الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

بالفكرة والقلم

بالفيديو الكاتبة "نجوى" توصل رسالة فلسطينية وتفوز بجائزة عالمية

حجم الخط
كاتبة.jpg
فاتن عياد الحميدي - وكالة سند للأنباء

"هدهدتهم الكلمات، نام الصغار، ونامت معهم مخاوفهم وأسئلتهم، تنهدت، وأسندت رأسها بتثاقل إلى الجدار، تنتظر من يَقُص عليها الحكاية".

بعضٌ من كلمات تروي وجعاً فلسطينياً للجوء والحرب، للانتهاء من الخوف والألم، اختارتها "نجوى غانم" لتكون رسالة إلى العالم الغربي في إيصال صورة لمعاناة الفلسطيني.

وفي حديثٍ ماتع بين "وكالة سند للأنباء" والكاتبة والمترجمة نجوى غانم، الحاصلة على جائزة "زمالة جان جاك روسو" الألمانية، لتكون ممثلةً لفلسطين من بين 6 نساء يمثلنَ بلادهُنَّ، تناثرت الكلمات والعبارات الممزوجة بفرحة النجاح ولذة الوصول وحُب الوطن، لتسطر المرأة الفلسطينية رمزاً، وتُكمِلُ بِلونِها اللوحةَ الفنية.

"بداية الطريق"

في بداية الطريق، تسرد لنا "غانم" رحلتها مع الكتابة منذ الصفوف الأولى الابتدائية، حيث تدرجت بالكتابة في الإعدادية والثانوية، لتحصد العديد من الجوائز في مجال الكتابة.

وانتقالاً للمرحلة الجامعية، أبحرت ضيفتنا في كتابة متخصصة للقصة القصيرة باللغة الإنجليزية.

بدأت "غانم" ترجمة ما تكتبه إلى اللغة العربية، وأصبح لديها مجموعة جاهزة للنشر والطباعة، ففي عام 2005 بدأت النشر الورقي، ثم قدمت بعضاً من أعمالها لـ "مركز أوغاريد" في رام الله.

تتابع ضيفتنا أنه تم قبول وإصدار نتاجها الأدبي في نهاية عام 2011، ووصلت هذه الأعمال إلى قطاع غزة، عبر معبر كرم أبو سالم في 2012، وتم توقيع المجموعة الأولى بعنوان "أجنحة الخوف"، إلى أن اكتملت المجموعة الثانية "أُغلقت دونها"، وهي 32 قصة قصيرة تم نشرها وإصدارها في عام 2019.

"ما يلامس القلب"

"أكتب كل ما يلامس القلب" هكذا وصفت لنا "غانم" استحضار الفكرة، مشيرةً إلى كتابتها أي قصة تمر عليها في الواقع أو من خلال قراءة أو مشاهدة، أو حتى أحلام ورؤى، فتكتب ما يستوقفها من أفكار.

جملة كتبتها "غانم" لتعبر عن فكرة، وتوصل صورة، وترسم رمز لنأخذ عبرة، تبيِّن "نجوى" أنها ترجمت بعض القصص المؤثرة من مجموعة "أُغلِقت دونها"، إلى أن قدمت في " زمالة جان جاك روسو" في عام 2021، بترشيح من لجنة المحلَّفين للجائزة.

أما عن مشاركة "غانم" في "زمالة جان جاك روسو"، توضح لـ"سند" أنها عرضت بعض القصص المترجمة من مجموعة "أغلقت دونها"، والتي تناولت قضية "اللاجئين" و "الحرب على غزة"، إلى جانب أعمال أدبية أخرى، وتم اختيارها كممثلة لفلسطين وواحدة من 6 فائزين حول العالم للزمالة في قلعة العزلة في "تشورج جارد" في ألماينا.

"جان جاك روسو"

تحدثنا "غانم" ونحن نرى بريق عينيها، عن كيفية مشاركتها في هذه الجائزة، حيث تعرفت على كاتبة ألمانية "ماكسي أكسبورغ" وأُعجِبَت بكتاباتها، وبعد العدوان على قطاع غزة في عام 2014، عرضت "أكسبورغ" على "غانم" ترشيحها لنيل جائزة "جان جاك روسو".

مأساة الحرب تخرج من ثغرها بنبرة متحشرجة، قائلةً "بعد الحرب يفتقر الإنسان للرغبة وللحياة وأي شيء مبهج"، فلم يكن لدى "غانم" الحماس لهذا الأمر، كونها خرجت بمزاج المظلوم المقهور والمُحتَّل.

وتعرب "غانم" عن قلقها إزاء هذه المسابقة التي ستعبر فيها عن كتاباتها لجهة غربية، كألمانيا التي تنحاز إلى الاحتلال الإسرائيلي سياسياً، لكن على الصعيد الإنساني والأدبي، كان هناك ترجيب شديد بكتابة الحقيقة، ومعاناتها كامرأة تحت الاحتلال، استخدَمت ما تكتب لعكس ما تعاني النساء في قطاع غزة.

"عن الجائزة"

توضح "غانم" أن الترشح لجائزة "جان جاك روسو" لا يأتي بشكل مباشر، فيجب ترشيح الكاتب عبر سِيطه وأعماله الأدبية من لجنة "المحلَّفين"، وبعدها يأتي دور المرشَّحة لإقناع اللجنة بأحقيتها بالفوز.

وتضيف "غانم" أن فكرة "الزمالة" جاءت من أفكار الفيلسوف الفرنسي "جان جاك روسو"، وهو فيلسوف ألماني يسند كل خلل إلى البعد عن الطبيعة.

وأُقيمت أكاديمية سُميت بـ"قلعة العزلة" بألمانيا، ليتم استقطاب الكتاب وإقامتهم داخل هذه القلعة "الأكاديمية" لإنجاز عمل أدبي خلال الظروف الطبيعية التي سيوضع فيها الكاتب بعيداً عن الصراع والمدن والضوضاء.

 وتمتد الزمالة لـ"أربعة أشهر"، يتوجب على الفائز بها إنجاز عمل أدبي كمُخرج يتم نشره نشره باللغتين العربية والإنجليزية.

كُلٌ يقاوم بطريقته، وهناك من اتخذ الورقة والقلم سلاحاً ليعبر بهما عن قضيته.