الساعة 00:00 م
الجمعة 21 يونيو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"ضحية الكرسي وبائع الصبر".. قصة استشهاد مواطن فلسطيني في سوق الصحابة بغزة

ماذا يعني أن تكون "دارك على شط البحر" بحرب الإبادة الجماعية في غزة؟

المحامي محاجنة: الأسرى في "سديه تيمان" يُواجهون انتهاكات نازية وطروفًا مأساوية

شبح المجاعة يطرق أبواب شمال قطاع غزة من جديد

حجم الخط
IMG_3576.jpeg
فاتن الحميدي- غزة- وكالة سند للأنباء

بعد انفراجة لم تتجاوز الشهر، يلوح شبح المجاعة في أفق شمال قطاع غزة، واضعاً أهالي الشمال بين فكي كماشة رأسها الحصار وطرفها القصف والدمار، وتاركاً مصيرهم مجهولاً يتخبطون فوق هذا من ارتفاع الأسعار.

ولا تزال الأزمات الإنسانية في مدينة غزة قائمة مع استمرار الحرب الإسرائيلية وإغلاق المعابر ومنع دخول البضائع إلا بشكل محدود جدًا، والنقص الشديد في مقومات الحياة الأساسية، وعدم توفر السيولة النقدية.

بضاعة شحيحة..

فهذه السيدة أم عبد الله أبو كرش والتي تضم في منزل نزحوا إليه 10 أفراد، تجوب أسواق المدينة بإحباط شديد، وذهول بعد عودة ارتفاع الأسعار وشُح البضائع

تقول "أم عبد الله" لـ "وكالة سند للأنباء" إن الخضراوات باتت شحيحة جداً وغير متوفرة في السوق، وإن تواجدت فتكون أسعارها أضعافاً مضاعفة.

وتضرب لنا "أم عبد الله" أمثلة على أسعار الخضراوات، فقد وصل الكيلو الواحد من البندورة غير الناضجة 80 شيكلاً، بينما قفز سعر الكيلو من البصل 110 شواكل، والفلفل الأخضر 180 شيكلاً، أما البطاطا والباذنجان فالأولى 100 شيكل والثاني 70، علماً أن سعر الدولار الواحد يساوي 3.66 شواكل.

وتضيف أن أسعار اللحوم المعلبة "اللانشون" ذات الحجم الصغير، سواء البقرية أو الدجاج، ارتفعت إلى 8 شواكل بعد أن وصل سعرها إلى 2 شيكل فقط، فيما وصل سعر علبة الفول الواحدة إلى 14 شيكل بعدما كانت 4 شواكل.

"بدي أطعمي أولادي"..

أما السيد عماد سالم والذي يعيل 9 أفراد يقول بامتعاض لمراسلة "وكالة سند للأنباء"، إن في رقبته أطفال وفتية يُريد إطعامهم وإعالتهم، لكن الحرب أطبقت عليهم من جميع الجهات، ولم تدخل البضائع حتى سرعان ما عاد الشمال إلى نقطة الصفر.

ويتابع: "بدي أجيب لأولادي علبة جبنة على الفطور، لكن سعر العلبة الصغيرة وصل 15 شيكلاً"، كذلك البيض فقد وصل سعر الطبق إلى 130 شيكلاً.

ويضيف: "لا توجد رقابة على البائعين، وهذه تجارة السوق السوداء"، مرجعاً كذلك هذا الغلاء إلى إغلاق المعابر.

مشاهد تتكرر من جديد..

أما الشابة رؤى القطاع فتقول، "نحن نرى شاحنات البضائع القادمة من معبر إيرز - بيت حانون، وتتوجه إلى جنوب القطاع أمام دون أن تقف واحدة لأهالي الشمال".

وتصف "القطاع" ذات الـ 19 عاماً الحال بالمأساوي، مبينة "مضت علينا أوقات كنا نشتهي رغيف الخبز، ونتمنى أن لا تعود هذه اللحظات مرة أخرى لشدة قسوتها".

ويتخوف أهالي شمال قطاع غزة من تكرار مشاهد المجاعة ومعركة الطعام وما يصحبها من فقدان الأرواح، داعين إلى تدخل عاجل وكسر للحصار المفروض على المدينة.

ويوم الأحد الماضي، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، من عودة "المجاعة" لمدينة غزة وشمال القطاع نتيجة إغلاق إسرائيل المعابر إلى القطاع ومنعها دخول المساعدات الإنسانية إليه.

وقال المكتب الإعلامي في بيان له "تتعمّق الأزمة الإنسانية داخل قطاع غزة، مع استمرار احتلال معبر رفح وإغلاقه أمام دخول شاحنات المساعدات، وإعاقة دخولها من معبر كرم أبو سالم، حيث تُطبِق إسرائيل بذلك حصارها على قطاع غزة بالكامل".

أما يوم الجمعة، فقد حذر مسؤولو إغاثة وخبراء صحة، من "مجاعة في قطاع غزة خلال مايو/ أيار الجاري، ما لم ترفع إسرائيل القيود عن المساعدات ويتوقف القتال وتعود الخدمات الحيوية".