الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

نفق الحرية.. يبعث الروح في جسد فلسطين

حجم الخط
241380322_221294093301235_6671563460114775566_n.jpg
لبابة ذوقان - وكالة سند للأنباء

تكبيرات علت في المساجد، وهتافات انطلقت خلال المسيرات التي عمّت شوارع الضفة الغربية، نصرة للأسرى وفرحة بانتزاع ستة أسرى حريتهم بأيديهم.

حادثة أعادت ضخ الروح الوطنية في قلوب الشعب الفلسطيني وأحرار العالم أجمع، وقلبت كيان الاحتلال رأسا على عقب، وأضاعت هيبته، وأسقطت واحدة من أكثر قلاعه تحصينا، ما كان له أعظم الأثر في نفوس الفلسطينيين.

رفعت الروح المعنوية

فبعد مرور ساعات على عملية نفق الحرية في سجن "جلبوع"، أجمعت العديد من التحليلات الإسرائيلية أن العملية انتصار معنوي كبير للفلسطينيين، وإنها سترفع الروح المعنوية بين الفلسطينيين، بحسب ما نقله المتابع للشأن الإسرائيلي محمد أبو علان.

وأردف أبو علان على صفحته على فيسبوك: "نعم رفعت الروح المعنوية أولاً بين الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية، رفضوا إجراءات النقل والعقوبات، حتى أن أحد الأسرى رشق ماء يغلي على أحد السجانين في سجن جلبوع، وأحرقوا زنازين في معتقلات النقب ورمون".

وتابع: "نعم، رفعت المعنوية في الشارع الفلسطيني، وبدأت التحركات والتظاهرات في الميادين ونقاط التماس في الضفة الغربية، حتى وصل الأمر لإطلاق نار على جنود الاحتلال قرب رام الله حسب وسائل إعلام لإسرائيلية".

فرحة على وسائل التواصل

وبهجة بالحادثة، عجّت وسائل التواصل الاجتماعي بالتفاعل مع "الهروب الكبير"، منهم من نشر عبارات الفخر والدعاء للأسرى المتحررين من سجنهم، وآخرين أطلقوا العنان لخيالهم في رسم لوحات كاريكاتورية تحاكي ردة فعل الاحتلال، وأخرى تبين عظمة الحدث.

كما انتشر وسم "نفق الحرية" بشكل لافت، إلى جانب أوسمة أخرى، عكست مدى الأثر التي تركته شجاعة الأسرى على الشارع الفلسطيني وروحه الوطنية.

حديث الساعة

أستاذ علم الاجتماع السياسي مصطفى الشنار، أشار إلى أن حادثة هروب الأسرى أعادت القضية الوطنية برمتها للمشهد السياسي والإقليمي والعالمي، لافتا لتداعياتها الكبيرة على الاحتلال الذي جنّد كل إمكانياته ليعيد هيبته.

وأضاف في حديثه لـ"وكالة سند": "عملية الهروب أصبحت حديث الشارع ووسائل الإعلام، بالإضافة لانشغال النخب السياسية بالتحليلات وأثرها".

ورأى "الشنار" أن العملية ساهمت في ضخ معنويات عالية للشارع الفلسطيني.

وتابع: "هروب الأسرى رفع الوعي بمختلف القضايا وليس الأسرى فقط، وشاهدنا التفاعل معها على المستوى العالمي".

وأشار أستاذ علم الاجتماع إلى أن مثل هذه الأحداث تعمل على رفع الوعي الوطني وتدفعه للانتقال من الوعي إلى الفعل الوطني على الأرض من خلال المواجهات والمسيرات وهذا بحد ذاته رصيد كبير جدا في رفع الوعي بالحركة الأسيرة بذاتها وقدرتها وبإمكانياتها على التغيير.

أمل بعد الإحباط..

وجاءت عملية الهروب، بحسب الشنار في فترة يعيشها الشارع الفلسطيني هي أقرب من الإحباط".

