لا يمل الإسرائيلي من وضع الخطط الآنية والمستقبلية؛ لتدمير الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية والأغوار الفلسطينية الغنية بأحواض المياه، ودافعية الاستثمار الزراعي ناهيك عن إستراتيجية الجغرافيا للمنطقة يبعدها الأمني الحدودي مع الأردن.
وعلى مساحات شاسعة تصل لآلاف الدونمات غرب نهر الأردن، تظهر للعين المجردة أكوام النفايات الملوثة التي تنبعث منها أبخرة سامة ناجمة عن اشتعال النفايات وفق شهود العيان والباحثين الذين أجروا دراسات معمقة حول الاستهداف المركز للبيئة والأرض.
وكشفت جهات حقوقية وبيئية إسرائيلية، عن منح وزارة البيئة في دولة الاحتلال تراخيص لنقل التربة الملوثة بالوقود والمخلفات الثقيلة والملوثة من أراضي عام ١٩٤٨ الضفة الغربية.
شركات استثمارية
ويكشف الباحث في مركز معًا للعمل التنموي حمزة زبيدات، عن تصدر شركتي كمبوست أور وطوف، مسؤوليتهما عن تسويق واستجلاب النفايات والأيدي العاملة والآليات، وسيارات النقل والجرافات لطمر النفايات الخطيرة في حفر كبيرة .
ويؤكد "زبيدات" في حديث خاص لـ"وكالة سند للأنباء"، أن مستثمرين جاؤوا للاستثمار بينهم فرنسي يسكن مستوطنة "ياڤيت" القريبة ويقطنها يهود فرنسيين وبدأ بعمل المدافن ومحاولات استئجار أراضي متروكة في منطقة "الجفتلك".
مصادر النفايات
وفي دراسة أجراها الباحث الدكتور جورج كرزم ونشرتها مجلة آفاق للبيئة والتنمية، إن مصدر النفايات الرطبة الملوثة من مئات آلاف منازل الإسرائيليين في الداخل والمستوطنات، وتلقى في مناطق مفتوحة في الأغوار الفلسطينية .
ويلفظ مستوطني الأغوار وفق "زبيدات" استخدام "الكومبوست" الناجم عن المدافن كونه غير عضوي وضار بمزارعهم والبيئة التي يعيشون فيها، ويتم تسويقها بأسعار رمزية للشاحنات تصل لكلفة النقل للمزارعين الفلسطينيين ومزارعهم.
وعن محتويات النفايات التي يجري طمرها تمهيدًا لبيعها للفلسطيني والتخلص منها يقول "زبيدات"، إنها تشمل الزجاج والأجنة والدم والحمأة ومخلفات المياة العادمة، ومخلفات بشرية وهو ما يشير لخطورتها وأضرارها الفورية على الأرض والبيئة والإنسان .
وتظهر نتائج دراسات قام بها مركز معًا للعمل التنموي نتائج خطيرة ومعطيات مثيرة واحتواؤها على مادة الزرنيخ والزنك وغيرهما وتم توثيق ذلك بالفيديوهات بحسب "زبيدات ".
أمراض وديدان
وتفصل دراسة كرزم تفاصيل احتواء الحمأة على مواد صلبة عضوية وغير عضوية تحوي جراثيم الأمراض وبيوض الديدان المعوية الضارة الناجمة عن معالجة المياه العادمة .
وعند استخدام "الكمبيوست" الناجم عن المدافن والنفايات وفق معطيات قدمها مدير لجان الإغاثة الزراعية في الأغوار عازم الحج محمد، ويعني ترحيل التربة وتصاب الأرض بما يماثل تسمع الكبد البشري ما يعني استقدام تربة جديدة والتخلص من كميات الزرنيخ والزنك والرصاص والمواد الثقيلة التي استوطنت التربة .
وتصيب الأمراض المزارعين الذين ينهش أجسادهم الطفح الجلدي والحساسية بالإضافة لتلف التمور التي تشتهر بزراعتها المنطقة المستهدفة.
ولم تسلم طفولة الأغوار من الأمراض وفق أفاق البيئة والتنمية التي تقول، إن أطفالًا في محيط منشآت النفايات السامة والأراضي الملوثة، أصيبوا بحالات جفاف مفاجئة تترافق وتقيؤ وإسهال دون معرفة الأسباب بينما أصيب أطفال وغيرهم بمشاكل في الجهاز التنفسي .
ويتساءل "زبيدات" حول أسعار "الكمبوست" ويؤكد أن أسعارها تكشف عوارها وأضرارها، فلو كانت عضوية وعملية لاستخدمها المستوطن وارتفعت أسعارها ما يدلل على أن المالك الإسرائيلي يسعى للتخلص منها وعلى حساب الأرض والإنسان وبيئته.
قرارات إغلاق
ورفع مستوطنون من مستوطنات الأغوار قضايا ضد الشركات الاستثمارية، وتم تحديد العام ٢٠٢٢ كتاريخ للإغلاق بينما تشاهد حركة إعمار نشطة لستة مشاريع ضخمة صناعية وزراعية وكيماوية في الجهة المقابلة لموقع المكب الخطير.
ويبذل الفلسطيني جهوده في مواجهة ومنع شراء واستخدام "الكمبوست"، وتم تقديم أصحاب شاحنات نقل للنائب العام يؤكد كل من "زبيدات" والحج محمد.