الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بصوت له صداه

بالصور محاورون فلسطينيون يوصلون قضيتهم لدول العالم

حجم الخط
‏‏لقطة الشاشة (647).png
فاتن عياد الحميدي - وكالة سند للأنباء

في هذا المكان من العالم، بقعة صغيرة لا يسعُ أهلها الانتقال من مكان لآخر، باحتلال يُطبق عليهم بأشد أنواع الحصار، لكنه لم يقف عائقاً أمام الهمة والوطنية التي توجب إرسال الرسالة مهما كلف ثمنها.

في قطاع غزة كلٌ يقاوم بطريقته، بمهنته، بعلمه وعمله، بورقته وقلمه، لكن الحوار والنقاش البنّاء يبقى هو سيد الموقف لتحقيق الهدف المطلوب.

وهنا فريق شبابي يُعنى بالحوار لتعزيز هذه المهارة بين الطلبة الشباب، وإيصال صوت القضية الفلسطينية منهم أنفسهم، عن طريق حلقات نقاش حوارية مع الجهات الداخلية والخارجية المختلفة، لأجل تبادل ثقافي وإيصال الحقيقة بوجهات النظر المختلفة.

يحدثنا مؤسس الفريق الحواري، الأكاديمي في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية سامي عكيلة، عن انطلاقهم منذ عام 2019، بعدد قليل لا يتجاوز 10 طلبة من اختصاص الإعلام في قطاع غزة؛ لكنه وصل الآن لأكثر من 49 طالبا وطالبة بين جامعات الضفة والقطاع وباختصاصات مختلفة.

لقاءات تمتد"

يقول "عكيلة" لـ"وكالة سند للأنباء"، إن عدد اللقاءات منذ التأسيس وصلت إلى 10 لقاءات مختلفة خارج حدود فلسطين، وتُعقد حسب التنسيق والاتفاق مع الآخر.

يبيِّن أنه قد تمضي عدة أشهر بين لقاء وآخر للبدء بحوار جديد، نظراً للترتيب والتنسيق مع الجامعات الدولية العربية منها والأجنبية.

يضيف "عكيلة"، أن الهدف من تكوين الفريق؛ تعزيز ثقافة ومهارة الحوار لدى الشباب، والاستماع الفعَّال والتفكير الناقد والتفكير الإبداعي، الذي يتوجب عليهم كفلسطينيين اكتسابه لإيصال القضية بصوتٍ مسموع.

وتمثلت أبرز اللقاءات في مصر مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة وكانت من خلال برنامج "Zoom"، كما أورد "عكيلة"، والتي امتدت لـ4 لقاءات في أوقات مختلفة.

وبحسب "عكيلة" تناولت اللقاءات الحديث عن القضية الفلسطينية والصراع الإسرائيلي، الوحدة العربية ودور الشباب، مبيناً أنهم بصدد عقد حوار جديد يوم الخميس الموافق 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

إضافةً إلى لقاء لتبادل ثقافات مع اليابان وتعزيز النمط والصورة الفلسطينية متمثلة بتراثها وفلكلورها الشعبي، كذلك لقاء جمعهم الكترونياً بالمتحالفين مع القضية الفلسطينية في بريطانيا.

‏‏لقطة الشاشة (106).png

 

"لماذا أنا هنا؟"

ولاء جنينة إحدى طالبات ومنسقات الفريق الحواري، توضح لـ"سند" أن انضمامها له ينبع من إيمانها بنقل الثقافة الفلسطينية للعالم، والتي تعتبر رسالة سامية لإيصال صوت الحقيقة.

تتابع "جنينة"، أن الرسالة تُرسل بمختلف المعاني، سواء كانت تبادل ثقافي، أو حوار سياسي، كذلك بناء علاقات بين مختلف الطلاب من جامعات عربية وأجنبية ومعرفة الرأي الآخر.

"الجامعة الأمريكية"

ومن مصر نقلت "وكالة سند للأنباء" حديثاً ماتعاً أجرته مع الأستاذ المساعد في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومدير مشروع الحوار، محمد فهمي؛ لاطلاعنا على تفاصيل هذا الفريق هناك.

يشير "فهمي" إلى أن الجامعة الأمريكية تنفذ مشروعاً منذ بداية "حركات الربيع العربي" في عام 2011، يهتم بوجود نوع من الدراسة الأكاديمية والتحليلية للأحداث، فتم إنشاء مساق دراسي أكاديمي في "الأمريكية"، يطرح بعض الأسئلة المتعلقة بالعالم العربي بشكل عام.

ويستطرد بالقول أنه في أي حوار معتاد يتم التوجه للتعرف على شيء مختلف، ثقافة مختلفة، قارة مختلفة، لكن نادراً ما يتم النقاش بين العالم العربي نفسه.

