الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

خاص بالصور والفيديو ترويض الخيول في غزة.. هواية لم تسلم من قيود الحصار

حجم الخط
ترويض الخيول
غزة – مجد محمد – وكالة سند للأنباء

أن تروّض خيلًا ويصبح رفيقك الدائم، على شاطئ البحر، وفي ميدان التدريب والقفز عن الحواجز، تعرف أدق احتياجاته ويعرف هو ما تريده منه، يفهم عليك ويلبي طلبك، لكنك وبعد كل هذا لا تستطيع أن تصطحبه معك للسفر والمشاركة بمسابقات دولية، أو توفير العلاج اللازم له إن مرض! هنا فأنت بكل تأكيد داخل البقعة الجغرافية التي تُسمى "غزة".

ففي قطاع غزة، لم يترك الحصار بشرًا ولا حجرًا أو حتى حيوانًا حتى إلا أصابه، فأصحاب الخيول ومروضوها يفتقدون لطبيب بيطري متخصص بعلاج الخيول، كما يُمنع الفرسان من اصطحاب خيولهم معهم عند السفر للمشاركة في مسابقات الفروسية خارج حدود القطاع المحاصر.

ويمتهن العديد من سكان القطاع ترويض الخيول كهواية ومصدر للرزق في آن واحد، وباجتهادات شخصية؛ نظرًا لصعوبة الأوضاع المعيشية وندرة الخيول المؤهلة.

318935321_520242070057188_6420012630032109601_n.jpg
 

مهنة متوارثة..

صاحب اسطبلات الحصان الذهبي للفروسية وسط مدينة غزة الخيّال حمدي حمتو الغرة (40 عاماً)، يصف علاقته بالخيل بأنها "أساس حياته اليومية"، مردفًا أنّ "اليوم الذي لا أرى فيه الخيل وأتعامل معها، يكون بلا معنى، فهي بالنسبة لي مصدر عز وفخر".

ويضيف "الغرة" لـ "وكالة سند للأنباء"، أنه يعمل في ترويض الخيول منذ 20 عامًا بعد أن تعلمها من جدّه وأبيه، حيث كان لديهم العديد من الخيول، قائلًا: "نحن بالوراثة تعلقنا بالخيل، وتعلمنا كل ما يخصه من ترويض وسياسة وبيطرة".

وإلى جانب الترويض، تعتبر الخيل بالنسبة لـ "الغرة" مصدر رزق، حيث يقوم بتعليم الفرسان، وإحياء الحفلات والعروض والرحل الترفيهية على شاطئ البحر مقابل أجر مادي.

وعن سرّ مهنته بالترويض يخبرنا: "ترويض الخيل يبدأ في عمر سنة ونصف إلى سنتين، وتكون البداية معه بالعسف أو الترويض، حتى يصبح جاهزًا لأن يركب عليه الإنسان، فالخيل تتعود على الإنسان بالمعاملة الجيدة، كونها تتمتع بذاكرة قوية جدًا بالمواقف مع الأشخاص والأماكن".

وتختلف ساعات ترويض من خيل لآخر، فهناك خيول مثلا تحتاج ساعتين خلال اليوم، وهناك أكثر، وذلك يرجع على حسب ماذا تعلم الخيل، وفق ضيفنا.

318662285_1547309022453540_6516232238489671888_n.jpg

318567778_624871519415486_1138629062616201005_n.jpg
 

ويتمنى "الغرة" انتهاء الحصار المفروض منذ ما يزيد 16 عامًا على قطاع غزة، لشراء وامتلاك نخبة من الخيل العربي الأصيل، حيث يمنع إدخال الخيول للقطاع عبر المعابر.

ويشتكي "مالكو الخيول" في قطاع غزة من عدم وجود طبيب بيطري متخصص بعلاج الخيول، متابعًا: "نعاني من الصعوبات في علاج الخيول ونقص الأدوية بسبب الحصار (..) نحن بحاجة لوجود أطباء متخصصين في بيطرة وطب الخيل، كون علم الخيل واسع".

