الساعة 00:00 م
الثلاثاء 07 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.7 جنيه إسترليني
5.28 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.74 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

آخر كلماته: "أنا تعبان يا أخوي"

بعد شوقٍ ومعاناة.. الموت يطرق باب عائلة الأسير "العمور"

حجم الخط
والدة الأسير سامي العمور.jpg
فاتن عياد الحميدي - وكالة سند للأنباء

"لا ننسى هذا المشهد عندما اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أخي من البيت"، عبارةٌ تمتزج بغصةٍ كبيرة، فتصمتُ عزيزي القارئ لبرهةٍ من الوقت، محاولاً أن تتخيل ذلك الجندي ممسكاً بيديه وصرخات الأم اتركوا ولدي، وطفلُ صغير متشبثُ بقدم أخيه المُعتقل خائفاً عليه، لكن لا مفر فكل محاولات التصدي للاحتلال فشلت واعتُقل "سامي".

"ننتظر السنوات الأربعة المتبقية على أحر من الجمر، انقضى الكثير وبقي القليل"، كانت هذه كلمات أحمد العمور لـ"وكالة سند للأنباء"، الذي أخبرنا باعتقال أخيه "سامي" من المنزل في شهر أبريل/نيسان 2008، ليقضي محكوميةً بالسجن لمدة 19 عاماً.

لكن الحكاية والشوق بالإفراج عن الأسير سامي العمور (39 عاماً) من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة؛ ليعقد قرانه وينال حريته بالإفراج عنه لم تنتهِ كما أردنا، فالاحتلال أبى إلا أن يسقيه من العذاب كؤوساً ليُعلَن اليوم الخميس 18 تشرين الثاني/نوفمبر، خبر استشهاد الأسير "سامي".

ذاقت عائلة "العمور" ويلات الفراق والبعد، كما العائلات الفلسطينية الأخرى، فقد منعت قوات الاحتلال عائلة الأسير الشهيد "سامي" من زيارته لمدة تتراوح بين 14 عام، فيقول شقيقه، في بداية الاعتقال سُمِح لوالديَّ بزيارته، لكن في الفترة الأخيرة حُرم من لمسة يد أمي وأبي، إذ بلغ عدد مرات الزيارة منذ اعتقاله 3 فقط.

"آخر ما قاله الشهيد"

" أنا تعبان يا أخوي" كانت هذه الكلمات آخر ما قاله الأسير الشهيد "سامي" لشقيقه "أحمد" في مكالمة هاتفية جمعتهما منذ أسبوع، يقول "أحمد": "إن أخيه كان يعاني وضعاً صحياً صعباً، بانسداد 4 شرايين على القلب" في المقابل عمدت إدارة السجون في المماطلة بعلاجه ونقله إلى المستشفى.

يضيف أحمد لـ"وكالة سند للأنباء" أنَّ هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أبلغت العائلة بإجراء عملية لـ"العمور"، لكن لم يتم التواصل معهم بأي شيء آخر بعدها.

ويشير ضيفنا إلى أن الأسير" العمور" خاض عدةٍ إضرابات عن الطعام، تفاوتت مدتها من شهر إلى أكثر، وفي الفترة الآخرة في ظل معاناته الصحية لم يكن قادراً على الطعام إلا القليل منه فقط، بَيْد أن سلطات الاحتلال منعت إعطاؤه المحلول الصحي إلا مؤخراً بعد التدهور الخطير الذي أدى إلى استشهاده.

وبنبرة تمتلىء بالقهر والأسى يقول " خذوني أقضي محكوميته المتبقية وأعطونا جثمانه"، يطالب شقيق الأسير "العمور" باسترداد جثمان أخيه لإلقاء نظرة الوداع عليه، ودفنه بين أهله، حتى وإن تطلب الأمر احتجازه بدلاً عنه.

"جُرم الاحتلال"

أما عن نادي الأسير الفلسطيني، يقول رئيس النادي قدورة فارس، إن الأسير الشيهد "العمور" كان يعاني من مَرضٍ خَلْقي في القلب، مؤكداً أن قوات الاحتلال تعرف ذلك من اليوم الأول لاعتقاله.

ويوضح "فارس" لـ"وكالة سند للأنباء"، أن سبب الوفاة هو مشاكل في القلب نتيجة الإهمال الطبي والإرهاق المتعمد لصحة الأسير.

ويشدد أن طريقة إدراة السجون في التعامل مع الأسير الشهيد، ونقله من سجن نفحة إلى سجن عسقلان، وما يترتب على ذلك من مشقة وهو مُكبَّل، إضافةً لبقائه يوماً واحداً فقط في عسقلان ونقله مرة أخرى إلى سجن بئر السبع ووضعه في المعبار لمدة لا تقل عن 14 ساعة هو جُرم كبير تسبب بوفاته.

و"المعبار" رحلة من العذب فهو قسم للانتظار يجتمع فيه مجموعة من الأسرى، يحتوي على العديد من الحشرات، ويفتقر لأدنى شروط الحياة، مثبت في أرضيته سرير حديدي، وربما نام الأسير على الأرض من الازدحام والرداءة.

ويردف رئيس نادي الأسرى، إن تلك الإجراءات التي اتُبعت بحق الأسير الشهيد "العمور" رغم علم إدارة السجون بمرضه، قد تسببت بهلاك قلبه ما أدت لتفاقم وضعه الصحي الخطير ووفاته.

وبحسب "فارس" فإن بروتوكول العمل مع أمراض القلب والتعاطي معهم، ينص على عدم بذلهم أي مجهود، لكن كل الجهد كان على عاتق "سامي".

ويبلغ عدد الأسرى الشهداء في سجون الاحتلال الإسرائيلي 227 أسيرٍ، من بينهم 8 جثامين محتجزة، آخرهم الأسير  سامي العمور، وفق "فارس".

ويؤكد أن احتجاز الجثمان لا علاقة له بانقضاء المحكومية ليتم الإفراج عنه، وضرب لنا مثلاً للأسير الشهيد ناصر طقاطقة، الموقوف لشهر واحد في السجن، واستُشهِد ولم يُسلَّم جثمانه.

ويما يتعلق بالأوضاع الصحية للأسرى المضربين عن الطعام، ينبِّه "فارس" إلى أنها وصلت إلى منحىً خطيرٍ جداً، قد يؤدي إلى الاستشهاد في أي لحظة.

ويطالب "فارس" بضرورة انخراط جميع الشعب الفلسطيني بالتصدي لجرائم الاحتلال بحق الأسرى، كونها قضية مركزية تخص الجميع، فالمؤسسات المحدودة لن تستطيع أن توقف وحدها سياسات الاحتلال، مشدداً على ضرورة التصدي الجماعي.

الأسرى بالأرقام

ونقلاً عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فإن عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي يبلغ 4650 أسير وأسيرة، ويقبعون في 23 سجن ومركز تحقيق.

ووصل عدد الأسيرات الفلسطينيات 34 أسيرة غالبيتهنَّ في سجن الدامون، إضافةً إلى 160 طفلٍ قاصرٍ موزعين على سجون "عوفر، مجدو، الدامون".

أما عن شهداء الحركة الأسيرة، فقد وصل عددهم إلى 227 شهيدٍ منذ عام 1967، إضافة لمئات الأسرى الذين استشهدوا بعد تحررهم متأثرين بأمراض بسبب السجون.

وفيما يخص الاعتقال الإداري، أوردت الهيئة أن المعتقلين الإداريين  يقاربون الـ 500 معتقلاً، من بينهم 5 مضربين عن الطعام.