وهنا يأتي اختيار "الأمريكية" بتركيز الحوار بين الدول العربية والطلبة من جامعات الوطن العربي المختلفة، بإطار منظم داخل العملية التعليمية، ومصادر يتم تحليلها بشكل أكاديمي يشترك بها الطرفان.

243568701_4552931021440083_5296553083529768902_n.jpg

 

وفي الحديث عن الحوار مع طلبة قطاع غزة، يذكر لنا تأثير هذا اللقاء على طلبة "الأمريكية" الذي له التأثير الواضح والمباشر.

ويعتبر "فهمي" أن القضية الفلسطينية تأخذ حيزاً من تفكير واهتمام معظم الشعب العربي والمصري، والخوض في التجربة والاندماج والاحتكاك هو القرب الأساسي الذي يوصل الصورة الواضحة عن هذه القضية، وهذا ما يفعله الفريق الحواري عند مناقشة موضوع محددة مع أشخاصها المعنيين.

اختيار المواضيع يكون تشاركياً، وفقاً لما ذكره "فهمي"، ففي بداية كل فصل دراسي تُناقش مجموعة من المواضيع التي قد تكون أنسب للتعاطي معها في هذا الفصل.

وتتمركز على رأس هذه المواضيع القضية الفلسطينية، كذلك التباحث حول الوحدة العربية أو التكامل العربي، وتعريف الطلبة له، بحسب "فهمي".

يُطلب من الطلبة عمل أوراق بحثية قصيرة أو طويلة، عن المواضيع التي تم نقاشها، والموضوع الخاص بفلسطين يحظى باهتمام كبير، ويختار عدد لا بأس به من الطلبة القضية الفلسطينية للحديث عنها في ورقته البحثية.

ويذكر "فهمي" أن الهدف هو معرفة معنى الحوار نفسه، وهذه فكرة لقياس الأثر في المستقبل، ومعرفة مدى التأثير الحاصل بين الطرفين حول القضية المطروحة.

"تجربة مصرية"

تسنيم حاتم إحدى طالبات الجامعة الأمريكية من اختصاص علوم الحاسوب، توضح لـ"وكالة سند للأنباء" أنه يطلب منها ضمن برامجها الأكاديمية في الجامعة اختيار مساق حر لدراسته بعيداً عن التخصص الجامعي "متطلب"، واختارت "حاتم" "الربيع العربي في عيون العرب" وهو الذي يحتوي على البرنامج الحواري.

"حضرتُ عدة لقاءات، ومن ضمنها طرح مواضيع متعلقة بالقضية الفلسطينية"، تعرب "حاتم" عن سعادتها باتفاق وجهتي النظر بين الفلسطينيين في غزة والطلبة في القاهرة، والتي تتفق على أن إسرائيل احتلال متسلط يجب أن يزول.

وتستطرد أن كان لمثل هذه اللقاءات إضافةً لمخزونها الثقافي، وتعريف بقضايا لم تكُن تعرفها من قبل تتعلق بالشأن الفلسطينية، وإيضاح بعض الأمور التي التبست عليها.

وبنبرة تمتلئ بالتمسك، تصف ضيفتنا حب الشعب المصري لفلسطين، وتبنيهم للقضية الفلسطينية في الأوساط الشبابية كطلبة للجامعات، والسعي لمعرفتها بشكل أوسع وأكبر.

‏‏لقطة الشاشة (646).png

 

"إلى اليابان"

ومن غزة ومصر إلى اليابان، يعقد الفريق الحواري لقاءه لتبادل الثقافات بين الشعبين الفلسطيني والياباني، وللحديث عن أبرز الموروثات الثقافية والتراثية لكلا البلدين.

يقول "ريكو نيشيفوجي" أحد الطلبة اليابانيين المشاركين في حوار تبادل الثقافات، إن القضية الفلسطينية من أبرز اهتماماته، حيث شكل مع مجموعة من الطلبة فريق ياباني لنقل الصورة الحقيقية عن فلسطين يُدعى "شيرورو".

ويؤكد أن اللقاء الذي جمع الطلبة من فلسطين مع نظرائهم في اليابان، حمل العديد من المعاني والقيم والمعلومات، وأبرزها توضيح بعض ما يتعلق بالتراث الفلسطيني والأكلات الفلسطينية، التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى سرقتها.

وكذلك يسعى "ريكو" من خلال فريقه الخاص إلى تعريف الشباب الياباني بالحقيقة الفلسطينية، ونقل الصورة اليومية والحياة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني.

وهنا كلمة واحدة قد تكون سبباً لشق طريق إلى الحق، بتغيير فكرة، وإيصال صورة، واحترام وجهة نظر، واتفاق على مبدأ، وفي سبيل القضية الفلسطينية تتجلى معاني الدفاع عنها بكل الصور.

‏‏لقطة الشاشة (859).png

‏‏لقطة الشاشة (647).png