في نادي تشامبيونز غرب مدينة غزة تواصل الشابة أميرة إسماعيل إعطاء دروس كرة السلة لمتدربات في مقتبل العمر؛ فهذه الهواية تمثل شغفًا لها منذ أن كانت طفلة.
ولا تتوقف هذه الفتاة التي تبلغ من العمر (23 عامًا) على مدار ساعة كاملة على الركض في ملعب كرة السلة ومساعدة المتدربات على إتقان فنون هذا النوع من الرياضات النادرة في غزة.
وبدا عليها أنها سعيدة جدًا وهي تمارس هوايتها مع المتدربات وتقول بحماسة: "أشعر أنني أحقق احتياجات المتدربات اللواتي ينظرن لي؛ وكأنهن يقلن لي نريد أن نصبح مثلك في المستقبل".
البداية
كرة السلة بالنسبة لها شغف لا يتوقف منذ الطفولة؛ فهي تمارس هذه الهواية منذ كانت الصف الثامن، حتى نمت مهارتها من خلال مواصلتها عملية التدريب إلى أن أصبحت مدربة معتمدة.
"إسماعيل" تتذكر اللحظات الأولى التي بدأت فيها تمارس هذه الهواية؛ حيث كان لتشجيع أهلها الدور الأكبر في استمرارها بإنجاز ما تحب وتعشق.
تعليم الفتيات
ربما أن أميرة تجد شغفها ونفسها أثناء تعليم الفئات العمرية الصغيرة، وتقول "أرى في عيون المتدربات أثناء التدريب رغبة في الوصول إلى ما وصلت إليه، هنَّ لا يتوقفن عن التدريب ولا ينقطعن عنه".
وبسبب أميرة ذو الشعر البني أصبحت المتدربات ترى في كرة السلة الهواية الجميلة والشغف الدائم الذي يجب أن يُسقى بماء الاهتمام والعناية ولذا هنَّ يواصلن تدريبهن على يد من يعتبرونها "قدوة المستقبل".
وتقول: إن "فكرة لعب فتيات لكرة السلة وممارسة الرياضة لم تكن منتشرة في المجتمع الغزّي في الآونة الأخيرة".
ولا تخفي أميرة رغبتها في إعطاء ما تمتلك من قدرة ومهارة للمتدربات اللواتي أصبحن الآن يمتلكن القدرة على ممارسة الهواية وتحقيق ذواتهن فيها وتؤكد أن "أمهات وآباء المتدربات يشجعنها على إعطاء المزيد لهن".
وتمنت أميرة بأن يجد هذا النوع من الهوايات إقبالًا من الفتيات في قطاع غزة؛ "فممارسة الهواية تمنح الإنسان فرص في الحياة وأيضًا تعطيهم صحة جسدية وذهنية تجعلهم أكثر حيوية وقدرة"، كما تقول.
حكم دولي
مؤخرًا نالت الشابة على لقب حكم دولي في القطاع من الاتحاد الدولي لكرة السلة "فيبا"؛ بعدما اجتازت امتحانات نظمها الاتحاد عبر الإنترنت.
وبدأت "إسماعيل" بتحكيم مباريات في غزة، وتقول "إنني أعمل على تطوير مهاراتي وممارسة مهنتي.. إنني قادرة وأستحق ذلك".
ورغم أن "إسماعيل" سعيدة بإنجازها هذا إلا أنها تتمنى الحصول على دورات متقدمة في مجالها، بهدف تطوير قدراتها أولًا والحصول على فرص في التحكيم الدولي ثانيًا.
الصيدلة
ومع أن أميرة تعشق هواية السلة وتعطي وقتًا كبيرًا لها لكنها في نفس الوقت لم تهمل مواصلة النجاح في تحقيق حلمها الآخر والانتهاء من دراستها من تخصص الصيدلة في جامعة الأزهر، "فكرة السلة هوايتي الصغر والصيدلة حلمي"
وحاولت أميرة الموازنة بين حبها لكرة السلة وعشقها للصيدلة في آن واحد؛ حيث كانت تنهي دراستها في جامعة الأزهر في الفترات الصباحية لتتوجه بعدها مساءًا لعملها الآخر في نادي تشامبيونز وتمارس هناك هوايتها المفضلة.