الساعة 00:00 م
الأربعاء 24 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

"الكمنجاتي".. نافذة موسيقية لأطفال فلسطين على العالم

حجم الخط
فرقة الكمنجاتي
رنيم علوي - وكالة سند للأنباء

بين آلات العزف الموسيقية، وعلى وقع ترانيم التراث الفلسطيني والمعزوفات الشرقية وغيرها، يشق أطفال فلسطينيون طريقهم في عالم الموسيقى، ممسكين بيد "الكمنجاتي"، ليكون بوابة لاكتشاف إمكاناتهم الإبداعية ودعم فرص الاحتراف والتعليم العالي بغية الوصول إلى العالمية.

و"الكمنجاتي"، جمعية موسيقية فلسطينية؛ مركزها الرئيس في رام الله وسط الضفة الغربية، تهدف لإحياء التراث الوطني الفلسطيني والمحافظة عليه لتتناقله الأجيال، ونشره لدى الجماهير العربية الأخرى عبر مشاركاته في خارج فلسطين.

وتأسست الجمعية عام 2002 بمبادرة من الموسيقي الفلسطيني رمزي أبو رضوان، عازف الفيولا والبزق المعروف عالمياً، والذي كان يهدف من إنشائها الوصول للأطفال الفلسطينيين في مخيمات الضفة وقطاع غزة ومخيمات أخرى في الشتات.

الكمنجاتي.jpg
 

وتضم "الكمنجاتي" العديد من الفرق الموسيقية في مخيمات الشتات في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان.

الطفلة فرح عبيدي (11 عاماً)، إحدى طالبات "الكمنجاتي" في فرعه المقام في جنين شمال الضفة، تملك قصة تحدٍّ تميزها عن باقي الموسيقيين من أقرانها، فهي ولدت دون أطرافها العلوية، إلا أن ذلك لم يقف عائقا أمام حلمها بملامسة أوتار الآلات الموسيقية.

وعن مشوارها مع الكمنجاتي تقول والدة فرح: "منذ صغرها ونحن نسعى لأن تظهر فرح وتشارك بكل شيء كالأطفال الآخرين، ودوري كأم أسعى لجعلها تتأقلم مع ظرفها وتتحداه وتنطلق نحو الحياة".

وتضيف لـ"وكالة سند للأنباء": أن "فرح بدأت حكايتها مع الموسيقى عام 2019، خلال حضورها لورشة عمل للكمنجاتي في مركز لذوي الاحتياجات الخاصة مع الموسيقي الكندي (أدريان انانتوان)".

295542722_809895430381779_3864170459629832442_n.jpg
 

خلال الورشة تفاعلت الفتاة الخجولة "فرح"، مع الموسيقي "أدريان"، ورسمت له بعض الأزهار أثناء عزفه على الكمان، وبعد انتهائها بدأ الحوار مع "فرح" ووالدتها، وأبدت الطفلة رغبتها في تعلّم الموسيقى، وعليها؛ قدّمت الكمنجاتي منحة كاملة لفرح لدراسة الموسيقى، واقترح "أدريان" آلة التشيللو.

وبمساعدة من مؤسسة أمريكية تعنى بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، قدمت أفكارًا لتعديل قوس التشيللو والآلة لتكون مناسبة لـ "فرح" لتعزف بقدميها، إضافة إلى إرسالهم حاملات قوس تشيللو الخاصة بها.

وأبدت والدة "فرح" سعادتها بالفرصة التي أتيحت لطفلتها عبر "الكمنجاتي"، مسترسلة: "فرح طفلة تستحق أن تقدم لها فرص، والعزف على الآلات الموسيقية إضافة جميلة تعلمها بأن تكون مسؤولة عن نفسها أكثر، وتزداد ثقتها بنفسها".

وتركز جمعية الكمنجاتي على الأطفال الفلسطينيين في المخيمات، انطلاقًا من الهدف الذي اتخذه مؤسس الجمعية رمزي أبو رضوان، ابن مخيم الأمعري برام الله، والذي أصر على إنشاء جمعية تعنى بالاهتمام بالذين يشبهونه، كونه عاش طفولته في المخيم، قبل أن ينطلق في عالم الموسيقى ويتعلمها في معهد للموسيقى في فرنسا.

1.jpg
 

مدير جمعية الكمنجاتي إياد ستيتي، يشير لنجاح مؤسسته بالوصول لأطفال المخيمات وتنمية مواهبهم الموسيقية.

ويقول "ستيتي" لـ"وكالة سند للأنباء": "في كل منطقة نجد شخصاً مهتماً بأن يرى تكوين معهد للموسيقى قريباً عليه، وبالتحديد في المخيمات التي هي بحاجة لأن يوجد فيها من يعلم الموسيقى بشكلٍ محترف".

ويوضح أن "الكمنجاتي" لديها مناهج خاصة، بالإضافة إلى مرجعيات أكاديمية موسيقية على مستوى العالم.

ويردف أن "الجمعية بحلتها الموسيقية المختلفة ترتدي العديد من الإيقاعات، كَالغناء والعود والموسيقى الشرقية، بالإضافة إلى الكلارينت وناي وفلوت والبيانو والاكسترا، وغيرها"، مشيرًا إلى أنه يتم الإشراف على الطلبة، من قبل أساتذة موسيقى متخصصين بتلك الآلات.

معيقات..

ويُكمل "ستيتي": "نستهدف في برامجنا وأنشطتنا، الأطفال داخل مخيمات اللاجئين، لكن جزءًا من هذه الأماكن تقف عائقاً أمام ما نقدمه، فهناك من لا يتقبل الموسيقى، لكننا استطعنا مدّ أيدينا للمشاركات الفنّية المميزة خارج البلاد لأطفالٍ مميزين".

إضافة لذلك، يشير مدير المركز إلى العائق المادي الذي تواجهه المؤسسة، إلا أنها حظيت رغم الضعف المادي بدعمٍ كترميم المباني والتبرع بآلات موسيقية، بالإضافة إلى وجود متطوعين موسيقيين.

ولم تُرد "الكمنجاتي" الإنحراف عن بوصلتها التراثية والوطنية، ما دفعها للاستغناء عن دعم الاتحاد الأوروبي لها، وعن ذلك يتحدث: "تم إضافة شروط سياسية علينا لاستمرار الدعم، وبموجب القانون الوطني الذي يحمله كل شخص منا، فلم نقبل بها".

ويختم: "معزوفاتنا تراثية، ونهدف لترسيخ الطابع الوطني، إلا أن هذا لا يمنع وجود معزوفات أخرى، ففيها معزوفات لفرقة كلاسيكية عربية والتي تتمثل في فرقة أم كلثوم وأسمهان وغيرها".