الساعة 00:00 م
الأربعاء 24 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

"عصافير خرجت من القفص".. عن الحاصلين على "لمّ الشمل"

حجم الخط
QrfX9.jpg
هداية عصمت حسنين - وكالة سند للأنباء

هنا على أرض تتعدد فيها الأحلام، أحلامٌ هي في أي بقعة جغرافية محضُ حقٍ طبيعي للإنسان، فما معنى أن تكون في وطنك دون هُوية وأوراق ثبوتية رسمية فلسطينية.

معاناةُ آلاف الأسر الفلسطينية وتصاريح "لمّ الشمل"، حلمٌ يتحقق للكثيرين منهم، يروي لنا بعضهم حكايا هذا الميلاد الجديد، وحصولهم على "لمّ الشمل".

بدايات المعاناة

تعود بنا الفلسطينية إسراء محرم (37عاماً) من مواليد الكويت، في حديثٍ لـ "وكالة سند للأنباء" حيثُ ذكرياتها قبل اثنين وعشرينَ عاماً، فلا أوراق ثبوتية رسمية لها ولعائلاتها، وشعور التيه في الوطن هو سيد الموقف.

وتسترجعُ صدمتها وقتَ أن كانت فتاة في الـ 15 من عمرها، عندما جاءت مع عائلتها من الأردن عام 2000 إلى قطاع غزة.

بتنهيدةٍ قلبٍ تقول "إسراء": "كنت في الصف العاشر، وكل زميلاتي في المدرسة قدمن للحصول على الهُوية، وكنت أتساءل لماذا أنا دون غيري لا يحق لي أن تكون لي هُوية؟".

وتتابع أن غصةً بقلبها بدأت تتجذر فور أن أخبرها والدها أنها لن تتمكن من الحصول على حقها بإصدارهوية فلسطينية، إلا بحصولهم على "لمّ الشمل".

ويشاطرُ "إسراء" الكثير فصول هذه المعاناة المتكررة، فهذا الصحفي الفلسطيني مثنى النجار 37) عاماً) من مواليد العراق، الذي قدم غزة قبل 25 عاماً.

يصف حياته قبل الحصول على الهُوية: "كأنك تعيش مقيداً، لا تستطيع أن تتحرك، ولا تسافر، تخشى على نفسك وصحة أحبابك فلا أوراق رسمية معنا كلها مؤقتة، ولا تحويلات طبية ممكن أن تصدر لنا، أنت تترقب دائماً!".

محاولات متكررة

ولمراتٍ عدة كانت محاولات الحصول على "لمّ الشمل"، وكلها باءت بالفشل، فتحكي "إسراء" كيف أنها كانت تشارك في الوقفات المتكررة أمام المجلس التشريعي بغزة، إلى جانب غيرها من المواطنين فاقدي الهُوية.

فيما يذكر الصحفي النجار مفارقة عجيبة، كيف أنه يصير جزءًا من الخبر، بدلاً من مجرد ناقل له، فكان هو الآخر يشارك في وقفات المطالبة بالحصول على "لم الشمل"، بعد محاولاته المتكررة لنيل هذا الحق الأساسي.

أحداث مؤلمة وفرص ضائعة

وفي ظل حرمان فاقدي الهوية الفلسطينية للكثير من الحقوق كالسفر والتحويلات الطبية، فإن أحداثاً مؤلمة أوجعت قلوبهم كان يمكن أن لا تحدث، وفرصاً فُقدت ربما كان من شأنها تغيير واقع حياتهم للأفضل.

يُحدثنا "النجار" عن شعوره كيف أن أباه كان مريضاً بالسرطان، وهو بحاجة للعلاج لكن تحويلة طبية حالت دون سفره، وكانت هناك محاولات متكررة لإصدارها لكن دون جدوى، وتوفي والده عام 2009.

ويُردف لـ "وكالة سند للأنباء" أنه على مدارالسنوات السابقة، حُرِم من عُمرةِ وحجة له، عدا عن عدد من السفريات، والورش الخاصة بعمله الصحفي.

وعن شعور فقدان أحبابك، وأن لا تستطيع حتى إلقاء نظرة الوداع الأخير، تحدثنا وفاء حجاج التي قدِمَت وعائلتها من الأردن إلى غزة عام 1999، عن جدتها التي توفت في غربتها، وحُرمت أمها والعائلة من توديعها لعدم إمكانية السفر.

وتُؤكد "حجاج" أن الظروف التي كانوا يعيشونها، وما ضاع عليها من فرصٍ تعليميةٍ بالخارج، تسببت بأثر نفسي علهيا من الصعب استيعابه.

هذه الفرص تعبرُّ عن حالها وحال الآلاف غيرها، متسائلةً بحسرة: "كيف لا أملك أبسط حقوقي، هوية وأوراق رسمية؟".

فرحة مبهجة

لحظةٌ لطالما انتظرتها آلاف العائلات، بعد انتظار دام لبعضهم إلى 26 عاماً، يحصلون الآن على "لمّ الشمل"، كلٌ على طريقته يحتفل، ويتذكر هذه اللحظة التي أنهت فصولاً من المعاناة.

يصف الصحفي مثنى النجار لحظة معرفته حصوله على "لمّ الشمل" كيف أن الأرض لم تسعها فرحته، ويقول: "أخيراً تحررت، وكأني عصفور خرج من القفص".

في حين لاتزال وفاء حجاج إلى حد الآن، لا تصدق أنَّها وعائلتها حصلت على "لمّ الشمل"، واصفةً شعورها "كأنَّه حلم".

وتلقت إسراء محرم الخبر ببكاءِ من الفرحة، عدا عن مشاعرها التي لا توصف، وتقول: "معقول بعد 21 سنة، يصير لنا هُوية، وتصير حقوقنا زي كل المواطنين الفلسطينيين".

عائلات تنتظر..

وبعد إعلان أول دفعة شملت الموافقة  الإسرائيلية على 442 طلب حصول على تصاريح "لمّ الشمل" التي كانت مجمدة منذ أكثر من عقدين، فإن آلاف العائلات لا تزال تترقب حقها الأساسي بالحصول على إثبات هُوية فلسطينية.