الساعة 00:00 م
الأحد 05 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

بالصور على قمة "كليمنجارو".. بنت الجبل تُمارس هواية التسلق بطرفٍ صناعي

حجم الخط
59DB77F2-FC36-4A5E-B36F-5F40FC45E89B.jpeg
نابلس - وكالة سند للأنباء

منذ طفولتها أحبّت الطبيعة الجبلية، وكانت كلما شاهدت قمّة الجبّل في بلدتها، تتلهف ولو لرحلة يتيمة تُشبع فيها رغبتها بالتسلق، ومتعة الاستكشاف، لكنّ الاستيطان الإسرائيلي يقف دائمًا بالمرصاد للفلسطيني وأحلامه مهما بدت بسيطة.

ومع ذلك ظلّت "ياسمين" تبحث عن قمّة تصعد إليها، تعيش فيها مغامرتها وتتنسم الحريّة بمذاقٍ مختلف، مُتّكِئة على طرفٍ صناعي.

ياسمين النجّار (24 عامًا) فلسطينية من بلدة بورين جنوب نابلس بالضفة الغربية، حاصلة على شهادة البكالوريوس في علم النفس، بُترت قدمها اليمن إثر تعرضها لحادث سير وهي بعمر الثلاثة أعوام، ومنذ ذلك الحين، تعيش برفقة طرفٍ صناعي.

إلا أن الطرف الصناعي، لم يقف عائقًا بين بنت الجبل والأشياء التي تُحبها وتطمح إليها، ففي عمر السادسة عشرة تمكنّت من تحقيق حلم طفولتها، وهو تسلق قمة جبل "كليمنجارو" وهي أعلى قمة في أفريقيا يصل ارتفاعها الى 19,341 قدم فوق سطح البحر.

تُعرّف "ياسمين" عن نفسها لقراء "وكالة سند للأنباء": "أنا فلسطينية نشأت وترعرعت في قرية جبلية، كان بيني الجبال علاقة حب تزداد يومًا بعد يوم، لكن بسبب المستوطنات والاحتلال، لم أتمكن من تسلق جبل بورين، ورغم ذلك لم أتخلى عن هذا الشغف".

وتعود في ذاكرتها إلى طفولتها التي قضت معظمها في المشافي لتلقى العلاج بعد بتر ساقها، تقول: "وعيت وأنا أتنقل بين بورين والقدس، لتركيب طرف صناعي، عانيت برفقة عائلتي من الحواجز والإغلاقات وعراقيل الاحتلال التي لا تنتهي، لكن لم أستسلم، وتمسكت بحقي في الحياة".

بين سنّ الطفولة والشباب، تصالحت "ياسمين" مع ظروفها وعاشت مراحل حياتها بإقبالٍ واندفاع، وظلّت عيونها ترنو إلى التسلق، تُكمل: "كان حلمي تسلق جبل بورين، ولم أتخيل أن الله يُخبئ لي ما هو أعظم.. جبال كليمنجارو".

1352AEA3-BC17-47BE-B94E-4A50B0E4BC84.jpeg

وفي سؤالي، "كيف حدث ذلك؟" تُجيب: "بعد انضمامي لجميعة إغاثة فلسطين التي كانت تُشرف على علاجي لتركيب طرف صناعي، تعرفت على فتاةٍ فلسطينية كان لها تجربة في الوصول لقمة إفريست، وتُخطط لرحلة تسلق لجبال كلمنجاروا".

تحكي "ياسمين" بصوتٍ ممتن عن العرض الذي قدمته سوزان الهوبي، حيث استفسرت عن رغبتها في الالتحاق بهذه الرحلة، وما كان من بنت الجبّل إلا القبول "بالتأكيد نعم هذه فرصتي أصلًا".

وبعد العرض باشرت "ياسمين"، بتدريب نفسها على مدار عامٍ كامل، كي تتأهل لتلسق الجبال، وفي يناير/ كانو ثاني عام 2014، حققت حُلمها، لتصبح أول فتاة بطرفٍ صناعي تصل هذه القمة.

رافق "ضيفة سند" في رحلة الصعود إلى قمة "كليمنجارو" 12 مشارك ومشاركة من مختلف الجنسيات، واستغرقت الرحلة ثمانية أيام، بمعدل 18 ساعة مشي يوميًا، تصف الأجواء رغم مشقتها بـ "الممتعة جدًا، بل تفوق الوصف".

وتزيد: "بالتأكيد الأمر متعب، ولظروفي الخاصّة كانت المشقة مضاعفة وتسببت بآلام وبعض الجروح في قدمي، إلا أنني لم أستسلم، كنت أداوي جراحي بنفسي، وأقول لا مجال للتراجع، لم يبقى لنا إلا القليل".

E130F4B4-DF55-4552-B027-21C94EB91BB1.jpeg

إلى جانب ذلك، مشاهد الطبيعة الساحرة، من السماء إلى نجومها والغيوم، الغابات الممتدة والصخور، ومتعة الاستكشاف والمغامرة كُلها هوّنت على "ياسمين" مشقّة الطريق، وجعلتها في رحلة صفاءٍ ذهني، هربًا من ضوضاء الحياة.

امتلأ صوتها سعادةً ودهشة أثناء حديثها عن لحظة وصولها إلى القمّة: "ربما يكون الوصف قاصرًا، لكنّ تنفست بعمق وشعرت بالحرية، تذكرت فلسطين وسحر طبيعتها، ورفعت علم بلادي على القمّة، في هذه اللحظة تحديدًا شعرت بنشوة النصر على المحتل الذي يُقيدني في قريتي".

وتُسطرد: "بعد الرحلة، ذهبت إلى إيطاليا لإجراء عملية جراحية وتركيب طرف جديد، ثم أُتيحت لي فرصة جديدة للتسلق، إذ صعدت إلى جبال الألب".

وخلال الرحلة، لم تشعر "ياسمين" بالحَرج من وضعها الصحيّ، بابتسامة واثقة، تحكي لنا عن ذلك: "عائلتي كان لها الفضل في غرس حب الحياة داخلي، ودفعي إلى الأمام بحثًا عن سعادتي وأحلامي دون النظر لمعيقات هي فوق إرادتنا".

4C980140-5D17-48B6-A37A-086BB556463A.jpeg

التسلق في فلسطين

عادت "ياسمين" إلى بلدتها، وما زالت متمسكة بحلم طفولتها، التعرف على الطبيعة الجبلية في فلسطين، تقول: "كنت على يقين بأن سعادتي عندما أمارس هوايتي في بلادي ستكون مضاعفة، عما شعرت به أثناء رحلتي في الخارج".

وبالفعل شرعت، بصحبة عدد من المغامرين أمثالها، في رحلات التسلق على جبال الوطن، كان أبزرها؛ في يبرود وعين قينيا وعين فارة، بماذا تصفين طبيعة فلسطين الجبلية؟ تردّ بعد تنهيدة: "بلادنا جميلة ساحرة، تُنافس أشهر المعالم الطبيعية في العالم".

وكانت بنت الجبل على موعدٍ قريب من رحلة تُمكنها من الوصول إلى إيفرست (إحدى قمم جبال الهيمالايا العظمى) لكنّ ظروف الإغلاق التي فرضتها جائحة كورونا على العالم أحالت دون ذلك.

256F8B24-5CC6-4A4E-B6DD-9A4B95E24DC9.jpeg

7B6DDB18-4857-4B0F-91CB-519984ADBCDE.jpeg