الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

جدار الفصل العنصري يُهدد البيئة والتنوع الحيوي في فلسطين

حجم الخط
التنوع البيئي.jpg
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

تتمتع بيئة فلسطين بتنوعٍ حيوي كبير، لكنّ سياسة الاحتلال الإسرائيلي شكلّت تحديًا كبيرًا أمام استمرارية الحياة البرية الطبيعية لا سيما في الضفة الغربية، فمنذ اللحظات الأولى التي بدأت فيها معالم جدار الفصل العنصري بالبروز، اختفت العديد من الأشجار وأصناف الحيوانات وبعض أنواع الطيور.

يقول خبير علم النبات بنان سعيد لـ "وكالة سند للأنباء"، "في الوقت الذي يسعى فيه الفلسطيني لحماية بيئته، لازال شبح الاحتلال يتوغل، فإن انتصاب الجدار العنصري في قلب الحياة الطبيعية يخنق ويقتل للأبد الكثير من مظاهرها".

ويُوضح "سعيد"، أن بناء الجدار وتهيئته ألحقت أضرارًا فادحة بالبيئة الفلسطينية، إذ تمكن من عزل 62% من مساحات الغابات في الضفة الغربية، ونحو 40 محمية طبيعية تقع خلف الجدار.

وتطرق إلى الاستعدادات وأعمال التجريف التي تتبعها سلطات الاحتلال لبناء الجدار: "تغطية الأرض بمادة البسكورس لتكون مهيئة لإنبات العديد من الأعشاب والنباتات الضارة كالدخان الشجري والطيون والأمبروزا في مناطق ليست بيئتها الأصلية، تسببت في تدمير البيئة الطبيعية للنباتات ما أدى لاقتلاعها واندثارها، وندرة أنواع أخرى وقلل من درجة شيوعها".

وأكد الخبير "سعيد" أن هذه الاستعدادات، أدت أيضًا لزوال بيئة نباتات معينة ذات قيمة جمالية واقتصادية، ما يُشكل صعوبة بالغة في إعادة إنباتها، كالمريمية والزعتر والسوسن  والسرخسيات النادرة.

ويتفق مزارعون مع الخبير "سعيد" في الأثر السلبي للجدار من حيث فقدان حيوانات برية وطيور من المنطقة عقب إنشاء الجدار وغول الاستيطان الذي ابتلغ مساحات شاسعة من الأراضي، فضلًا عن استخدام مناطق أخرى كمواقع عسكرية.

ومن أبرز هذه الحيوانات "الغزلان والحصيني والواوي والضباع والغريرية والنيص"، وفق ما حدثنا به "سعيد"

ويُشير المزارعون إلى أن هذه الحيوانات تعتمد على النباتات في مناطق خلة حماد وخلة أبو صالح غربي بلدة سنيريا وبلدات أخرى مجاورة، لكنّ بسبب بناء الجدار فقد تم تدمير بيئة الحياة الطبيعية لهذه البلدات وبالتالي انقراض أنواع من الحيوانات البرية.

ويُضيف "سعيد" أن المناطق خلف الجدار، تضم تجمعات نباتية خصبة توصف بأنها ذات "غطاء كثيف وبري" لكنّ يصعب رؤيتها ومتابعتها والاستفادة منها للرعي أو الدراسة والتوازن البيئي، بسبب الأعمال التدميرية الواسعة التي يقوم بها الاحتلال.

ومن أبرز تأثيرات الجدار العنصري على الأشجار، يقول إنه تسبب بقطع مليون شجرة مثمرة منها أكثر من ربع مليون شجرة زيتون.

إما في جانب المياه، فإن الدراسات الفلسطيني ذات الاختصاص تؤكد أن الجدار دمر بشكل كامل مصادر المياه الفلسطينية في الضفة الغربية.

وتُوثق الدراسات انتزاع سلطات الاحتلال لأكثر من 85% من المياه الفلسطينية من الطبقات الجوفية، إضافة لمصادرة 30 بئر ماء في محافظتي قلقيلية وطولكرم، ما سيفقد الفلسطينيين 18% من حصتهم في الحوض الجوفي الغربي أي 22 مليون متر مكعب سنوياً من أصل 362 مليون متر مكعب.

ويبتلع الجدار بعد الانتهاء من بنائه كاملاً ما بين 43 و45 % من مساحة الضفة ويضمها تحت السيطرة الإسرائييلية، حيث أن معظم الأراضي المصادرة مزروعة بالزيتون والمحاصيل الحقلية والمراعي.

وبحسب الباحث في الشأن الإستيطاني خالد معالي " فإن 85% من مياه تل أبيب وضواحيها مصدرها جبال نابلس الغربية وهي ذات المنطقة بين قليقلية وسلفيت والتي ستكون داخل السيطرة الإسرائيلية ومناطق أمن الجدار ليتبين مدى الضرر البيئي على المياه الجوفية.

بدوره يقول مدير مجموعة الهيدرولوجيين بشمال الضفة سامي داوود أن الجدار ابتلع عشرات الآبار الجوفية في مناطق قلقيلية وطولكرم، ملحقًا ضربة اقتصادية عنيفة بقطاع الزراعة المحلية.

ويُشير "داوود" إلى أن منع الوصول إلى بعض الآبار وعدم صيانتها كما هو في بلدات جيوس وحبلة قرب قلقيلية، وباقة الشرقية شمال شرق طولكرم، ألحق أضرارًا مضاعفة بالقطاع الزراعي الفلسطيني.