وأوضح: "عندما بلغ الشعب ذروة آماله في معركة سيف القدس، إلا أن قضية الانتخابات وتأجيلها وطي ملف المصالحة الوطنية، ساهم في إعادة الإحباط للشارع الفلسطيني، حتى جاءت هذه العملية كالقشة التي تعلق بها الغريق، وتعلقت الآمال الفلسطينية بها، وربما بالغت وحملتها أكثر من حملها لكنها من الناحية النفسية والسيكولوجية رفعت المعنويات الوطنية في الشارع الفلسطيني بكل أطيافه ومكوناته".

الأسرى والهروب..

ويشير "الشنار" إلى أن نجاح الأسرى في الهروب، له انعكاس أكبر على الأسرى أنفسهم في سجون الاحتلال، فأي خبر يتعلق بحريتهم وينشر على وسائل الإعلام يستحوذ على تفكيرهم وينعكس عليهم بشكل كبير خاصة أسرى المؤبدات.

ويستطرد: "الحرية أقدس المقدسات لدى الإنسان بالمطلق، إذا سلبت حريته هو كالعبيد تماما، لذلك فالتحرر والبحث عن الحرية هي قضية وجودية، وهذه الحادثة أنعشت آمال الأسرى وأصحاب المحكوميات العالية بالتحرر وتعطيهم وميض أمل أن هناك إمكانية لاستكمال الحياة خارج السجن والانعتاق منه".

وعلى الرغم من حالة الأمل والفرح التي تسيطر على الأسرى في السجون، إلا أن الاحتلال يسعى لقتلها بممارساته الانتقامية منهم.

وعن ذلك يقول "الشنار": "هذه الحوادث تعد اختراقا للمنظومة الأمنية لمصلحة السجون والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لذلك يقوم الاحتلال بالتنكيل بالأسرى بكل ما لديه من إمكانيات".

ويتابع: "يسعى الاحتلال لضرب وحدة الحركة الأسيرة، وإعادة توزيع الأسرى على السجون، واتلاف مقتنياتهم وإغلاق الأقسام عليهم لأيام وأسابيع، ومصادرة الانجازات التي حصلوا عليها خلال الخمسين السنة الماضية من عمر الاحتلال من إضرابات دفعوا خلالها الأسرى أثمانا من لحومهم لإضرابات طويلة".

ورأى "الشنار" أن المطلوب من الشارع الفلسطيني هو مواصلة التضامن والتحرك على الأرض من أجل الأسرى، فتكرار وقوع الحدث يعزز من رفع الوعي بالحدث نفسه".

وقال: "الأصل ألا يستهين الفلسطينيون وكل أحرار العالم بأي قضية بسيطة تتعلق بالتضامن مع الأسرى، واستحضار أسماء وصور الأسرى على وسائل التواصل الاجتماعي، كل ذلك يساهم في رفع الوعي بقضية الأسرى ويجعلها دائمة الحضور في ذهن الناس".

وختم حديثه بالقول:" الموقف الرسمي الفلسطيني مما جرى محبط ولا يرتقي إلى المستويات الدنيا لما ينبغي أن تقوم به، ويجب أن يكون الموقف بمستوى الحدث".

وتمكن جهاز "الشاباك" الإسرائيلي خلال الساعات الماضية من اعتقال 4 أسرى فروا من سجن "جلبوع" شمال فلسطين، فيما لا يزال يبحث عن الآن عن اثنان آخران، وهو ما حاولت وسائل الإعلام الإسرائيلية تصويره بأنه إنجاز أمني.

وشكَّل فرار 6 من أسرى من سجن "جلبوع" شمال فلسطين صفعة لكل إجراءات المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وضربة لأحد أكثر الأنظمة الأمنية تحصينًا في الشرق الأوسط.

وخلف الكواليس تبدو المعارك محتدمة بين أجهزة الأمن الإسرائيلي تتعلق بالجهة المسؤولة؛ للوصول لحقيقة ما جرى فجر يوم الثلاثاء الماضي.