الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"شهد".. الشهيدة والمولودة اليتيمة!

المقاومة المسلحة بالضفة.. الظروف والمعطيات والمستقبل

حجم الخط
مسيرة-1536x864-1.jpeg
رام الله-وكالة سند للأنباء

شهدت الضفة الغربية تصاعدًا في عمليات إطلاق النار على أهداف تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، لكنّها لم تتحول إلى بنية عسكرية متكاملة في منطقة تشهد اشتباكًا شبه يومي مع القوات الإسرائيلية.

ورغم خروج بعض المظاهر المسلحة في بعض المخيمات الفلسطينية تحديدا مخيم جنين، إلّا أنها بنظر المراقبين لا تعبر عن حالة عسكرية منظمة، مقابل انخراط شعبي واسع في عمليات مختلفة بالضفة.

مراقبون، وجدوا في مخيم جنين شاهداً حياً على التمرد الممكن في ظل السيطرة الإسرائيلية وإحكامها على محافظات الضفة، لكنّهم يرجعون الحالة الراهنة إلى غياب القرار السياسي في احتضان الفعل العسكري حتى الآن.

غياب استراتيجية وطنية

أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر إبراهيم أبراش، أكدّ أن الضفة وبموجب القانون الدولي هي منطقة تخضع للاحتلال، وكانت تشهد ولا زالت مقاومة عنيفة.

وقال أبراش لـ"وكالة سند للأنباء": إنّ الاشكال يتمثل في غياب الاستراتيجية الوطنية إزاء متطلبات المرحلة، وإمكانية الموائمة بين قراري السلم والحرب لدى الفصائل الفلسطينية، مع انعكاس أزمة الانقسام على المشهد.

وأوضح أن السلطة الفلسطينية لا يزال لديها أمل بإقامة دولة فلسطينية عبر المفاوضات، فيما لم تنجح حركتا "حماس والجهاد" بنقل تجربة غزة للضفة.

وأشار للهبة الشعبية العارمة من عمليات طعن وغيرها، وتأثيرها في انخراط الفعل الشعبي العام بأدوات المقاومة الخشنة ضد الاحتلال، مؤكدًا أن تنظيم ذلك والمراكمة عليه يحتاج لاستراتيجية وطنية تحدد شكل وكيفية أدوات المقاومة.

قرار

وقال المحلل السياسي طلال عوكل: "هناك رغبة بإبقاء باب التفاوض مفتوحاً على أمل الحصول على إنجاز سياسي، في وقت تخشى فيه السلطة الفلسطينية من رفع كلفة الثمن إزاء متطلبات العمل المقاوم".

وأكد عوكل لـ"وكالة سند للأنباء" أنّ العمل العسكري بالضفة غير مرهون بجغرافيا الضفة، بل بأدوات التغول الإسرائيلي من جهة والفكر السياسي للقيادة الفلسطينية من جهة ثانية.

وأوضح أنّ الإجراءات الإسرائيلية تحفز بشكل مستمر على إثارة الأوضاع، ما يجعل المنطقة مهيئة أساسا لاندلاع المزيد من المواجهات هناك.

وبين "عوكل" أن استمرار المواجهات لا بد أن يؤدي في المحصلة إلى استمرار مظاهر العسكرة، وخلق دافعية للعمل الفدائي، وبقاء حالة المواجهة والاشتباك بشتى أنواعه، ما يصنع حالة مقاومة شعبية دائمة.

يتفق "عوكل" على أن تراكمية العمل العسكري قد لا يكون سهلا، لكن في المحصلة ستؤدي الأحداث الى انفجار يكون أكبر وأوسع من فكرة العمل العسكري على غرار الانتفاضتين.

مبالغة

المختص العسكري يوسف الشرقاوي، له رأي مختلف حول تـأثير المظاهر المسلحة في الضفة.

وقال "الشرقاوي": "بالغنا كثيرا في تجربة جنين، ولا شك أنّ هناك حماس كبير بالمخيم، لكنّ الحدث أشار إلى أنها محافظة كأي محافظة أخرى في واقعها وتعقيداتها".

يرى الشرقاوي في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء" أنّ مبالغة الأحداث في جنين مردها تعطش الحالة الشعبية؛ لوجود نموذج متمرد قادر على إلحاق الأذى بالمنظومة العسكرية الإسرائيلية، وإبقاء المظاهر العسكرية قائمة في المخيمات.

لكنّ مع ذلك، ثبتّ الحدث الأخير، أنّ المخيم يعيش في ظروف معقدة وصعبة، يستحيل معها مقارنة الأوضاع في غزة مثلاً، فلكل بيئة خصوصيتها التي تحكمها ظروف موضوعية على صعيد بيئة العمل الفدائي المسلح أو حتى المقاومة الشعبية، بحسب "الشرقاوي".

ويقول: "لو توفر قرار مماثل لقرار الرئيس الراحل ياسر عرفات باندلاع انتفاضة ستتغير الظروف بشكل ديناميكي أكبر".

يؤكد "الشرقاوي" أيضا أنّ ثمة معطيات ستقود في المحصلة لتفجير الأوضاع في الضفة في أبعاد مختلفة، الشعبية والعسكرية والنخبوية منها، مرتبطة باستمرار التغول الإسرائيلي، "الذي يمثل فتيل انفجار للوضع وسيجعل من الضفة موضع صراع متفجر دائم".

ويعتقد أن الأهم هو توفر النموذج القيادي القادر على تحديد الأهداف خاصة لدى المظاهر المتعلقة بالحالة العسكرية الشعبية.