ترددّ مؤخرًا في قطاع غزة إمكانية اللجوء للإغلاق الشامل خلال الفترة المقبلة، في ضوء ارتفاع تسجيل أعداد الإصابة بفيروس كوفيد-19 "كورونا" بغزة.

وتربعت محافظة بيت حانون في شمال القطاع، على واجهة المحافظات المتصدرة لنسبة الإصابات المرتفعة بالمرض.

وفق الجهات الحكومية، فإن اقتراب موسم الشتاء وما يصاحبه من انفلونزا موسمية تتشابه في كثير من أعراضها بفايروس "كورونا"، يشكل تحديا إضافيا للجهاز الصحي، وهو ما زاد من حالة القلق.

إنذار قائم

يوضح مسؤول لجنة الطوارئ في مدينة غزة ومدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، وجود 150 سرير عناية مكثفة بالمستشفى الأوروبي، وإمكانية استيعاب 2500 مريض داخل مراكز العزل الصحي.

ويقول "أبو سلمية لـمراسل "وكالة سند للأنباء" إنّ هناك 7 إصابات في العناية المركزة، مشيرًا إلى أنّ 70%-80% من المصابين لم تظهر عليه أعراض أو ظهرت أعراض طفيفة.

وينوه "أبو سلمية" إلى أن تواصل ارتفاع تسجيل الإصابات داخل المجتمع، يدفع بالقلق خاصة مع وجود حالات احتاجت للعناية المركزة دون وجود أمراض سابقة معها.

ويؤكد أنّ منظمة الصحة العالمية ترسل 14 ألف عينة كل عشرة أيام، وعندما تشارف الكمية على النفاد ترسل كميات أخرى"، مشددًا على أنه "لا يوجد لدينا مخزون من هذه المسحات".

وينبه إلى وجود تحدي متعلق بإصابات الانفلونزا الموسمية، والخشية من الضغط الكبير على القطاع الصحي.

خيارات التدرج

وفي ضوء ما سبق، فإن موضوع الإغلاق والتخفيف يدرس بشكل كبير من خلية الأزمة والوزارات المختصة، وهو مناط بـ 3 عوامل: سلوك المواطنين، وعدد الحالات الخطيرة، وقدرة المنظومة الصحية على مواجهة الوباء.

هنا يشير رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف، إلى وجود تقييم دائم لحالة الاغلاق، بناء على المعطيات التي توفرها وزارة الصحة.

ويقول معروف لـمراسل "وكالة سند للأنباء": إن "كل السيناريوهات موضوعة على طاولة صناعة القرار وهناك مؤشرات ومعطيات باتت واضحة لدينا بناء على ما توفره وزارة الصحة".

ولا يخفي "معروف" أن خيار الإغلاق التام والفصل بين المحافظات أحد هذه السيناريوهات.

ويضيف "يمكن أن نعود لسيناريو الإغلاق التام في أي لحظة، وهو لا يعني بالضرورة أن ينهي الجائحة قد يثبط منحنى تسجيل الإصابات إذا وصلت لمؤشرات كبيرة تعجز الوزارة التعامل معها".

ويشير إلى أنه مع بدء اكتشاف الإصابات استحدثت لجنة بعنوان التعايش وضعت سيناريوهات بالتدرج في عمل القطاعات المختلفة وإعادة فتح المنشآت ووضعت البرتوكولات المختلفة لإعادة العمل التدريجي بهذه المؤسسات.

ويتابع "لم يتم فتح العمل على مختلف القطاعات كما كان عليه الأمر قبل 24/ أغسطس مع اكتشافات الحالات الأولى للإصابة داخل المجتمع".

الحجر الإلزامي

ويوضح "معروف" وجود 13 ألف شخص من المخالطين يخضعون للحجر الإلزامي، 2500 يتواجدون في مراكز العزل الطبي من المصابين.

ويشير إلى وجود جهود تجري لرفع إمكانيات المختبر المركزي للوزارة من 2000 فحص يومي لـ 4 آلاف فحص، والصحة وسعت من الفحوصات العشوائية التي أعطت نتائج مطمئنة لحد ما.

وسجل قطاع غزة 17 حالة وفاة بـ "كورونا" وإصابة قرابة ألفين وستمئة مواطن، منذ بدء انتشار الوباء في شهر مارس من العام الجاري.