الساعة 00:00 م
الثلاثاء 07 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.7 جنيه إسترليني
5.28 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.74 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

"رئيسي" والاتفاق النووي.. تغيرات دراماتيكية مقلقة لإسرائيل

حجم الخط
نووي-6.jpg
خالد أبو الروس-وكالة سند للأنباء

أبدت إسرائيل مؤخرًا تخوفات من وصول الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لسدة صناعة القرار السياسي في إيران ووصفته بأنه رجل خطير وماكر ومعادٍ للولايات المتحدة الأمريكية ولإسرائيل.

يأتي هذا الانزعاج في وقت تتواصل عملية التفاوض بين الولايات المتحدة وإيران، حيث تبذل دول (5+1) جهودًا كبيرًة في العاصمة النمساوية "فيينا"؛ بغرض إحياء الاتفاق النووي.

لكن إسرائيل التي أجرى مسؤولوها زيارات مكوكية لواشنطن في الأسابيع الماضية أبدوا قلقًا من التوصل لاتفاق نووي مع إيران على غرار الاتفاق الذي وقع في عام 2015.

ويتنامى القلق الإسرائيلي مع انتخاب إبراهيم رئيسي رئيسًا لإيران لسببين: الأول تمتع رئيسي بصلاحيات ونفوذ داخل مؤسسات صناعة القرار في إيران وقدرته على اتخاذ قرارات استراتيجية.

أما السبب الثاني فإن إسرائيل تخشى من أن يعزز الاتفاق من حضور إيران الإقليمي وبالتالي ينعكس ذلك بالإيجاب على قدرات المنظمات المرتبطة بها لاسيما في الجغرافيا السياسية المحيطة بإسرائيل مثل: لبنان وفلسطين.

خطاب السياسة الخارجية

الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الإيرانية د. إياد المجالي، يقول إن صعود الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي لسدة الحكم وصناعة القرار السياسي في إيران شكل إزعاجًا لدول عديدة في المنطقة من بينها إسرائيل.

ويرى "المجالي" أن حالة الانزعاج هذه تأتي في ضوء توجهات الرئيس الإيراني الجديد الذي يمتلك سلطة تنفيذية تمنحه القدرة والصلاحية على تغيير خطاب السياسة الخارجية الإيرانية تجاه العديد من ملفات المنطقة وأبرزها ملف الاتفاق النووي.

ويشير في حديثه مع "وكالة سند للأنباء" إلى أن إسرائيل لا ترغب في أن تحقق إيران إنجازًا بتوقيع الاتفاق النووي مع الدول (5+1)، وبالتالي ستعمل على عرقلة هذا الاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية لأبعد مدى، وفقًا لتصوره.

يتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة جملة من الاختراقات الأمنية والاعتداءات المنفذة من أذرع إسرائيل في طهران وتجاه منشآت إيرانية وعلماء وقادة عسكريون في قادم الأيام.

شخص معارض لأمريكا وإسرائيل

بهذا الصدد يقول رئيس المركز الدولي للتحليل السياسي والتنبؤ الروسي دينيس كوركودينوف، إن الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي هو أحد رجال الدين الشيعة الموثوقين الذين لعبوا دورًا حاسمًا في الإطاحة بنظام الشاه رضا بهليي خلال الثورة الإسلامية عام 1979م.

ويشير لـ "وكالة سند للأنباء" إلى أن إبراهيم رئيسي شخص قوي ومؤيد للتيار المعادي لإسرائيل وأمريكا؛ فهو وعد بقتل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهدد بالانتقام من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نتنياهو.

وبشأن الانزعاج الإسرائيلي من صعوده عشية وصوله لسدة صناعة القرار السياسي في الجمهورية الإيرانية يفسر "كوركودينوف" السبب بأن الرئيس الإيراني انتقد خلال حملته الانتخابية اتفاقيات "أبراهام" بين إسرائيل والدول العربية.

ويوضح أن القيادة الإسرائيلية الجديدة ممثلة في تحالف نفتالي بينيت ويائير لابيد، تنطلق من قناعتها بأن طهران ستستمر في محاولة خلق عقبات جدية أمام عملية اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط عبر التصعيد معها.

ويشير إلى أن إسرائيل قلقة للغاية من تنصيب إبراهيم رئيسي على رأس الجمهورية الإسلامية في ظل ما رشح من معلومات للأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأن إيران قادرة على تصنيع قنبلة نووية خلال الأشهر 3 المقبلة.

ويشير إلى أن الرئيس الإيراني سيعمل على التصعيد مع إسرائيل لاسيما في ظل توقعات الأجهزة الخاصة الإسرائيلية بأن إيران قادرة على تصنيع قنبلة نووية خلال الأشهر 3 المقبلة.

