بعزيمة وإبداع وبإمكانيات بسيطة، وفي تجربة فريدة استمرت قرابة العام، نجح معلم الفيزياء عزام أبو صبحة من مدينة يطا جنوب الخليل، في صناعة سيارة صديقة للبيئة، تعمل بالطاقة الشمسية.
ولا زالت المركبة التي عرضها أبو صبحة قيد التطوير من ناحية الإطار والشكل الخارجي، ومحاولاته لرفع السرعة لتصل إلى 60 كم / الساعة، في حين أن سرعة السيارة بتجربتها الحالية تسير بسرعة 20 كم في الساعة، مما يلائم إمكانية مراقبة الأداء وتحسينه.
فكرة السيارة
وقال أبو صبحة في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، إن فكرة الاختراع جاءت من رغبته بالاستفادة من بطاريات المركبات التالفة المضرة بالبيئة، بتشغيل مركبة عن طريق الخلايا الشمسية، وشحنها حيث بدأت تجارب مشروعه على إطارات الدراجات الكهربائية، لحمل هيكل السيارة، لكن تبين عدم قدرتها على حمله .
وأشار أبو صبحة إلى أن التجارب استغرقت وقتاً طويلاً تجاوز أحد عشر شهراً للوصول إلى النموذج النهائي، ولا زال أمامه الكثير من التجارب لتطوير الفكرة التي يرى أنها بحاجة إلى دعم ومساندة.
وبين أن تجاربه ودراساته للمشروع في بدايته توصلت إلى الاستفادة من محركات، وإطارات مركبات ذوي الاحتياجات الخاصة، وبدأ العمل على الخلايا الشمسية والبطاريات وعمل تجارب حول عملية الشحن، والوقت المناسب لذلك ليتوصل إلى استخدام الخلية الشمسية في شحن بطاريتي السيارة، بقدرة 24 فولت مع صناعة هيكل خارجي لحمايتها.
صديقة للبيئة
ولفت أبو صبحة، إلى أنه خاض عدة تجارب تعلق بالبرمجة وقياس درجة حرارة المحرك ومدة الشحن والتيار الكهربائي والجهد وصولاً إلى النموذج الحالي.
وبين أن سرعة السيارة لا زالت بطيئة كونها تحت التجربة والتقييم، ولا يمكن ذلك بمركبة سريعة، لكنه يسعى لتحسين أدائها لزيادة السرعة وتطوير الشكل الخارجي.
وقال إن أبرز مميزات السيارة التي يصفها بـ"صديقة البيئة"، إنه يمكن شحن المركبة، وهي تسير في حال توفر الطاقة الشمسية "خلال سطوع الشمس"، وكذلك من خلال بطاريات التخزين يمكن للمركبة السير لمسافة 10كم، وبوجود الشمس تسير بدون توقف.
وحرص أبو صبحة على تطوير أدوات الحماية، والسلامة بالمركبة بنظامي كوابح ميكانيكي وكهربائي، وتسير المركبة بآلية المقاومة المتغيرة سواء للأمام أو للخلف أو عند التوقف، والمقود يشبه مقود الدراجة الهوائية.
طموحات للتطوير
ويعكف أبو صبحة خلال الشهرين القادمين على الخروج بشكل وأداء أفضل للمركبة، سواء فيما يتعلق بسرعة المركبة ومدة شحنها.
وعرض أبو صبحة الذي يعمل مشرفاً لمادة الفيزياء في مديرية تربية يطا السيارة المخترعة في عدة مدارس بيطا لتعريف الطلبة على السيارة، ومناقشة مصادر الطاقة المتجددة وغير المتجددة، حيث استخدمت كوسيلة تعليمية، لأنها تعمل على احد مصادر الطاقة المتجددة "الطاقة الشمسية".
ويرى أبو صبحة إلى أن هذه اللقاءات بالمدارس تهدف لاطلاع الطلبة من خلال التطبيق العملي، بالمركبة لتوضيح كيفية تحويل الطاقة الضوئية الشمسية إلى طاقة كهربائية.
وخلال الجولات بالمدارس بدأ عدد من الطلبة، والمعلمين بقيادة السيارة لتجربتها والاطلاع على التجربة عن قرب.
وأوضح أن أبرز العقبات التي واجهته خلال صناعته للسيارة حاجته إلى أن يكون نجاراً وحداداً، حيث لم تكن تتوفر لديه كافة المعدات بسهولة، ويستغرق وقتاً طويلاً لإيجادها أو الاستغناء عنها بمعدات أخرى.
ويطالب أبو صبحة الجهات الرسمية بالاهتمام بالمشاريع، والاختراعات التي تدعم استخدام الطاقة المتجددة، وموجودات البيئة التالفة والاستفادة منها.
