الساعة 00:00 م
الأحد 20 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

وجبة من السم يوميًا.. الطهو على نيران البلاستيك خيار المضطر في غزة

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

هل ينجح اليسار الفلسطيني بخوض الانتخابات موحداً؟

حجم الخط
رام الله - يوسف فقيه

آمال ومحاولات لقوى اليسار الفلسطيني لم تجد طريقها للنجاح حتى الآن لكسر قطبية حركتي حماس وفتح في المشهد الفلسطيني، وسط اتهامات حول تغليب الفصائلية ومصالح قيادات في قوى اليسار، تقف وراء الإخفاق في الوصول لقائمة انتخابية قوية تجمع اليسار الفلسطيني.

وفي ظل عدم نجاح المبادرات والمحاولات لتوحيد قوى اليسار على مدار سنوات طويلة، ورؤية محللين أن الخلافات ليست بالعميقة أو الجوهرية، فإن فرص تشكيل قائمة انتخابية موحدة تتراجع، في ظل عدم تبلور المواقف الموحدة من جميع القوى.

ويوضح القيادي في الجبهة الشعبية بدران جابر، أن الاتفاق على كتلة انتخابية من قوى اليسار هو تطلع وأمل الشارع الفلسطيني، في ظل تصارع بين كبيرين للسيطرة على السلطة في غزة والضفة وإدارة الشأن العام والخلاف بين التيار الليبرالي لفتح والديني لحماس.

مصالح ذاتية

ولا يرى جابر وجود موانع حقيقية لتشكيل قوة انتخابية موحدة لليسار سوى المصالح الذاتية لبعض قيادات اليسار، والفئوية في منظور الأمير الإقطاعي الذي يشن الحرب من أجل الحفاظ على منصبه وإقطاعتيه_ وفقاً لوصفه_.

ويبين جابر لـ"وكالة سند للأنباء" أن حركة اليسار بكل فصائله عاشت حالة انكفاء على الذات، وأغلقت على نفسها الأبواب مما أفقدها شعبيتها، وغاب الخطاب الاقتصادي والاجتماعي لليسار وللشعب والجماهير، والذي يفتح أفقاً للأمل.

ويؤكد أنه لا بد من استعادة الثقة بالجماهير والاقتراب منها، وتحسس مطالبها والتعاون بطريقة غير تقليدية.

ويلفت جابر أن عدم حضور مشروع اليسار في الشارع الفلسطيني يتطلب التعاون والعمل الجماعي وإشاعة المبادرات الشعبية، وتحريك الشارع على قاعدة مصالح مجتمعية كالضريبة ومحاربة الفساد والضمان الاجتماعي.

قتل اليسار

ويعتبر جابر أن البراغماتية السائدة لدى قوى اليسار اليوم يغيب عنها المنظور الفكري والطبقي ولا بد من عودته لصوابيته وفكره، ليحدد معالم المسار المستقبلي، وعدم الصعود في مركب حماس أو فتح.

ويشير الى أن الحرب تستهدف الحفاظ على الحالة الراهنة القائمة، وقتل اليسار الذي يراد له أن يموت في ظل سيادة تياري فتح وحماس.

ويشدد أن كافة الفصائل اليسارية أدركت حقيقة أن لا فصيل قادر لوحده على إثبات الحضور بنجاح كنهج ثالث يواجه التيارين في الشارع الفلسطيني، وأن هناك ضرورة لتوحيد اليسار، وهناك عدة تجارب وحدوية فشلت بسبب التمسك بالذاتية الحزبية والفئوية. 

حسابات صعبة

من جانبه، يستبعد المحلل السياسي طلال عوكل، إمكانية الاتفاق على قائمة واحدة لليسار الفلسطيني لأن كل مشاريع وخلق صيغ توافقية بين هذه القوى على مدار ثلاثين عاماً لم تنجح، ولا تزال الحسابات صعبة، وفرصة إحداث الاختراق تقل.

ولا يرى عوكل وجود خلافات عقائدية وسياسية جوهرية بين قوى اليسار التي تلتزم ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية، لكن العصبوية الداخلية قوية بين فصائل اليسار، وعدم وجود تنظيم حقيقي لدور هذه القوى وتوزيع أولوياتها في المجتمع. 

ويشير عوكل لــ "وكالة سند للأنباء" إلى عدم تبلور مواقف واضحة لتحالفات اليسار، رغم أن الحوارات مستمرة والخيارات مفتوحة.

ويقول إنه ربما تحصل تحالفات بين أطراف من اليسار مثلما جرى في انتخابات التشريعي الماضية عندما تحالفت فصائل فدا والجبهة الديمقراطية وحزب الشعب، وربما يتكرر الأمر والمبادرة والشعبية تذهبا لوحدهما لخوض الانتخابات.

اختراقات بسيطة

ويجد المحلل عوكل صعوبة لدى اليسار في إحداث اختراق لكسر حالة الجمود السياسي بين حماس وفتح رغم أن التوقعات لمجلس تشريعي قادم بقوائم متعددة، حيث لا أغلبية لطرف واحد، وربما هناك وزن للفصائل التي تحصل على مقاعد قليلة مما سيخلق تنوع في المجلس وسعي لبناء تحالفات سواء لتشكيل حكومة أو إدارة السياسة العامة.

ولا يتوقع أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة مخيمر أبو سعدة أن ينجح اليسار في تشكيل قائمة انتخابية واحدة، في ظل الحديث عن تحالفات بين قوى اليسار مع فتح، وتحفظات لأكبر القوى "الجبهة الشعبية" بالدخول في قائمة فصائل اليسار.

خلافات كبيرة

ويشير أبو سعدة في حديث لـ "وكالة سند للأنباء" إلى عدة محاولات سابقة لتوحيد وتنسيق المواقف بين فصائل اليسار، وتشكيل ائتلاف من قوى اليسار الخمسة، الجبهتين الشعبية والديموقراطية وحزب الشعب والمبادرة وفدا".

ويلفت إلى أنه مع تشكيل حكومة اشتيه حصلت خلافات بعد موافقة حزب الشعب على الانضمام دون إجماع يساري.

ولا يقلل أبو سعدة من حجم الخلاف في المواقف السياسية بين قوى اليسار، رغم أنها منسجمة أيديولوجيا، حيث أن جزء منها قريب من برنامج السلطة وحركة فتح، وأخرى بعيدة جداً عنه، مما يصعب وجود كتلة انتخابية موحدة باسم اليسار تستطيع كسر قطبية فتح وحماس.

ويتوقع تكرار تشكيلة قوى اليسار في انتخابات التشريعي 2006 بذهاب الجبهة الشعبية والمبادرة الوطنية لوحدهما، وقائمة لحزب الشعب والديموقراطية، وربما فدا.