الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

مكتبة المعمداني من رُكن ثقافي إلى مقر إيواء للجرحى والمرضى!

تقرير ذكرى عدوان 2014 الخامسة.. غزة لم تشفى بعد

حجم الخط
01b22b97b2567d233e9a13f844cbe9a0.jpg
غزة-سند

يوافق اليوم الأحد، السابع من يوليو، الذكرى السنوية الخامسة للعدوان الأخير الذي شنّه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة صيف 2014، والذي وصف بالأكثر عداونية وشراسة على مدار 51 يومًا.

وتأتي الذكرى الخامسة، لهذا العدوان، في وقت لا يزال فيه القطاع يعاني من أوضاع اقتصادية وإنسانية "كارثية"، بفعل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ ما يزيد عن 11 عامًا.

بدء العدوان

وبدأ العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة بعد الساعة الواحدة من فجر يوم 8 يوليو/تموز 2014، باستهداف منزل المواطن الفلسطيني محمد العبادلة في بلدة القرارة جنوبي القطاع.

وتبع الهجوم إعلان "إسرائيل" عن بدء حملة عسكرية أُطلق عليها اسم "الجرف الصامد".

وردت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقامة الإسلامية (حماس) بإطلاقها اسم "العصف المأكول" على تصديها للهجوم.

 بينما اختارت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي اسم "البنيان المرصوص" لعملياتها.

أهداف وأسباب الحرب

منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة تبين أن هدف "إسرائيل"، تدمير قدرات فصائل المقاومة الفلسطينية، وبنية القطاع التحتية ومنازل المواطنين وممتلكاتهم لتحريضهم ضد تلك فصائل، لكن ذلك لم ينجح.

وجاء الهجوم على وقع قصف متبادل مع المقاومة الفلسطينية في القطاع، إثر تفجر الأوضاع في الضفة الغربية بعد خطف مستوطنين الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير في القدس المحتلة يوم 2 يوليو/تموز الماضي وتعذيبه وحرقه.

وازدادت الأوضاع سوءا بعد إعادة قوات الاحتلال اعتقال عشرات من محرري صفقة "شاليط"، ونواب في المجلس التشريعي الفلسطيني من حركة حماس.

مجازر مروعة

في أول أيام الحرب، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة، وصفها المواطنون بـ"المروعة"، في مدينة خانيونس، جنوبي القطاع، راح ضحيتها 11 فلسطينياً، وتسبب بجرح 28 آخرين.

وتوالت المجازر التي ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة، إذ تقول تقارير حقوقية إن إسرائيل ارتكبت، خلال الحرب، مجازر بحق 144 عائلة، قُتل من كل عائلة ثلاثة أفراد أو أكثر.

وكان تقرير "ديفيس" الدولي، خلص إلى أنَّ العدوان الإسرائيلي على غزة "يرقى إلى جرائم الحرب". 

وأشار التقرير اذي صدر في نهاية عام 2015، إلى أن 142 عائلة على الأقل فقدت ثلاثة أفراد أو أكثر في الهجوم على المباني السكنية أثناء الحرب.

 حيث شنت "إسرائيل" أكثر من ستة آلاف غارة جوية، وأطلقت نحو 50 ألف قذيفة مدفعية. حسب التقرير الدولي.

الرد الفلسطيني

وخلال الحرب، قصفت المقاومة الفلسطينية، وبخاصة كتائب القسام، المستوطنات الإسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة.

 فيما طال القصف، لاحقاً، مدن رئيسية داخل إسرائيل، أبرها "تل أبيب، والقدس، بئر السبع"، ومنشآت كـ"مطار بن غوريون".

وأطلقت كتائب القسام، مئات الصواريخ على المدن والمواقع الإسرائيلية، ونفذت العديد من الهجمات ضد الجيش الإسرائيلي، مستخدمة الأنفاق الأرضية.

الهجوم البري

في 17 يوليو/تموز، وبعد 10 أيام من بدء الحرب، بدأ الجيش الإسرائيلي بتوسيع هجومه، ليشمل الغز البري.

وتوغل الجيش لمسافة عدة كليومترات داخل حدود قطاع غزة، تحت ذريعة تدمير نظام الأنفاق في غزة.

وتعرضت القوات الغازية، لمقاومة عنيفة من قبل كتائب القسام أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من جنود الجيش الإسرائيلي، قبل أن تقرر الانسحاب في 5 أغسطس/آب.

أسرى بيد كتائب القسام 

وفي 20 يوليو/تموز 2014، أعلنت كتائب القسّام، عن أسر جندي إسرائيلي يدعى "آرون شاؤول"، خلال تصدي مقاتليها لتوغل بري للجيش، في حي التفاح، شرقي مدينة غزة.

كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية، عن فقدان جندي آخر في مدينة رفح، قالت حماس في وقت آخر إنه في قبضتها.

وتقول حماس إنها تأسر 4 إسرائيليين، بينهم جندييْن، وترفض إعطاء معلومات بشأنهم قبل إطلاق إسرائيل سراح المعتقلين الذين أعادت توقيفهم في يونيو/حزيران 2014.

وكانت كتائب القسام بينت في الأول من إبريل العام الماضي، أن رئيس حكومة الاحتلال يكذب على الإسرائيليين ويضللهم.

 فيما وضعت على خلفية ناطقها العسكري صورة لأربعة جنود قالت إنها: "لن تقدم معلوماتٍ حولهم دون ثمن".

خسائر العدوان

وأظهر التقرير استشهاد 1742 فلسطينيا 81% منهم من المدنيين، بينهم 530 طفلا و302 امرأة و64 لم يتم التعرف على جثثهم لما أصابها من حرق وتشويه.

واستشهد 340 مقاوما فلسطينيا، وجرح 8710 من مواطني القطاع.

كما استشهد 11 من العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) و23 من الطواقم الطبية العاملة في الإسعاف.

ودمر القصف الإسرائيلي للقطاع 62 مسجدا بالكامل و109 مساجد جزئيا، وكنيسة واحدة جزئيا، و10 مقابر إسلامية ومقبرة مسيحية واحدة.

 كما فقد نحو مائة ألف فلسطيني منازلهم وعددها 13217 منزلا، وأصبحوا بلا مأوى.

على صعيد خسائر إسرائيل، قُتل 64 جنديا و6 مدنيين بينهم امرأة.

 ومن بين الجنود القتلى من يحملون أيضا جنسيات أخرى كالأميركية والبلجيكية والفرنسية وغيرها. أما الجرحى فقد بلغ عددهم 720 جريحا.

المبادرة المصرية

نشرت وسائل الإعلام مساء الاثنين 14 يوليو/تموز الماضي نص المبادرة المصرية التي توقفت الحرب على أساسها بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

 وقد وضعت مصر على حماس التي أصرت على فتح معبر رفح ورفع الحصار عن غزة شروطا من بينها تولي أمن السلطة الفلسطينية في رام الله شؤون معبر رفح عند فتحه، وألا يكون مفتوحا طوال الوقت.

وأدان عدد كبير من الدول مهاجمة إسرائيل لقطاع غزة، كما أعلنت دول تأييدها لها وأدانت الرد الصاروخي الفلسطيني عليها.

ومن مؤيدي إسرائيل ألمانيا، حيث أعلنت أن من حق إسرائيل "الدفاع عن نفسها"، بينما أدانت دول أخرى "اللجوء إلى العنف أيا كان مصدره".

وفي 26 أغسطس/آب 2014، توصلت إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، برعاية مصرية، إلى هدنة أنهت حرب الـ"51" يوماً.

وتضمنت بنود الهدنة استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة في غضون شهر واحد من بدء سريان وقف إطلاق النار.

مؤتمر إعادة الإعمار

بعد توقف الحرب وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عقد مؤتمر لإعادة إعمار غزة في القاهرة برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومشاركة خمسين منظمة وحكومة.

وتعهدت الدول المشاركة بتقديم 5.4 مليارات دولار للفلسطينيين، نصفها لإعادة إعمار القطاع الذي لحق به دمار واسع.

وفي 3 إبريل/نيسان من العام الجاري، أعلن وزير الأشغال العامة والإسكان الدكتور مفيد محمد الحساينة، أنه تم إعمار ما نسبته 90% من إعادة إعمار المنازل المدمرة كلياً خلال عدوان 2014.

مخلفات الصواريخ

ورغم انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، إلا أن خوف سكان القطاع من انفجار مخلّفاتها شكل تهديداً للمدنيين ولعمليات إعادة الإعمار في القطاع.

وفي مارس/آذار 2016، أعلنت "أونروا" عن إزالة ما يقارب نحو 3 آلاف مادة متفجرة فقط، من أصل 7 آلاف، منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية صيف عام 2014.

وتقول الوكالة، إن نحو 16 شخصاً فلسطينياً، لقوا مصرعهم وأصيب 97 آخرين، بينهم 48 طفلا، في حوادث مخلفات الحرب القابلة للانفجار؛ منذ عام 2014.

وبحسب دائرة "هندسة المتفجرات"، التابعة لوزارة الداخلية بغزة، إن عدد المنازل المأهولة بالسكان ويشتبه بوجود قنابل وصواريخ إسرائيلية غير منفجرة أسفلها، يبلغ حوالي 40 منزلاً موزعةً على أنحاء القطاع.