في ريف الضفة الغربية وبعد سقوط الأمطار، تبدأ الأعشاب البريّة بالنمو تدريجيًا في الأغوار والسفوح الجبلية، ومعها يزداد إقبال الفلسطينيين عليها لجمع النباتات البرية التي يعدّون من خلالها وجبات مجانية وصحية.
في شمال الضفة الغربية، وخاصةً في سفوح جبال الأغوار الوسطى، وسلفيت، ونابلس، تجد المواطنين، ينتشرون بين الأراضي لقطف الخبيزة، والزعمطوط، والزعتر، والعكوب، وغيرها من النباتات البرية التي تتواجد مجاناً، إلى جانب الفطر بأنواعه المختلفة.
ويقول أحد سكان بلدة عين شبلي في الأغوار الوسطى شمال شرق نابلس أسامة حطب، إن المئات المواطنين ومنهم نساء يذهبون في الشتاء للسفوح والأغوار؛ لجمع النباتات البرية والفطر.
ويُضيف "حطب" لـ "وكالة سند للأنباء" أنهم يستخدمون هذه النباتات، في إعداد المأكولات التراثية.
وتتحدث الحاجة عزيزة عثمان ( 75 عاماً) أن نسوة قرى نابلس يتوجهن معاً لسفوح بلدة "روجيب"، و"كفر قليل" في مثل هذه الأيام من كل عام، لجمع ما يجدنه من أعشاب ونباتات بريّة.
وتُردف "عثمان" لـ "وكالة سند للأنباء" أن من الأعشاب والنباتات ما يُؤكل مباشرة مثل الزعتر، وهناك ما يجب طبخه كالخبيزة والزعمطوط واللوف.
وبعض الفلسطينيين يعملون على جمع النباتات من الأغوار، وبيعها في الأسواق، إذ يُعد مصدر رزق لهم في موسم الشتاء.
بدوره أكد المختص بالطب البديل محسن النادي لـ "وكالة سند للأنباء"، أن هذا الإقبال مألوفٌ لدى كثير من الأسر الفلسطينة في قرى وبلدات الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن النباتات البريّة متوفرة بكميات كبيرة وبالمجان في السفوح والأغوار.
وقال "النادي"، إن هذه النباتات تستخدم في إعداد جزء من مأكولات فصل الشتاء، موضحًا أن هناك فوائد صحية جمة لها كعلاجها الأمراض المزمنة؛ ما يزيد الإقبال عليها.
أما الباحث في التراث الفلسطيني حمزة العقرباوي يُشير إلى أن النباتات البرية تزداد بشكلٍ بشكل كبير في فصل الشتاء، وهو ما يدفع القروي الفلسطيني مع نزول الأمطار للتوجه إلى الأغوار وجني "بركات الموسم".
واستذكر "العقرباوي" بعضاً من أحاديث ترتبط بذهن الأجداد والكبار حول الخبيرة إذ يقولون "الخُبيزة سِت الطناجر، والعكوب شوكه مَلّى الحَناجر".