الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

بطاقات دعوة زفاف تتغنى بـ "حُب القدس"

حجم الخط
IMG-20210725-WA0024.jpg
لبابة ذوقان - وكالة سند للأنباء

"عذراً فلسطين ويا قدس اعـذرينا ما تــــــزوجــنا إلّا لسنـــة نبينــــا"، عبارات فرح ممزوجة بحب الوطن، تربعت في قلوب الفلسطينيين قولاً وفعلاً، لتكونَ مستهل بطاقة دعوات الأفراح، كالشاب محمد كنعان الذي بدأ بها، ومزيناً إياها بصورةٍ لقبة الصخرة المشرفة وهي تتوسط خارطة فلسطين، المرسومة بالورود الزاهية.

يزداد حُب الوطن يوماً بعد يوم، ليُشارك الفلسطينيين في تفاصيلهم وسعاداتهم، حتى بات تصميم بطاقات الأفراح يتضمن عباراتٍ وطنية ومقدسية لا بُد منها، ومن هنا كان الإقبال على هذه تصاميم هذه البطاقات، لتكون كميثاقٍ غليظ يليق بميثاق الزواج.

"حب الوطن، والشوق للفرح بحرية، في ظل ما تعيشه قدسنا الحبيبة، هو ما دفعني لاختيار بطاقة فرح مزينة بخارطة فلسطين وقبة الصخرة المشرفة"، هذا ما قاله العريس "كنعان"، في حواره الماتع لـ"وكالة سند للأنباء".

ويضيف "كنعان" أن بطاقات الدعوة لفرحه، امتزجت بحبه لـ "الأقصى" وكل ما يتعلق به، وهذا ما أدى لخروجه ببطاقة فرح مميزة، مرتبطةً بواقعٍ مُعاش في المدينة المقدسة.

ومع موسم الأفراح وحفلات الزفاف، يتباهى الكثير من العرسان بإظهار بطاقة فرحهم بتصميم يُظهر عمق ارتباطهم بمقدساتهم وقضيتهم، لتكون ملازمةً لهم في كل فرح وترح.

تزايد الطلب بعد الأحداث

التقت "وكالة سند للأنباء" في نابلس بالمدير التنفيذي لمطبعة المناهل، معاذ ذوقان، والذي قال: إن الطلب على "بطاقات الأقصى" شهِد إقبالاً كبيراً وغير مسبوق، خاصةً في الفترة التي تبعت أحداث حي الشيخ جراح في القدس والعدوان على قطاع غزة.

يقول "ذوقان" إن الإقبال الكبير على بطاقات الأفراح المزينة بخارطة فلسطين وقبة الصخرة المشرفة، ملاحظٌ بشكل واضح ومنتشر بين الفلسطينيين، وبإرفاق عبارات وأبيات شعرية تعكس مدى تعلق وحب الناس بهما، وهذا ينبع عن رغبة داخلية وحبٍ ملموس لهذا الوطن.

ويتابع ضيفنا إن الطلب على "بطاقة الأقصى" شمل الضفة الغربية كاملةً من شمالها لجنوبها، ما دفع المطبعة لمضاعفة الكمية لتوفير حاجة الزبائن.

ارتباط طبيعي وجذب للانتباه

لم يكتف الفلسطينيون بصورة قبة الصخرة وخارطة فلسطين فحسب، إنما شمل تذييل بعض العرسان بطاقاتهم بوسم الشيخ جرّاح.

يحدثنا أستاذ علم الاجتماع في جامعة النجاح الوطنية ماهر أبو زنط، عن الأحداث الجارية فلسطين، والتي تعمل ردة فعل طبيعية على تفكير وشعور وعلاقات الفلسطينيين، مثبتين تمسكهم وانتمائهم بالكل الفلسطيني.

وعن اهتمامهم ببطاقات الأفراح المزينة بـ "حب القدس"، يوضح لنا أن قضية القدس تحتل المحور الأكبر من اهتمام الفلسطينيين، لا سيما بعد أحداث حي الشيخ جراح ومحاولات طرد سكانه منه.

ويستطرد إن الناس تعرف ما الذي يؤثر على جذب الانتباه والتأثير وتتجه له، لذلك أصبح شعار القدس والشيخ جراح كمَعلم وطني ونضالي وبطولي.

ويحاول الفلسطيني اللجوء للشعارات التي تحمل دلالات سياسية، ما ينعكس على الوضع الاجتماعي في المجتمع، وفق "أبو زنط".

وإلى جانب القضايا المركزية الثابتة، يردف "أبو زنط" أن هناك قضايا تظهر على الساحة تفرض نفسها بقوة، لتكون حاضرة في أفراح الفلسطينيين، يتغنون فيها.

ويُؤكد أن قضية القدس والأقصى ثابتة، لكن هناك العديد من القضايا التي تظهر، مثل العدوان على غزة وانتصار المقاومة فيها، إضافةً إلى صمود قرية بيتا في وجه الاستيطان، وإضراب الأسرى عن الطعام، وكلها أحداث تفرض نفسها بقوة في حياة الفلسطيني، حتى عند إقامة حفلات الزفاف والأفراح.

ويثبت الفلسطيني ارتباطه المتين بقضيته أيضاً من خلال التغني بها، كما يُحدثنا "أبو زنط"  فالأغاني في الأفراح لم تعد تقليدية، إنما وطنية تتحدث عن القضايا والرموز الوطنية بشكل مباشر وواضح، لافتًا إلى انجذاب الناس لها والتفاعل معها بشكل كبير.

وهنا تختلف العادات من مكان لآخر، لكن الثوابت واحدة، والحُب الفلسطيني بمقدساته ثابت في قلوب أهلِه في كل وقت وحين، لتكون بداية حياة زوجين ببطاقة عُرسهما، هي بداية كنقاء القضية التي بُعث منها، أصلهم ثابت في كل شيء وفرعهم في السماء.