الساعة 00:00 م
الثلاثاء 07 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.7 جنيه إسترليني
5.28 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.74 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

"الحوض المقدس".. الحكاية الكاملة لتهويد أحياء القدس

حجم الخط
الحوض المقدس.jpg
القدس - وكالة سند للأنباء

تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على الأحياء المحيطة بالبلدة القديمة، وتدمير منازلها، في محاولة لتهويد المنطقة ضمن ما يعرف بـ"الحوض المقدس".

خبراء مقدسيون يقولون لـ"وكالة سند للأنباء"، إن إسرائيل أعلنت عن إطلاق العمل في مشروع "الحوض التاريخي المقدس" عام 1999.

ويضم الشيخ جراح لوحده قرابة 28 منزلا مهددا بالهدم، إلى جانب السيطرة على أحياء سلوان ووادي الربابة ومناطق أخرى بالمدينة.

المواطن نبيل الكرد أحد سكان حي الشيخ جراح المهدد بالهدم، يوضح أن الهدف من السيطرة على أحياء الشيخ جراح وسلوان وغيرها من الأحياء المجاورة، يأتي في سياق تنفيذ هذا المشروع المسمى بـ"الحوض المقدس".

ويمتد الحوض بحسب العقيدة التوراتية لـ3 كم هوائية عن البلدة القديمة، ليصبح المكان كاملًا يهوديًا، بحسب ما ذكر "الكرد" لـ"سند".

" جذور البداية"

يبيِّن المختص بشؤون القدس فخري أبو دياب لـ"وكالة سند للأنباء" أن العمل على هذا المشروع بدأ منذ عام 1996، ويمتد من حي الشيخ جراح شمالاً مروراً بالبلدة القديمة، ووصولا إلى بلدة سلوان وسفح جبل المكبر؛ بهدف إضفاء صبغة يهودية على المكان.

ويعني المشروع عمليا مسح آثار ومعالم عربية وإسلامية وتدميرها وخنق البلدة القديمة، بالمسارات والبناء والأشكال التهويدية لحجب أهم معلم يدل على هوية المدينة العربية والإسلامية وهو المسجد الأقصى وسور البلدة القديمة من القدس، وفقاً لـ"أبو دياب".

وتقدر مساحة المشروع المسمى بـ"الحوض المقدس" بنحو 15 ألف متر مربع، وبه مبنى من عدة طوابق، سيصبح الأول منها متحفا توراتيا وتلموديا لترويج الرواية اليهودية.

وتعد منطقة تحكم لـ26 حفرية إسرائيلية تتجه من سلوان إلى أسفل المسجد الأقصى والقدس القديم.

"ربط ديني وسياسي"

الباحث المقدسي خليل تفكجي، يذكر أن الحوض يحيط بالبلدة القديمة بمدينة القدس، وتمتد مساحته من 2.5 إلى 3كم، وتشمل المقبرة اليهودية في جبل الزيتون وقبور الأنبياء في وادي النار ووادي حلوة ووادي الربابة.

ويقع الحوض برمته جنوب وشرق البلدة القديمة، ويضم بؤراً استيطانية، ويجري فيها عملية تطهير عرقي بشكل تدريجي، إلى جوار استهدافها بالأنفاق تحت الأرض، بحسب "تفكجي".

لماذا هذا الحوض؟ يكشف "تفكجي" عن الهدف من إنشائه لـ "ربط القضية السياسية بالدينية"، تعبيرا عن قدسية جبل الزيتون والمقبرة اليهودية التي تبلغ مساحتها 300 دونم.

ويضيف، أنها أكبر مقبرة يهودية في العالم، باعتبارهم مهبط المسيح المزعوم لليهود الذي سيبني الهيكل الثالث".

"مشاريع المدينة"

يعد مشروع ما يسمى بـ"مدينة داود" أبرز المشاريع "السياحية الاستيطانية" التي تدخل في "الحوض المقدس"، وهو المشروع الذي تفتخر إسرائيل بأنه يستقبل نحو مليون سائح أجنبي وإسرائيلي سنويا، على حد قول "تفكجي".