وعن ذلك يحدثنا الخيّال محمود المقادمة، الذي يشير هو الآخر لصعوبة علاج الخيول في غزة لعدم وجود أي طبيب بيطري مختص في الخيول، مستطردًا: "تغلبنا على هذه المشكلة بالتواصل مع أطباء بيطريين من الخارج وطرح المشكلة المرضية عليهم، وأحيانا تصوير مقطع فيديو، وهو بدوره يعطينا الحل، ولكن الأمر يكون صعبًا نوعاً ما لعدم توفر الأدوية".

ولا يقتصر الأمر على علاج الخيول، حيث يعاني أصحاب الخيول ومروضوها من منع إدخالها عبر المعابر بسبب الحصار الإسرائيلي، وكذلك الضرائب، وفق "المقادمة".

ويتابع حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "الخيّالة بغزة، يواجهون صعوبة المشاركة في المسابقات الدولية؛ كون أن المسموح عبور الخيّال فقط دون خيله، وبالتالي يضطر لاستئجار خيل من البلد المسافر عليها قبل أسبوعين، وهذه فترة غير كافية ليعتاد الخيل عليه"، لافتًا إلى وجود خيّالة شاركوا في مسابقات في الضفة ومصر والسعودية ودبي.

ويوضح أن غزة تمتلك خيول السرعة، وخيول الجمال، وخيول قفز الحواجز، مشيرًا إلى خيول السرعة الموجودة بغزة بكثرة؛ لوجود الإنتاج المحلي، لكن عدم وجود المضمار يضعف هذا النوع من السباقات وكذلك يضعف رغبة المربين في هذا الجانب.

ترويض بإمكانيات محدودة..

ويحدثنا الخيَال "المقادمة" عن مدة ترويض الخيل، فهي لا تقل عن 3 شهور، مضيفًا: "ساعات الترويض اليومية تبدأ مع الخيل بالتدريج، ففي اليوم الأول عبارة عن بعض الأوامر البسيطة ودون أن يكون عدد الساعات كثيرا حتى لا يمل الخيل، وبعد 4-5 أيام يتم الانتقال لتعليمه مهارة أخرى".

ويشير "ضيف سند" الذي يعمل في هذا المجال من 20 عاماً، وحاصل على شهادة من الاتحاد الدولي للفروسية، وشهادة في تدريب قفز حواجز، والعديد من الشهادات المحلية، إلى أن الترويض لا يقتصر فقط على ركوب الخيل، بل يشمل التعارف ما بين الحصان والإنسان، وكيف ينصاع لأوامر الإنسان.

ويسهب:"الترويض يشمل الترويض للركوب ووضع سرج، واللجام والحزام الأمامي للسرج، ثم الركوب عليه، بمعنى أن الحصان يولد حراً طليقاً ثم يريد خيال أن يتملكه ويركب عليه، وصولاً كذلك للتعود على الوزن، وتعريفه على الطرقات، وبرك المياه وعدم الخوف منها".

ويُكمل "المقادمة" أنّ "أي مروض للخيل، هو صاحب للخيل في الأساس، ومن خلال علاقته مع الخيل يبدأ بالتعرف على حياة هذا الحصان من حيث ماذا يحب وماذا يكره".

319139650_911765876510876_1419199779712134059_n.jpg

319039997_1732528127120555_8539510708139872776_n.jpg
 

الافتقار للمدربين..

من جانبه، يقول رئيس اللجنة الفنية في اتحاد الفروسية في غزة عبد العزيز أبو شريعة، إن عدد المدربين الأكفاء في قطاع غزة لا يتجاوز 5 مدربين، مضيفًا: "هناك قلة في الموارد البشرية في تدريب الخيول وتجهيزها وترويضها".

ويُبيّن "أبو شريعة" في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أن الحصار الإسرائيلي حال دون وجود مدربين من الدول العربية، أو خروج مدربين من قطاع غزة لأخذ شهادات دولية ورياضية في هذا المجال.

ويشير إلى عدم مشاركة خيول من قطاع غزة في مسابقات دولية؛ بسبب الحصار، منبهًا أن عدد الخيول المؤهلة بغزة للمشاركة في مسابقات الجمال 10 خيول مسجلة في جمعية "إيكاهو"، بينما بلغ عدد خيول قفز الحواجز 11 حصانًا وفرسًا، وتم تسجيلهم وإعطائهم جوازات دولية.

318875260_642353337634738_6437115496734738909_n.jpg

318849798_701086821425647_9075592772892530765_n.jpg