الساعة 00:00 م
الإثنين 06 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

بالصور معرض زهور وطيور فلسطين.. نافذة على حياة أخرى بغزة

حجم الخط
معرض زهور فلسطين.jpg
غزة-أحلام عبدالله-وكالة سند للأنباء

للوهلة الأولى يبدو المشهد سوقًا تجارية، لكن سرعان ما تتغير النظرة ويتجدد الإحساس بالمكان، مع استكمال الجولة بأروقة المعرض، ليتضح مشهد آخر؛ أدوات وحرف تقليدية وطيور وحيوانات عديدة، تحكي فصلا من تاريخ ارتباط الطيور والأرض بالإنسان، إلى أن أصبحت هواية ومهنة، تقام لها المعارض.

ويستقطب معرض "زهور وطيور فلسطين 2022" في غزة، المهتمين بتربية الطيور والزواحف والزراعة، ويعد وجهة مثالية لعشاق العصافير، وتعرض فيه كل المستلزمات والمنتجات المتعلقة بها.

يبدي الشاب أسعد الإسي (28 عاما)، سعادته في المشاركة في معرض الزهور والطيور، إذ أن الهواية التي بدأها منذ 12 عاما، تبرز عبر فعالية منظمة للجمهور الفلسطيني.

.معرض..jpg
 

هواية ثم مهنة

"وكالة سند للأنباء"، زارت المعرض الذي تقيمه سلطة المياه وجودة البيئة في ساحة الجندي المجهول بغزة، والتقت الشاب "الإسي" الذي تحدث لنا عن دافعه للمشاركة في المعرض.

يقول "ضيف سند":"بدأ مشروعي قبل 12 عاما، بتربية نوع معين من الحمام كهواية وكنت أسافر لأبيعها بدولة مصر المجاورة وأعود بمردود مالي ممتاز".

ويشير "الإسي" إلى أنه خصّص مساحة بجوار منزله لتربية العصافير والحمام، الأمر الذي جعله بمنأى عن شكوى عائلته وجيرانه من رائحة الطيور.

وبعد إغلاق المعابر اضطر الشاب الغزي لتربيتها في منزله، وبعد مرور 6 سنوات، رأى مشروعه الخاص النور حيث افتتح محلا خاصا به لتربية أنواع متعددة من العصافير إلى جانب الحمام، ليصبح مصدر رزق له بعد زواجه.

ويربي "الإسي" أنواعا متعددة من الحمام مثل "الفريش"، "المودينا" "الكيرنو" والبلدي، والعصافير منها الكناري والجوارح، وطائر الدر، وطائر الحب و"الدوري الهندي" و"الفيشر".

ويتابع:"شاركت في سبع معارض مختلفة في القطاع، لأعرّف الناس بأنواع العصافير والحمام المختلفة، وتكون فرصة موازية لبيعها".

ويشتكي ضيفنا من أن إغلاق المعابر وضع حدا لطموحه بتوسيع مشروعه؛ فبعد أن كان يبيع زوج الحمام في مصر ب2000 شيكل إسرائيلي، هبط ثمنه إلى 200 شيكل فقط، بسبب عدم مقدرة الناس على شرائها في القطاع.

واعتاد الشاب الغزي على تشغيل سبع عمال معه في كل معرض، فيقول:"بسبب الحصار المفروض على القطاع والظروف الاقتصادية الصعبة، لم أستطع تشغيل عامل واحد هذا المعرض".

ويحث "ضيف سند" الشباب الفلسطيني على فتح مشاريع خاصة؛ للتغلب على الحصار والبطالة المنتشرة في قطاع غزة.

"فداء العمارين"، إحدى زائرات المعرض تقول لـ"وكالة سند للأنباء":"استوقفني المعرض خلال عودتي من عملي، فألقيت نظرة على المنتجات الزراعية والطيور الموجودة، فزاد يقيني أن فلسطين لازالت جميلة بهذه المعارض".

معرض.jpg
 

أما الشاب عدي خضير (27عاما) أحد المشاركين في المعرض، فيقول لـ "وكالة سند للأنباء":"أروج من خلال هذا المعرض لنباتات الزينة التي أزرعها بهدف تنمية الجانب الزراعي، وإظهار الجانب الجمالي لها".

ويردف:"المعرض فرصة للتعارف بين المزارعين، ومن ثم عدم تكرار استيراد بعض الأصناف المتوفرة بغزة، والبحث عن أنواع أخرى".

ويزرع "خضير" نباتات الزينة الداخلية والخارجية، إضافة لأسمدة النباتات وكل مايختص بالأشتال، لافتا إلى أن الإقبال عليها موجود ولكن ضعيفة، وتتراوح الأسعار من الشيكل وحتى 2000 شيكل.

وهذه المرة الخامسة التي يشارك فيها "خضير" في معارض بيئية في القطاع؛ للتركيز على الجانب الزراعي وآثاره على البيئة ونفس الإنسان، حسب قوله.

معرض 4.jpg
 

ويتفق ضيفنا مع رفيقه بالمعرض "الإسي"، أن الوضع الاقتصادي هو العائق الأكبر في ضعف الإقبال على شراء نباتات الزينة، إضافة إلى إغلاق المعابر وعد سماح الاحتلال باستيراد أنواع معينة منها.

رعاية حكومية

بدوره، يقول عضو لجنة معرض زهور وطيور فلسطين 2022 خالد أبو غالي لـ"وكالة سند للأنباء"، إن المعرض تنفذه سلطة المياه وجودة البيئة بمناسبة يوم البيئة العربي.

ويصادف يوم البيئة العربي في الرابع عشر من أكتوبر من كل عام، وقرّر مجلس وزراء البيئة العرب خلال أعمال دورته الـ 33 رفع شعار "معاً للتعافي الأخضر للاحتفال بيوم البيئة العربي لهذا العام.

ويغلق المعرض أبوابه مساء اليوم، بعد ثلاثة أيام من استقبال الزوار من الساعة 10 صباحاً حتى 10 مساءً.

ويشير "أبو غالي"، إلى أن أصحاب المشاتل إضافة لعدد من أصحاب الطيور والحيوانات الأليفة يشاركون بالمعرض الذي يهدف للتشجيع لزيادة المساحات الخضراء والتشجير، ونشر التوعية البيئية.

معرض 3.jpg
 

ويلفت إلى أن هذا المعرض هو الثالث الذي تنظمه سلطة المياه وجودة البيئة، حيث سبقه معرضان في عامي 2010، و2014.

ويرى "أبو غالي" أن المعرض لاقى رواجا وحضورا من قبل فئات المجتمع كافة، وخصوصا من قبل المؤسسات المشاركة.

وبالرغم من الحصار على غزة إلا أن عشرات المزروعات والأشتال والطيور تنتج في غزة محليا، بعد جلب أصناف من الخارج وإعادة إنتاجها محليا.

ويعاني الملف البيئي بشكل كبير في قطاع غزة نتيجة الممارسات التي ينتهجها الاحتلال، من نقص إمدادات المياه وإطلاق القذائف السامة على الأراضي الزراعية.

وتسعى السلطة لتنفيذ معارض بحجم أكبر خلال السنوات القادمة بناءً على الرواج الذي لقيه المعرض خلال هذا العام، لتعزيز السلوكيات الإيجابية تجاه البيئية.