الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

لأول مرة عربيًا

بالصور المصممة ليندا أبو عرقوب.. "زخارف الأقصى" تزين إبداع أناملها

حجم الخط
المصممة ليندا أبو عرقوب
صيدا - سند

" القدس تعرف نفسها، إسأل هناك الخلق يدْلُلْكَ الجميعُ، كلُّ شيئ في المدينةِ، ذو لسانٍ، حين تَسأَلُهُ، يُبينْ" هذه الكلمات ليس شعرًا فحسب، بل هو شعور خاص يملؤك حين تزور القدس وتسير في أحيائها، تسمع جدرانها وهي تحِكي تاريخ قديم تحِن إلى زمن الانتصارت.

في هذه المدينة رغم تتابع النكبات، تبدو الأشياء فيها ناطقة بالجمِال والحياة، حتى النصوص القديمة المنقوشة كزخارفٍ تحفظ هوية المكان وآصالته، ترزع في قلبك الراحة لو تمعنت بها، كزخارف قبة الصخرة التي دفعت المصممة ليندا أبو عرقوب لتحويلها لخطٍ عربي جميل، وأقحمته عالم التصميم والديكور المنزلي.

أبو عرقوب (24 عامًا) فلسطينية لاجئة من عكا، تعيش مع عائلتها في مدينة صيدا بلبنان، درست التصميم الغرافيكي في الجامعة اللبنانية الدولية، جعلت من زخارف قبّة الصخرة خطّاً عربيًا لمشروع تخرجها الجامعي يحمل اسم "أقصى حروفي".

وتقوم فكرة مشروع التخرج على المزج بين الزخرفة الفلسطينية والخط العربي، وكان الإلهام الأول للمشروع هي أبيات قصيدة الشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد إلى القدس، حيث استوحت عنوان مشروع تخرجه وأسمته "إلى القدس" تيمّناً بها، وأعادت كتابة الأبيات التي اخترتها من القصيدة بالخط الكوفي المزهر كخطوةٍ أولى.

تقول ليندا لـ "سند": "اخترت الخط الكوفي المزهر، فحوّلته إلى خط خاص عربي خاص بي، فبدأت بتبسيط الخط ورفعته، من ثمّ حوّلت الأحرف إلى أشكال هندسية، وصولاً الى هذا الخط الخاص بي وأسميته أقصى حروفي".

"أقصى حروفي" خط  عربي خاص بها، لم تُطلق عليه اسمها، بل أحبّت أن يكون باسم المكان الذي تُحب وتتمني زيارته، وبهذا يُصبح لدينا الآن خط عربي فلسطيني بامتياز مستوحى من زخارف قبة الصخرة المزيّنة بمختلف أنماط الزخرفة الأخّاذة التي يقف أمامها المرء مذهولاً من مستوى الدقة والابداع.

65386575_877364279323012_2923779350161522688_n.jpg
 

وبألوانٍ جميلة زاهية، فككت ضيفتنا بعض زخارف قبّة الصخرة، التي تعود للعهد الأمويّ، من خلال صورٍ خاصّة بعدسة المصوّر الشاب محمد قاروط ادكيدك، من داخل المسجد الأقصى المبارك.

وفي التفاصيل تُحدثنا: "فككت نماذج وعيّنات زخارف بألوانها الزاهية ما بين الأزرق الفاتح والغامق والذهبيّ المتلألئ، ودمجت بعدها الخط العربي الخاص بي بعيّنات الزخارف الفلسطينية، وصولاً إلى هذا النموذج الماثل في الصور".

السؤال الذي يتبادر إلينا: "لماذا كان الأقصى كفكرة مشروع تخرج؟" تُجيب: "أحببت تسليط الضوء على الجانب الجميل من بلدي فلسطيني، بعيدًا عن الحرب والتدمير، أما المسجد الأقصى لأعرف العالم على الزخارف الموجودة في أقصانا".

وأشارت إلى أن المشروع من تصميم: المصممة ليندا أبو عرقوب، وتحت إشراف الدكتورة ندى عبدلله.

واستهلك المشروع 4 أشهر متواصلة، ابتدءًا من جمع المعلومات والصور، ومن ثم التصميم الغرافيكي، وآخيرًا التطبيق على أرض الواقع، بالطباعة والاكسسوارت.

65128834_377580656278900_8506739134151262208_n.jpg
 

وبالعودة إلى الهدف من المشروع، تقول ليندا بصوتٍ يملؤه الحنين: " بعيداً عن النجاح و التخرّج و عن العلامات والأرقام هدفي الأساسي من هذا المشروع هو تسليط الضوء على الجمال الكامن في وطننا المحتل".

"كما أن في فلسطين من الجمال ما يكفي لنقول للعالم بأسره بأننا نحب الحياة و نراها جميلة بأعيننا التي يملؤها الأمل و الإصرار" تقول هذه الكلمات إشارة منها إلى الحبّ الذي غُرس داخلها من أجل هذا الوطن.

ولم تكتفِ ضيفتنا من الزخارف الفلسطينية، بل حوّلتها إلى عالم الموضة، فهي أحبّت أن يكون لوطنها حضورًا في كل بيتٍ عربي، وذلك من خلال تحويل تلك الزخارف إلى إكسسواراتٍ منزليةٍ عديدة، تستهوي الكثير لاقتنائها.

وختمت حديثها معنا بالقول: " هذا الجمال ليس حكراً على الفلسطينيين فقط، بل لكلّ من يقدّر الفن والابداع و لكل انسان عربي حرّ يعرف حقيقة التاريخ و الحق والعدالة".

65307447_2214130722003987_7435919558654820352_n.jpg
65185128_437757073725736_3282538307698819072_n.jpg
65076224_2458305664188528_5896584343257612288_n.jpg