إسرائيل تسعد لسيناريو الحرب

ويعتقد أن إسرائيل تستعد بجدية لحرب نووية مع إيران؛ لأنها تخشى تعزيز مواقف إيران خاصة في لبنان، وسوريا، والعراق، وفلسطين، واليمن لاسيما مع سعي الرئيس الإيراني على التوصل لاتفاق مع الدول الأوروبية.

ويشدد على أن توصل إيران لاتفاق مع الدول الأوروبية سينعكس على مصالح إسرائيل وتخوفاتها الإستراتيجية في الشرق الأوسط.

وسيترتب على رفع العقوبات الدولية على إيران، زيادة في تمويل "دائرة الأصدقاء" مثل: حزب الله والنظام السوري، والحشد الشعبي العراقي وجبهة المقاومة الفلسطينية، وأنصار الله في اليمن، وفقًا لتحليل "كوركودينوف".

وينبه إلى أن رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلي أفيف كوخافي، وجه أوامره بالإسراع في الاستعدادات لصراع مسلح مع إيران عشية الانتخابات الرئاسية في إيران.

ويشير إلى أن "كوخافي" الذي زار الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا اتفق مع رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية الجنرال مارك ميلي، ووزير الدفاع لويد أوستن على خطط مرحلية؛ لعملية عسكرية تستهدف إيران والمشروع النووي الإيراني. 

ووفقًا لـ "كوركودينوف" فإن القادة الإسرائيليون والأمريكيون اتفقوا أنه في حال فشل التوصل إلى اتفاق مع إيران فإنه سيكون هناك حاجة ماسة لسرعة اتخاذ قرار بدء حرب نووية وتوجيه عملية عسكرية واسعة ضد إيران.

خطاب تحريضي لإيجاد شركاء

المختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطا الله يقول إن إسرائيل تتخوف من إيران بالمجمل العام، وتعتقد أن الرئيس الإيراني له مواقف حادة تجاه إسرائيل.

وفي المقابل يرى بأن إسرائيل تستغل المتغيرات في النظام السياسي في إيران في إطار دعايتها السياسية وتردد شعارات بأن "إيران تنتج متطرفين وبالتالي تريد تدمير إسرائيل".

ويشير "عطا الله" إلى أن الخطاب الإسرائيلي التحريضي تجاه الرئيس الإيراني ووصفه بأنه "متطرف وخطير" يهدف لاستهداف النظام الإيراني والدولة الإيرانية؛ لتشويه صورتها بما يضمن نبذ إيران على المستوى الدولي.

"ولذا تعمد إسرائيل من خلال هذا الخطاب؛ لإيجاد شركاء إقليميين لها؛ لاستعداء إيران في ظل إدراكها بأن واشنطن ستذهب نحو إحياء الاتفاق النووي الإيراني والانضمام إليه خلال 5 أسابيع".

ولا يعتقد "عطا الله" في حديث مع مراسل "وكالة سند للأنباء" بأن الاتفاق النووي سيعطل بين إيران والدول الغربية؛ لأن إسرائيل ترفضه أو لا ترغب به على اعتبار أن هذا الاتفاق مرتبط بسياسات وعلاقات دول.

وينوه إلى أن الذي يقرر في شؤون السياسات الاستراتيجية الخارجية هو المرشد الأعلى وليس الرئيس الإيراني الذي يعتبر جزءًا من صناعة القرار والنظام السياسي الإيراني.

مفاوضات مستمرة

مع استمرار اجتماعات فيينا لمجموعة (4+1) تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على ممارسة ضغوطات كبيرة على طهران.

يقول الباحث "المجالي" إن الإدارة الأمريكية تسعى لأن يشمل الاتفاق قائمة القضايا التقنية التي تمنع طهران من عسكرة برنامجها النووي ووقف تطوير برنامج الصواريخ الباليستية.

وتسعى أيضًا لتأهيل الاتفاق النووي الإيراني وليس العودة للاتفاق السابق بإطاره التقني وتوسيع نطاق القضايا المختلف حولها، ورغبة واشنطن بمعالجة الثغرات الموجودة في الاتفاق السابق الذي وقع عام 2015 مع دول (5+1).

ويضيف بأن واشنطن تحاول تقليم مخالب إيران من دول المنطقة مع تمسكها بإدخال المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ضمن الشركاء الإقليميين في عملية المفاوضات.

