الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

"كوكون" علامة تجارية فلسطينية...نجحت "شام" في تسويقها

حجم الخط
شام.jpg
غزة-وكالة سند للأنباء

كان نقاش الفتاة شام البطنيجي(20 عاما) مع والدها حول جودة الملابس الشتوية في الأسواق وأصنافها، شرارة لفكرة ريادية، بدأت بتنفيذها بنفسها، حتى وصلت إلى مشروع خاص بها بعلامة تجارية مميزة.

بادلت شام طالبة المستوى الثاني من طب الأسنان، والدها أطراف الحديث، فهي لم تختر حتى الآن ملابسا شتوية ذات جودة عالية، بالرغم من أنها جابت أسواق غزة بحثا عن ذلك، فطرح والدها فكرة أن تقوم هي بتفصيل ما يناسبها من أصناف بدلا من البحث غير المجدي في الأسواق، عن ملابس بجودة عالية ترضى ذوقها وتناسب ميزانيتها.

أعجبت شام بالفكرة وتساءلت، ما المانع من البدء بمشروع لتجهيز وتفصيل الملابس، من ألفه إلى ياءه بجودة عالية؟ ترقى لمتطلبات الفتيات في عمرها، وتناسب أذواقهم، وتعطي طابعا جيدا عن المنتج المحلي، بعلامة تجارية فلسطينية خاصة بها.

"كوكون" مصطلح انجليزي، معناه "شرنقة"، هو ما اختارته شام ليكون اسما لعلامتها التجارية التي سوف تسوّق لها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فباشرت فورا بالبحث في الأسواق عن أنواع أقمشة ذات جودة عالية، بمواصفات محددة، لتستطيع أن نافس من خلالها ليس المنتجات المحلية فحسب، بل منتجات مستوردة من خارج غزة.

تقول إنها منذ صغرها مولعة بالفراشات، بألوانها وحيويتها وتحليقها الدائم في السماء، فأرادت أن تستوحي اسم علامتها التجارية من ذلك، لكنها أيقنت أن الأوضاع في غزة أشبه بشرنقة الفراشة التي لم تستطيع التحليق بعد، فهي محاطة بغلاف  يلتف حولها ويحاصرها، ويمنعها من الطيران في الفضاء الواسع، لكنها في يوم من الأيام لابد لها تحلق.

بعد بحث طويل، اشترت شام ما يقارب الـ150 مترا من الأقمشة، وبدأت في تنفيذ مشروعها، بالاستعانة بخياط ومصمم لتخرج بمنتج يرضي ذوقها وتفتخر فيه بأسواق غزة.

ولم تكن الصعوبات المادية في توفير رأس مال كافي، حاجزا أمامها، فقد اتفقت مع كل من استعانت به، أن تسدده أمواله فور تسويق الملابس وبيعها.

تقول لـ"وكالة سند للأنباء" : " تفاجأت حين قمت بجولة على محلات الأقمشة ومصانع الملابس، من قدرات قطاع غزة في انتاجها بجودة عالية تصدر لدول أوروبية وعربية، وتحمل العلامة التجارية الإسرائيلية، وتساءلت لم لا نبادر نحن في صنع علامة تجارية فلسطينية، مادامت كل القدرات التي تؤهلها إلى ذلك موجودة".

أن تصل شام إلى أن تكتب على منتجاتها "صنع في غزة" كان دافعا ومحفزا لها خلال مشروعها، لاسيما بعدما أصبحت مطلعة على قدرات وإمكانات المصانع الغزية والتي ممكن أن تنافس المنتجات الأوروبية.

تفاجأت شام لدى تسويقها الملابس على صفحات التواصل الاجتماعي، بحجم الطلبات والإقبال الذي لاقته من روادها، من فتيات وشباب وحتى من أصحاب محلات للملابس، يطلبون أن توفر لهم كميات وأعداد كبيرة من القطع، بنفس التصاميم والجودة.

وبالرغم من صعوبة تخصصها الجامعي، وضيق وقتها، إلا أنها استطاعت التوفيق بين دراستها وعملها، بالرغم من كونها تعمل وحيدة في تسويق المنتج وشراء ما يتطلب من مواد خام له.

لم يتوقف حلم شام إلى هذا الحد، بالرغم من النجاح الذي حققته، والانتشار الواسع لعلامتها التجارية في قطاع غزة، لكنها تطمح أيضا أن تنتشر منتجاتها من الملابس، لتصل كل دول العالم، لتفتخر بمنتجها الفلسطيني، المصنوع والمصمم بأيد غزاوية.