الساعة 00:00 م
الإثنين 06 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

بالفيديو "رزنامة عذاب" الأسير قعدان ووالده تنتظر تحرير الأسرى

حجم الخط
قعدان.jpg
غزة-وكالة سند للأنباء

طوى الحاج سميح قعدان أخيرا، رزنامة البعد عن ابنه الأسير عبد الرؤوف، عقب خروج ابنه من الأسر، بعدما اعتاد شطب تاريخ كل يوم فارق فيه ابنه بعد اعتقاله من قبل قوات الاحتلال، لكنه لم يشطب آخر يوما فيها بعد!

كان ينتظر السبعيني قعدان تلك الساعات بفارغ الصبر،  مع بدء العد التنازلي للإفراج عن ابنه في سجون الاحتلال بعد 16 عاما في الأسر.

وقف لساعات على بوابة معبر إيرز، في انتظار طيف يدله على وصول ابنه، فصباح كل يوم، كان يمسك قعدان قلمه الأحمر، ليلغي فيه تاريخ ربما مر على الجميع مرور الكرام، لكنه كان يوما من "رزنامة العذاب" التي تمر على فراق والد لولده الأسير.

تعالت الزغاريد وأصوات الأناشيد والصيحات والتكبير، في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وتزينت الدار بقدوم "الغوالي"، ففور وصول عبد الرؤوف إلى حيه، اصطفت نساء الحي على شرفات المنازل المجاورة لإلقاء الورد والحلوى احتفالا بوصول البطل، وحمل شباب الحي الأسير على أكتفاهم.

قرّت أعين الحاج قعدان أخيرا بوصول ابنه المحرر  إلى أحضانه،  داعيا ابنه لشطب آخر يوم في الرزنامة بنفسه، غير أن الأسير عبد الرؤوف استأذن والده، بطيها ورفض شطب آخر يوم فيها.

يقول عبد الرؤوف لـ"وكالة سند للأنباء": "ما يقارب 5500 أسير فلسطيني لازالوا يملكون رزنامة العذاب، ينتظرون بفارغ الصبر إنهائها والخروج من السجن".

ويضيف أن والده فاجئه قبل عام بإعداده لتلك الرزنامة والتي عادة ما يعدها الأسير نفسه في السجن، ليبدأ العد التنازلي لأيام الإفراج عنه.

ويشير إلى أنه كان يعلم أن إعداد الرزنامة مرهق نفسيا للأسير وذويه، وشعر أن الأمر سيكون صعبا على والده لكنه صمم أن يبقيها ويشطب كل يوم بيومه.

وأضاف "احتراما له وقد ترك لي اليوم الأخير لشطبه بنفسي وبالرغم من معرفتي مقدار وكم من السعادة التي انتابته في هذا اليوم وفي شطبه من رزنامة العذاب إلا أني استأذنه في عدم شطبه تضامنا مع 5500 رزنامة موجودة في السجن".

وتابع "أنا لو أنهيت هذه الرزنامة فهناك حوالي 5500 صفحة لأسرى داخل السجون تحتاج من يشطبها ".

مشاعر لهفة وشوق يصعب على الحاج شرحها ووصفها، فستة عشر عاما مرت،  لم يغب ابنه الأسير عن باله وخياله، وفي كل لحظات الفرح والحزن كان يفتقده ويعد الأيام للقائه، فقد كان يقلب صوره وهو في السجن متلهفا لذلك اليوم الذي يشارك فيه ابنه رؤيتها، ليصبح الألم والبعد مجرد ذكرى تطوى صفحتها للأبد.

ويتمنى الأسير قعدان أن ينعم باقي الأسرى في سجون الاحتلال بالحرية التي نالها، لتكتمل فرحته بخروجهم وإنهاء معاناتهم.