الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"شهد".. الشهيدة والمولودة اليتيمة!

الفنانة آية .. قاومت السرطان حتى الرمق الأخير

حجم الخط
66052378_2309053102688325_8014029432371019776_n.jpg
غزة - سند

لم تكن آيةٌ عادية، كانت استثناء الحياة، آيةٌ من الصبر والجمال، تنثر على من حولها الرضا والحب والعطاء، لم يدرك صُحبتها أحد إلا واقتبسَ من روحها قوة لمقاومة الحياة، وتصبراً على الآلام.

بين جنبات لوحاتها التي تأسرك بجمالها، تصطف الكثير من الحكاياتٌ الطويلة، والتفاصيل الصعبة، مزيجٌ من حب الحياة ومقاومتها، خليطٌ من الصبرَ والتحدي، حياةٌ ليست كأي حياة عاشتها الفنانة آية عبد الرحمن(31 عاماً).

موعد موجع

بدأ شغفها في حب الرسم يتجلى حينما كانت تقطن مع عائلتها في الكويت، وبدأت الحرب فيها، فكانت تحاول أمها إشغالها، لتشتيت انتباهها عن صوت المدافع آنذاك، بالرسم.

بعد انتقال آية لغزة، لم تفوت فرصة الذهاب مع أبيها إلى أحد مراكز الحرف الذي كان يعمل فيه، فأحبت الرسم وحرقت على الخشب وصنعت الفسيفساء، وتسرب التعلق في هذا المجال بقلبها رويداً رويداً، حتى شاركت في أول معرض فني لها، وهي في التاسعة من عمرها.

قبل أحد عشر عاماً، كانت الشابة آية عبد الرحمن على مع موعدٍ موجع، علمت فيه أنها مصابةٌ بمرض السرطان، تألمتْ كثيراً، لكنها لم تدعه يسرق منها أحلامها للحظةٍ واحدة، امتلأت بروحٍ مقاومة، وسارت عكس دوّامة المرض الذي حاول كسر روحها.

حبٌ للحياة

خلال رحلة علاجها، أمضت آية أربعة سنوات في التطوع بجمعيات مرضى السرطان، ومضتْ تُبدع في تحقيق أحلامها في مجال الرسم، حتى باتت لوحاتها بمثابة جزء من كيانها لا تستطيع الاستغناء عنها، وحجزت مكانةً متميزة لها في عالم الفن التشكيلي.

شاركت آية في العديد من المعارض الفنية، وكان أول معرضٍ خاص بها بعنوان" قباب القدس" حمل شوقاً كبيراً للعودة إلى المدينة المقدسة، وحاكت رسوماتها الكثير من السيناريوهات الإنسانية والدينية والوطنية.

حتى آخر رمق، لم تدع آية عبد الرحمن المرض يسرق منها ابتسامتها، وحبها للحياة، بقيتْ تطلبُ من محبيها الصلاة لأجلها، كي تعود لتكحل عينيها برؤيتهم من جديد، فلطالما كانوا سندها الذي تتكأ عليه خلال رحلتها مع المرض.

تدهورت صحة آية في الآونة الأخيرة، وبعد صعوبات من قبل الاحتلال، استطاعت الخروج من غزة إلى قبرص لاستكمال علاجها، أجرت خلالها عدة عمليات في محاولة للسيطرة على مرضها، حتى اضطرت لاستئصال كلية من جسدها، لكن لم يتوقف المرض عن نهش جسدها، لتغادر روحها الدنيا يوم أمس.

حزنٌ عميق

توشحت مواقع التواصل الاجتماعي بالحزن على فراق الفنانة التشكيلية، ورثاها أصدقائها وكل من عرفها أو صادفها يوماً، أو استمع لحكايتها عبر "تديكس الشجاعية"، خاصة وأنها تحدت مرض السرطان طوال 11 عاماً، بموهبتها في الرسم.

#جيش_آية، هاشتاج حمل الكثير من المواقف والذكريات التي عاشها أصدقاء آية معها، ورصد "سند" ما نشره النشطاء والإعلاميين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتب الصحفي الفلسطيني تامر المسحال: رحم الله #آية_عبدالرحمن ..رحلت بعد جهاد مع مرض السرطان .. تركت بوفائها واخلاصها وابداعها أثرا وإرثا .. أسكنها الله الجنان وألهم أهلك الصبر والسلوان

وقال الرسام محمد قريقع: إن فلسطين خسرت اليوم فنانة عظيمة عاشت بطلة محاربة لمرض السرطان ما استسلمت يوم.

"وداعا أيتها الإنسانة الفنانة الصابرة، التي أبت أن تستسلم لهذا المرض اللعين قاومته بريشتها ورسوماتها ما استطاعت وما كتب الله لها قبل أن ينال منها" هكذا نعى أستاذ الإعلام بالجامعة الإسلامية محسن الإفرنجي.

46650536_1918593188230277_2680065399499784192_n.jpg
46520193_1918593204896942_2906402805835104256_n.jpg
30713736_1623620394394226_7084212658244681728_n.jpg
66052378_2309053102688325_8014029432371019776_n.jpg