الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"عصفورين بحَجَر"..

بالصور "الخزانة الخضراء".. مشروع حامٍ للبيئة مواكبٌ للموضة

حجم الخط
262990531_1219116798581364_1094798137834218135_n.jpg
فاتن عياد الحميدي - وكالة سند للأنباء

كثرت مشاريع الشباب الفردية والريادية، في ظل شُح فرص العمل، والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها قطاع غزة.

لكنَّ الأوضاع لم تقف عائقاً أمام الساعي نحو النجاح والرزق، أمل الخطيب (23 عاماً) وشقيقتها ندى (21 عاماً)، ابتكَرنَ فكرةً تتلاءم مع حُب الفتيات للموضة واقتناء الملابس، وتُناسب سلامة الناس في الحفاظ على بيئةٍ أقل ضرراً وتلوثاً، فما علاقة الملابس بالبيئة؟

"الخزانة الخضراء" مشروعٌ متجر إلكتروني، لإعادة استخدام وبيع الملابس، بطريقةٍ مبتكرة، محافظاً على سلامة البيئة من التلوث الناتج عن حرق القماش.

أمل الخطيب وشقيقتها ندى، صاحبات مشروع "الخزانة الخضراء"، في حديثهنَّ الماتع مع "وكالة سند للأنباء" يخبرننا أن بداية تكوين فكرة المشروع، هو الوعي بالضرر البيئي الذي تخلفه نفايات الملابس، ومساهمة الموضة السريعة في زيادة الطلب على شرائها وقلة استهلاكها في نفس الوقت.

ومع مرور الوقت أخذت الفكرة أبعاداً أخرى، أهمها البعد الاقتصادي الراهن في قطاع غزة، وحاجة الناس الملحة في اقتناء ملابس ذات جودة عالية، لكن الأسعار العالية المطروحة في السوق تبقى حائلةً دون ذلك.

263380715_593149425250954_5210898037987030842_n.jpg

 

"دوافعٌ وأهداف"

تقول "أمل" انطلق المشروع في بداية شهر سبتمبر/أيلول الماضي، وقدأ بدأ التخطيط له قبل شهرين من الانطلاق، أي تحديداً في أواخر يونيو/حزيران المنقضي.

لكن دافع المسؤولية العامة كان طاغياً على صاحبات الفكرة، والتي كان دافعها بيئياً واجتماعياً، فسلامة البيئة أصبحت مسؤولية فردية لكل شخص على حد قولها.

يُضفنَ الشقيقتين أن على كل شخصٍ في الحياة دراسة أفعاله، ومدى تأثيرها على البيئة بشكل مباشر أو غير مباشر، بالسعي نحو الاستدامة وإعادة الاستخدام، وهنا الدافع الاجتماعي النابع من الرغبة في مساعدة الغير اقتصاديًا وتوعيته، كان سيد الموقف والاختيار.

"لماذا الخزانة الخضراء؟"

تقول "الخطيب" لـوكالة سند للأنباء" إن اختيار اسم "الخزانة الخضراء" ينبع من ربطه بين البيئة والموضة أو الملابس، فاللون الأخضر يدل على الطبيعة والأرض التي تتطلب حمايتها بشتى الوسائل الممكنة.

أما كلمة "الخزانة" فدلالتها على الملابس التي يحتاج الناس لاقتنائها أو التخلص منها ببيعها.

تصف لنا "أمل" آلية العمل في هذا المشروع، والتي تبدأ بتواصل الزبائن المعنيين ببيع قطعة ملابس عن طريق الواتساب بإرسال صورها.

بعد ذلك تنتقل للمرحلة الثانية وهي المعاينة الأولية للصور ثم الاتفاق على السعر مع البائع، ويتم التسعير وفق عدة معايير اهمها المدة المارة على القطعة، حالة القطعة، السعر الحالي للسوق، ومدى مشابهتها لأنواع وموديلات متواجدة في الأسواق.

وتلي ذلك عملية الاستلام، حيث تكون المعاينة الثانية والأكثر دقة للقطع، فيتم التأكد من مناسبتها للبيع.

ومن اللافت في هذا الأمر، تبدأ الفتيات عملية صيانة وتصليح للقطع الثمينة والتي معرضة لبعض الخدوش، وذلك إما بخياطتها وتزيينها بشكل مختلف، أو وضع أشكال من الزنية على الملابس.

وفي كُل قطة تُباع، يحصل متجر "الخزانة الخضراء" على نسبة 25% من المبلغ، ويعتبرنهُ الفتيات إنجازاً كبيراً كونّهن خُضنَ مشروعاً بذاتهنَ، في محاولة لتحمل المسؤولية والتخفيف على أعباء الأسرى.

262999699_960735978121531_634151028261614286_n.jpg


 

"هل يقبلها الناس؟"

هل يتقبل المواطنون في غزة فكرة شراء ملابس مستعمَلة ومهيئةً من جديد للاستخدام؟ تجيب الأختان أن مسألة تغيير الصورة النمطية عن الملابس المستعملة هي تحديًا في بداية المشروع.

ويتابِعنَ، مصطلح "ملابس مستعملة" عادةً ما يتم ربطه بملابس ذات حالة رثة ورديئة الجودة أو ما تُعرف بـ"البالة"، التي تأتي من سوق الاحتلال الإسرائيلي وبحالة رثة.

تبيِّن "الخطيب" أن إقبال الناس على تبني ثقافة إعادة الاستخدام، والصدى الاعلامي الذي حصلت عليه الفكرة، بدأ بالتطور مع التوعية المستمرة، وطريقة عرض المُنتَج بإظهار جودته وتفاصيله.

وتشير "الخطيب" إلى أن حاجة الناس لشراء ملابس بجودة مناسبة وبتكلفةٍ أقل يزداد شيئاً فشيئاً، فالوضع الاقتصادي عائقاً أساسياً لمعظم العائلات أمام ارتفاع الأسعار.

"جنود مجهولون"

ويبقى الجنود المجهولون خلف الكواليس، الذين يعطون الدعم المعنوي المستمر، والجدار الثابت الذي يستندنَ عليه الشقيقتان، فالأهل والأصدقاء كان لهم الدور الكبير في دعم المتجر، وسياسة توعية الناس بخطر إتلاف الملابس على البيئة، وإقناعهم بشراء اللباس الجميل بالسعر الاقتصادي، بحسب ما ذكرت "أمل".

تستخدم أمل وندى منصة انستغرام للعرض والتسويق، وتبرز الفتيات لـ"سند" اهتمامهنَّ بالهوية البصرية للمتجر؛ لجذب عملاء أكثر والحصول على اهتمامهم.

262812447_1074237110018230_2583022047309930898_n.jpg


 

262827259_3068036670099763_6539910475369816146_n.jpg

262790029_5158112810883719_2206890799064184999_n.jpg

 

262845947_1086282112121823_4384220725042222179_n.jpg



262999699_960735978121531_634151028261614286_n.jpg