سيناريوهات متوقعة

ويرى أن مجموعة سيناريوهات تحكم مسار عملية التفاوض بوجود إبراهيم رئيسي على رأس السلطة التنفيذية في إيران؛ "فالرئيس هو واجهة الحرس الثوري والذي سيكون له حضورًا قويًا في الأيام المقبلة".

يقول إن الرئيس الحالي سيمنح الحرس الثوري صلاحية كبيرة؛ باعتبار أن هناك حاجة ملحة يخضع لها صانع القرار السياسي في طهران؛ لمواجهة الضغوطات التي يمارسها الشركاء الأوروبيين في اجتماعات فيينا.

يشير إلى أن الرئيس يسعى حاليًا؛  لرفع العقوبات الاقتصادية التي يعاني منها النظام الحاكم في طهران منذ انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني في حزيران/يونيو 2018م.

يقول "المجالي" إن طهران تعمل على توظيف لكل المتغيرات التي بدأت تتفاعل منذ وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البيت الأبيض.

ويضيف: "هذا التوظيف يحقق لها أهدافًا سياسية تستثمر لأجلها استراتيجية ربط مداخل الأزمات في المنطقة. وهذا يتمثل في الاستفادة من وصول الديمقراطيين للإدارة الأمريكية التي سبق ودعموا هذا الاتفاق في 2015م".

فرص سانحة وفصل المسارات

من وجهة نظره فإن هذا لا يمنع من استخدام سياسة فصل المسارات في الملفات الشائكة بالتركيز على البرنامج النووي؛ كمدخل للاتفاق وفصل برنامج الصواريخ الباليستية.

يشدد "المجالي" على أن الدول الإقليمية ومنها إسرائيل تبدي تخوفًا كبيرًا من المتغير في إيران؛ حيث ترغب إيران بتحقيق إستراتيجية "ملء الفراغ"، لاسيما بعد أن بدأت الولايات المتحدة الأمريكية من الانسحاب من أفغانسان وتخفيض أعداد الجنود في العراق.

بالإضافة لتفكيك منصات صواريخ باترويت في كل من السعودية والبحرين والعراق والأردن وسحب قطع بحرية من مياه الخليج.

وجاء ذلك تزامنًا مع  توقيع طهران للاتفاق الاستراتيجي مع الصين "الذي يجعل هذه الورقة جزءًا من استراتيجية الابتزاز لدول الاتحاد الأوروبي وأمريكا"، وفقًا لـ "المجالي". 

ويرى أن إيران تعتبر أن عدم التوصل للاتفاق سيشكل حالة من عدم الاستقرار بالمنطقة وحافزًا مهمًا للإيرانيين للاستغناء عن الاتفاق مستقبلًا.

يقول "المجالي" إن صانع القرار الإيراني يحاول توظيف ذلك على أنه إنجاز سياسي ينبغي استثماره؛ إذ يمنحها الحق في إجبار الولايات المتحدة الأمريكية على اتخاذها قرارات، ما يضعف من الموقف الأمريكي في المنطقة.

رفع العقوبات هدف استراتيجي

في هذا الصدد يقول "كوركودينوف" إن إبراهيم رئيسي سياسي ذكي للغاية وماكر، حيث حدد أن رفع العقوبات الاقتصادية الدولية على طهران على أنه هدفه السياسي الرئيسي.

يتوقع أن يوافق في الأيام المقبلة "رئيسي" علنًا على جميع الشروط الأمريكية المتعلقة بالاتفاق النووي من أجل تحقيق رفع إجراءات العقوبات.

كما أنه من المحتمل أن يسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول الأراضي الإيرانية، وسيتم تدمير بعض أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم من خلال القنوات التلفزيونية لوكالات الأنباء الدولية بأمر من رئيس الجمهورية الإسلامية.

في المقابل يقول "كوركودينوف" إن هذه الأعمال ستكون مظهرًا من مظاهر الخداع السياسي، حيث في الوقت نفسه ستواصل طهران برنامجها النووي الذي سيصبح أكثر سرية في عهد إبراهيم رئيسي.

الاتفاق سيوقع

يعتقد الخبراء أنه خلال الأسابيع الخمسة المقبلة ستشهد الساحة الدولية حدثًا سياسيًا استراتيجيًا ونوعيًا يتمثل بتوقيع إيران ودول (5+1) للاتفاق النووي.

وفي ظل ما رشح من معلومات لمراكز الأبحاث والخبراء فإن اختراقات جوهرية تحققت خلال الأسبوع الماضي في الملف النووي الإيراني، وبالتالي ستعود الولايات المتحدة الأمريكية للاتفاق الذي انسحبت منه في الاتفاق عام 2018 في زمن الرئيس السابق دونالد ترامب.