الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

"برقة" على خطى القرى الثائرة في وجه الاستيطان

حجم الخط
برقة.jpg
لبابة ذوقان - وكالة سند للأنباء

مشهدٌ ثوري خرج به رجال وشباب وأطفال قرية "برقة" التي تصدّرت المواجهة والملحمة المستمرة؛ للدفاع عن وطنهم، متسلحين بالأرضِ رغم شح السلاح.

شهدت قرية "برقة" في 23 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مواجهة يومية مع قطعان المستوطنين المحميين من شرطة الاحتلال.

وتقع قرية "برقة" على بعد 18 كم شمال غرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وعلى ارتفاع 450 متر عن سطح البحر، وتبلغ مساحتها 19 ألف دونم، ويسكنها 5 آلاف نسمة.

"تاريخ نضالي"

يقول رئيس بلدية "برقة" الأسبق سامي دغلس: "ليس غريبًا على قرية "برقة" المشهد الملحمي الذي تسطره بمقاومتها اليوم، مؤكدًا أن القرية قدمت 58 شهيدًا، كان أولهم عام 1929م خلال التصدي للقوات البريطانية، مرورًا بالهبات الشعبية والانتفاضتين".

يضيف "دغلس" لـ "وكالة سند للأنباء"، "إن بؤرة "حومش" صادرت 1200 دونمًا من أراضي برقة والقرى المحيطة، ومع قدوم أوسلو تم تحويل 4 آلاف دونم للأراضي المصنفة (ج)، ما حرم أصحاب الأراضي من الوصول إليها".

ويُكمل: "على الرغم من إخلاء البؤرة عام 2015 ضمن خطة الانسحاب الإسرائيلية من مستوطنات شمال الضفة الغربية وقطاع غزة، إلا أنها بقيت محط أطماع المستوطنين وللعصابات الاستيطانية التي تنفذ هجمات ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم".

يُردف دغلس: "المنطقة مغلقة أمامنا نحن أصحاب الأرض فقط، لكنها مفتوحة أمام المستوطنين".

ويضيف: "زرعنا آلاف الأشجار في تلك الأراضي وتم اقتلاعها، وحفرنا الآبار وتم طمرها، وبنينا السلاسل الحجرية والجدران الاستنادية للأراضي الزراعية المهددة بالمصادرة لكن الاحتلال هدمها في محاولة لثنينا عن استعادة أراضينا".

وتسبب وجود البؤرة على جبل القبيبات بتهديد أمن "برقة" والقرى المجاورة، حيث منع التجوال فيها لمئات الأيام، ومنع العديد من المواطنين من السفر والتنقل، وفق ما أورده "دغلس".

"أطماع قديمة"

وبداية محاولات السيطرة على أراضي برقة عام 1976م، يروي "دغلس" "عندما اقتحم مناحيم بيجن برفقة مئات المستوطنين أرض برقة ضمن دعاية انتخابية لحزب الليكود، يستذكر قائلًا: "كنت شابًا صغيرًا حينها، خرجنا من برقة وسبسطية لمواجهتهم وطردهم، وأفشلنا مخططهم حينها، لكنهم عادوا بعد عامين وأقاموا المستوطنة".

ويُتابع: "لم تكن محطة الحجاز التي يعود تاريخها لعام 1909م في منطقة المسعودية في برقة بعيدة عن أطماع الاحتلال ومستوطنيه، حيث يسيطر الاحتلال على نصف مساحة منتزه المسعودية ومنعبلدية برقة من ترميمها أو تحسين الطرق المؤدية إليها".

"الميدان يوحدنا"

في ساحة المواجهة، علت هتافات الوحدة مع أزيز رصاص المقاومين وحجارتهم في برقة، حيث شهدت القرية مواجهة حامية الوطيس خلال الأيام القليلة الماضية أصيب خلالها أكثر من 50 شابًا بالرصاص المطاطي، وثمانية بالرصاص الحي بينهما إصابة حرجة للشاب أوس شبيب الذي أصيب في بطنه، إضافة لمئات حالات الاختناق.

الناشط ضرار أبو عمر، أشار إلى تشكيل غرفة عمليات ومتابعة مشتركة للفعاليات والمواجهة مع الاحتلال والمستوطنين في القرية. 

ويقول لـ "وكالة سند للأنباء"، "منذ بداية الأحداث تداعت كل الفعاليات والقوى والفصائل والشخصيات الاعتبارية في "برقة" وعقدت اجتماعًا لوضع خطة لمواجهة الهجمة الاستيطانية، مُردفًا أن الشراكة الحقيقية كانت على الأرض والعمل الجاد والموحد في وجه الاحتلال ومخططاته".

ويؤكد "أبو عمر"، "على الرغم من حالة الترقب والخوف من هجوم المستوطنين ليلًا على المنازل في أطراف القرية، إلا أن معنويات أهالي "برقة" عالية ويصرون على المواجهة".

ويضيف: "في غرفة العمليات لدينا أمرين لا نتخلى عنهما، أولهما بذل الجهود لمنع المستوطنين من العودة لجبل القبيبات، فقد كسرنا حاجز الخوف ولن نتردد بالدفاع عن هذه المنطقة لأن هناك تداعيات كبيرة لعودتهم".

ويتابع "أبو عمر"، "الأمر الآخر الذي لن نسمح بتكراره هو الهجوم على القرية، فغرفة العمليات تتخذ قرار المواجهة كلما استدعي الأمر، مشددًا أن الأهالي لن يقفو مكتوفي الأيدي".