتى قبل أن أدفع الحساب، اندفعت نحو الباب، وشحت بنظري تارة إلى اليمين وتارة إلى الشمال ولكنها لم تجده، أين ذهب؟" تتساءل.

صارت "ليا" تمشي في ذلك الشارع تروح وتجيئ لساعتين كاملتين لعلّها تلمحه مرة أخرى، ولكن من دون جدوى. باءت آمالها بالفشل، إلا أن "ليا" أصرت على الخروج من أحلامها وأوهامها بقرار اتخذته فما هو؟، تشير إليه "آغا" أثناء سردها للقصة.

بعد ليلة طويلة لم تستفيق فيها "ليا" على الكوابيس وسالم رن المنبه في تمام الساعة الثامنة صباحاً ونظرت إلى الساعة مستعجبة "منذ زمن طويل لم أنم حتى رنين المنبه!"، فجلست على حافة السرير وكتبت: "الحلم الأخير. لم أره الليلة في منامي". قالت محدثة نفسها بسرور، مضيفة "هناك طريقة واحدة كي أتخلص منك يا سالم، كما تخلصت منك في الحلم آن الأوان كي أخرجك من قلبي وعقلي".

القرار الأخير

 وبما أن "ليا" كاتبة وروائية فإن قانون أحلام مستغانمي شجعها على قرارها الأخير، والذي ينص على أنه "إذا أردت أن تتخلّص من عادة أو شخص ما، عليك أن تكتب وتترجمه إلى مجرد سطور على ورق وعندما تنتهي من الكتابة تكون قد طويت صفحتها إلى الأبد"، وبسرعة تناولت ورقة وقلماً وكتبت بالخط العريض.... "لعنة سالم".

لعل قصة ليا" و"سالم" واحدة من قصص عديدة استوحتها "آغا" من أحداث حقيقية؛ بعد استشعارها بضرورة الحديث عن ألم الفراق وتأثيره لاسيما مع انتشار هذه المشكلات في المجتمعات العربية.

"الفراق متعب ومنهك للفكر والجسد والحياة والأحلام!" تقول مؤلفة القصة لمراسل "وكالة سند للأنباء"، مشددة على أنها حرصت على اختيار 3 قصص لأشخاص عانوا من الفراق من 3 دول مختلفة؛ لرسم مقارنة جذابة للأشخاص الذين سيقرأون القصة.

وحي من مخيمات اللاجئين

في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نشأت "آغا" التي تعود جذور أسرتها لقرية "أم الفرج" قضاء عكا بفلسطين المحتلة، وفي داخل مدرسة بيسان التابعة لـ "أونروا" نمت موهبة الكتابة لديها بعد أن شاركت في مسابقات لكتابة القصة القصيرة حازت فيها على المرتبة الأولى.

كانت الفلسطينية دينا تحب القراءة كثيراً منذ صغرها، خاصة الروايات والقصص القصيرة، ومع الوقت تعزز خيالها وأصبح لديها معجم كبير من التعابير والكلمات مكنها من كتابة موضوعات إنشائية في الحياة المدرسية.

لكن ولسوء حظها لم تكمل كتابة القصص القصيرة؛ بسبب انشغالها في تخصص تكنولوجيا المعلومات التي بدأت بدراسته في جامعة بيروت العربية، ومن ثم انشغلت في حياتها العلمية لسنوات، حتى شجعها مديرها المباشر لها وأهلها بضرورة خوض غمار موهبة الكتابة لمّا وجدوا فيها القدرة والمهارة في آن واحد، وعشقها الذي لا يتوقف عن قراءة الروايات والقصص.

زمن الخيول البيضاء

"زمن الخيول البيضاء" رواية للكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله وبينما كانت "آغا" تقرأها أثناء احتسائها لفنجان قهوتها قبل غروب الشمس في يوم ما، أعجبت بأسلوب الكاتب، واختياره لأفكار القصة وتدرجها؛ فجاءها إحساس من داخلها دفعها لإمساك قلمها لكتابة أولى العبارات في قصتها "أيها المحبون اتقوا شر الفراق" وكانت هذه الجملة معنونة في صفحة الإهداء.

لم تشأ "آغا" نشر قصتها التي استغرقت صياغتها مدة شهرين متواصلين، إلا في معرض الكتاب الذي كان من المزمع أن ينفذ في لبنان في الشهور الأخيرة، غير أن الظروف السياسية التي مرت بها البلاد إضافة لوباء "كورونا" تسببت بتأجيله. 

وعلى إثر ذلك قررت الشابة الفلسطينية تنظيم حفل توقيع للكتاب في مدينة صيدا بحضور أهلها وأصدقائها لإطلاق هذه القصة التي حازت فيها على اسم كاتبة كما حلمت مرارا ًوتكراراً.

120204175_766167160839087_3251113666888755297_n.jpg
 

120202331_637506580270370_3561640264329260924_n.jpg
 

120195973_272203977134939_2183775541591432676_n.jpg
 

120278949_1286126495070164_6047592930064800517_n.jpg
 

120132188_771450703637775_2929567783064592997_n.jpg
 

120116170_638421806876015_4559801039449456452_n.jpg
 

120125151_1890017537808135_1279658438222179108_n.jpg
 

120270961_831227870948322_7225434263879716815_n.jpg