الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

مكتبة المعمداني من رُكن ثقافي إلى مقر إيواء للجرحى والمرضى!

عادات متوارثة... تزين عيد الغزيين

حجم الخط
20171013101732.jpg
غزة - سند

منذُ أن يلوّح شهر رمضان المبارك بيديه مودعاً أهالي قطاع غزة، تجتمع النسوة كعادتهن لإنجاز ما اعتدنا على فعله كل عام في ليلة أول أيام عيد الفطر المبارك.

بعض العادات التي توارثها الأجيال، لازالت حاضرة في تفاصيل أيام العائلات كأمرٍ مقدّس، لا يمكن التغافل عنه، كونها أصبحت جزءاً من هوية العيد التي لا بد من وجودها.

الفسيخ

عادةً ما تتزين موائد الإفطار في أول يوم للعيد بطبق من السمك المملح يُسمى " الفسيخ".

البعض يعتقد أن تناوله قد يعوض الجسم عما فقده من الماء خلال الصيام بشرب الكثير من الماء، فيما يعتقد آخرون أن تناوله يساعد المعدة لتقبل المزيد من الأطعمة والحلويات طيلة نهار العيد.

وعن سبب تناوله صباحاً تقول السيدة لبنى التتر إن تناول سمك " الفسيخ" سيشعرك بالعطش كثيراً طوال اليوم، وهذا يدفعك لشرب العصائر والماء كثيراً، أي سيجعل لديك القدرة على شرب كأس في كل بيتٍ قد تزوره خلال " لفة العيد".

وتضيف :"وبذلك ترفع الحرج عن نفسك، لأنّ الجميع يرغب بتناول شيء عنده ولو كان قليلاً، لأن في الأيام العادية لن تستطيع شرب هذا الكم من السوائل".

لا تحبذ التتر شراء "الفسيخ" جاهزاً فتحاول صنعه بمنزلها، حيث تشتري سمك " البكلا" ومن ثم تنظفه جيداً، وتضعه في الملح، ثم ترصه في مرطبان، وتضع عليه الملح مرة أخرى.

وتتابع التتر طريقة تحضيره " البعض يضع العصفر مع الملح لكي يحصل على فسيخ بلون أصفر، بعدها يُغلق على المرطبان لمدة شهر أو شهرين، ويتم فتحه ليلة العيد، وبذلك يكون قد تشرّب الملوحة جيداً ونضج".

البعض يخزن " الفسيخ" من خلال دفنه تحت الأرض، بوضعه في كيس نايلون ومن ثم كيس" خيش"، إلى حين نضجه.

قبل طهي " الفسيخ" يُنقع في القليل من الماء للتقليل من ملوحته قليلاً، ثم يغمر بالطحين ويتم قليه، ويرافقه صحن " الطشطاشة" أي البندورة مع البصل، كما توضح التتر.

ما_هو_سمك_الفسيخ.jpg
 

السماقية

موائد الغداء أيضاً تحتفظُ بعادة دائمة عند أهالي قطاع غزة، فلا تخلو من طبق " السماقية" التي يُحبها الصغار والكبار.

وتعتبر "السماقية" أكلة شعبية، تناقلها أهل غزة قديماً، وكانت رفيقة المناسبات السعيدة والأفراح، ولطيب طعمها لازال البعض يحافظ على تواجدها ويتفنن بطهيها جيداً، ويتميز البعض في جعلها أكثر حموضة أو " حارقة" بوضع الكثير من الفلفل عليها.

يرغب البعض في تناولها، لحاجته بعد الصيام إلى طعام يفتح شهيته وخفيف على المعدة، عدا عن رخص ثمن مكوناتها وسهولة تحضيرها، وبركتها التي تُطعم الكثير من الزوار، كما تخبرنا السيدة حمدة أبو كرش.

وحول طريقة تحضيرها يتم سلق اللحمة، ومن ثم تقليب البصل والسلق بزيت الزيتون على النار، بعدها تسكب اللحمة عليهما، بعدها يضاف الثومة والجرادة والفلفل المهروس، وبنفس الوقت يتم استخراج ماء السماق الحامض، ويخلط بالقليل من الطحين لتجميده، وتترك كافة المكونات تغلي على النار حتى تتجانس، ويضاف إليها زيت الزيتون.

maxresdefault.jpg
 

وانتقالاً من عادات الطعام لعادات التزيين، تحافظ بعض العائلات على استخدام الحناء في العيد في ظل طقوسٍ مميزة تُدخل البهجة على قلوب الصغار والكبار.

الحناء

تصف السيدة مريم البرش أجواء هذه العادة :"تحضر أحد السيدات من كبار السن إلى بيت مختار العائلة، وتجلس في مكان واسع ومريح، تصطف الفتيات في طابور طويل، وبيدهن مبلغٌ بسيط من المال، مقابل تزينهن بالحناء".

ولا يخفى تواجد الصغيرات  في مثل هذه الطوابير، وقلوبهن ترقص فرحاً وابتهاجاً، فتحاول السيدة الكبيرة خلط الحناء ببعض الأعشاب الطبيعية  كي لا تتحسس أيديهن من التزيين.

أجواءٌ من السعادة تغمر الجميع، وتتباهي الصغيرات أيهن أجمل زينة، وينادين بعضهن البعض في الحي، فيقبلن الزائرات على المكان بسرعة، من أجل حضور حفلة الحناء وتزيين أيديهن.

تنتظر جميعهن لمدة أربعة ساعات ليجف الحناء، ومن ثم يوضع عليها بعض الماء المخلوط بسكر للحصول على لمعانٍ أكثر، ثم يزلن الحناء بغسيل أيديهن.

وهناك الكثير من العادات التي يختلفُ فيها أهالي قطاع غزة، إلا أنها جميعاً تحاول إدخال بعضاً من مظاهر البهجة ومشاعر السعادة على القلوب، واحتفاءً بيوم كافأ الله به عباده بعد شهرٍ طويل من الصيام.