الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

بالصور في غربتها.. "هبة" تطِلُّ على الوطن من نافذة الفن

حجم الخط
257410525_1011618009418405_58061049367963231_n.jpg
بيروت/ غزة - وكالة سند للأنباء

عاشت على رائحة الوطن، على صورٌ تثير الحزن في قلب كل مغترب بعيد، تشعل الشوق لعيش ذكريات سردها السابقون من الأحبة، أجدادٌ وآباء غرموا بالأرض وترابها، وخيراتها، وبأحاديثهم تحت ظل شجرة معمرة، بأهازيجهم وتعاضدهم في الحزن قبل الفرح.

لم تُنسِ الغربة الشابة هبة وليد ياسين (26 عاماً) في لبنان، وهي التي تنحدر من قرية صفورية قضاء الناصرة شمال فلسطين، انتماءها لكل شيء فلسطيني، رغم أنها لم تعش يوماً في أرضها التي هجر منها أجدادها قسراً.

ولم يُسعف القدر ياسين لدراسة تخصص صناعة الأفلام الذي تحبه وترغبه، لحدوث مشاكل في المنحة الدراسية، لتتجه إلى دراسة التصميم الجرافيكي.

وبعد تخرجهاعام 2015 كانت تجد هدفاً واحداً تريد إيصاله من أي تخصص، وهو نشر القضية الفلسطينية التي تشغل عقلها وقلبها في كل لحظة تعيشها خارج حدود الوطن.

وفي أول مسابقة تصميم أُعلنت بعد تخرجها في العام ذاته، أطلقتها إحدى المجلات اللبنانية تحت عنوانٍ فريد وهو "كيف تتخيل عملة فلسطين بعد التحرير؟"، وسرعان ما طرق العنوان قلب "هبة" وشحذ همتها، لتضع كل ثقلها في التصميم.

عن تلك المسابقة تقول لــ "وكالة سند للأنباء": "كان الموضوع جديداً بالنسبة لي، كونها المرة الأولى التي أقوم فيها بتصميم عملة، تمكنت وعلى مدار 3 أشهر متواصلة من تنفيذ التصاميم، وتقديمها عام 2016 للجريدة، لأنطلق بعدها في إنتاج التصاميم التي تحمل الطابع الفلسطيني".

257778074_944711386428086_2820697931731257978_n.jpg

وتوضح "ضيفة سند" أن جميع التفاصيل الخاصة بفلسطين هي السبب الرئيسي الذي جعلها تصل إلى ما هي عليه اليوم في مجال الجرافيك.

وتسرد: "حبي لوطني المسلوب، دفعني لتكريس جميع أعمالي لأجله، والتعريف فيه وبتاريخه، وبقراه وتراثه، وثقافته".

ولا تتوانى "هبة" عن إبداء حبها وتضامنها الدائم مع وطنها فلسطين، وتحاول بكل ما أوتيت من جهد وفرص إلى نشر قضاياه، وفضح جرائم الاحتلال، وإظهار معاناة الشعب الفلسطيني، والنكبة التي حلت فيه، والأسرى خلف السجون.

وتبين أن كل التفاصيلِ الصغيرة والكبيرة التي تتعلق بفلسطين، هي بمثابة إلهام لها، بالإضافة إلى وجودها في الشتات كان له الدور البارز في التركيز على القضية الفلسطينية في فنها، كونها محرومة حتى من الدخول إليه.

أراها من خلال فني

وبصوتٍ يملؤه الحنين تُردف: "أري فلسطين من خلال فني، أراها حين أرسم تفاصيل الثوب الفلسطيني، أراها في كل شيء، وعلى كل شيء، على كوفية الفدائي، وعلى زنده، على شال الفلسطينية، أحاول أن أخفف حرماني منها بالفن الذي أجيده، والوسيلة الذي أملكها، لأن لا شيء يمكنه التعويض عنه".

وتحاول هبة ياسين إيصال رسائل للجميع بأن فلسطين حاضرة في وجدان كل لاجئ حتى لو لم ير فلسطين قط، وأن الجيل الثالث لم ولن ينسى النكبة وويلات الفلسطينيين، وأن الاحتلال لن ينجح في سرقة الأرض والهوية والتراث.

وتواكب كل مستجدٍ يطرأ على الساحة الفلسطينية، وتسلط الضوء عليه من خلال فنها، كقضية الأسرى، والحروب على غزة، القري المهجرة، وكذلك الأحداث التي تطرأ فيها كأحداث الشيخ جراح، وسلوان.

257288376_4913972011998647_680531665669174572_n.jpg
 

ولا تتوقف على الرسم، بل تركز على موضوع الثقافة والتراب بشكل كبير، وتعمل على تحويل لوحات عالمية مثلاً إلى لوحات تحمل طابعاً فلسطينيا مع إضافة الموسيقى التراثية كنوع من نشر هذا التراث، وكذلك تحويل بعد المشاهد السينمائي والدرامي الخاص بفلسطين إلى تصاميم تعبر عن الصمود والتحدي الفلسطيني.

وكل الأحداث التي تعاقبت على فلسطين منذ سنوات طويلة، وخلدّها التاريخ وعدسة الكاميرا قديماً، هي بمثابة رصيد وأرشيف تركز عليه "هبة"، خاصة الرسومات القديمة أيام الثورات، فتلهمها لتقديم المزيد من الإبداع والتصاميم الفريدة.

دعم متواصل

وتحظى ضيفتنا بدعم جميع من حولها، حيث يحيطها الدعم الأبوي الجميل في كل خطوة تخطوها، وتغمرها رسائل المحبين وثناء المتابعين والأصدقاء من حول العالم، وكثيراً ما تجد رسائل الإعجاب تتصدر صفحتها في كل مرة وفي كل تصميم.

وكأي فلسطيني يقاوم بطريقته الخاصة، تحاول "هبة" استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في نشر تصاميمها ونشر قضيتها الفلسطينية، في ظل طلبٍ كبير على لوحاتها.

وتأمل هبة ياسين أن تعرض جميع لوحاتها في معرض خاص لها، إلا أن الأوضاع الأمنية في لبنان صعبة، ما عطّل الأمر حالياً، وكذلك صعّب من بيع اللوحات بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة رغم الإعجاب الكبير والمتزايد عليها.

257726232_265902042167492_8043810077304253289_n.jpg