وشُيّد هذا المشروع في وادي حلوة جنوبي "الأقصى"، ويحاول الاحتلال توسيعه عبر إقامة موقف "جفعاتي" للسيارات، الذي يتكون من 6 طوابق ويضم مركزا تجارياً، تبعًا لقوله.

إلى جانب هذا المشروع، أقيم مشروع "الجسر الهوائي" الاستيطاني الذي تدّعي إسرائيل أنه سياحي، ويبلغ طوله 240 مترا بارتفاع 30 متراً، ويبدأ من حي الثوري مرورًا بأراضي وادي الربابة وصولاً لمنطقة وقف آل الدجاني جنوب غربي المسجد الأقصى.

وتبلغ مساحة كل من حي وادي الربابة والبستان ووادي حلوة التي يستهدفها مشروع "الحوض المقدس" نحو 1030 دونمًا.

ويعيش فيها 7350 مقدسيا يعانون من أساليب تضييق مختلفة، ترمي لدفعهم للهجرة من منازلهم وتفريغ الأحياء للمشاريع الاستيطانية وللمستوطنين.

"تزييف تاريخي"

وفي الحديث عن البدايات، يخبرنا الباحث المقدسي جمال عمرو، أنّ الاحتلال بدأ بالترويج لمصطلح "الحوض المقدس" بعد 1999، وهو سلب لرواية دينية إسلامية.

ويشير إلى أن الهدف منه السيطرة على كل ما يطل تجاه المسجد الأقصى والبلدة القديمة، من سفوح الجبال المحيطة به.

و"الأقصى" موجود على تل متوسط يحاط به جبال كان يستفيد منها المسلمون للدفاع عنه، ويمتد لمشروع من البلدة القديمة حتى سفوح الجبل المكبر، بحسب "عمرو".

ويؤكد ضيفنا ّأن الحوض يضم 3 أطواق استيطانية، الأول يحيط بالمسجد الأقصى وأسفله، ويطلق عليه ـ"المشروع التهويدي أورشليم".

ويضم المشروع كنس وحفريات عملاقة أسفل القصور الأموية والعباسية والجدار القبلي والغربي للأقصى، وتحويل مدينة يابوس لمدينة داوود.

إضافةً لـ 56 حفرية لجانب قواعد تدوير منطقة حائط البراق المعروف بـ"الحي المغربي وحي شرف"، ثم تدميره وصناعة كنس وأماكن إدارة لليهود، وساحة كبيرة للصلاة فيها.

وبموجب هذا الطوق، جرت تغيرات شاملة في محيط "الأقصى"، وتمت السيطرة على وداي الجوز وبابي العامود والخليل، تبعاً لقوله.

أما الطوق الثاني، يقول "عمرو" لـ"سند" إنه امتد لمنطقة خارج البلدة القديمة، واستهدف حي الشيخ جراح ومحيطه، وصولاً لجبل المشارف "التلة الفرنسية"، ثم جبال الزيتون ورأس العامود، وصولا لبدايات جبل المكبر.

والطوق الثالث، فهو الجبل الأبعد، ممثلًا بجبل المكبر وما يحيط به من جبال الطور ووادي رابعة العدوية.

ويضيف، تم وضع طوق استيطاني كبير يضم محطات للمستوطنين ومناطق للصلاة، إلى جانب كونه يضم أكبر مقبرة يهودية في العالم.

وتعد هذه المقبرة أوسع من المسجد الأقصى في المساحة وتقابله من الناحية الشرقية، وتقع على طريق أريحا وملاصقة للكنيسة الجثمانية.

وتابع "عمرو": "يعتقد اليهود أنّ هذه المنطقة هي منطقة الحشر، وسيخرجون منها إلى باب الرحمة مباشرة ثم سيغلقون الباب في وجه الآخرين، "ثمن القبر غالي جداً جداً إذ يتدافع اليهود لشراء قبور في المقبرة".

وينبه إلى أن هذا الطوق، ستُبنى فيه كلية عسكرية ومرافق للشرطة والاستخبارات، ويحيط بجوار السفارة الأمريكية وقصر المندوب السامي.

ما بعد هذه الاطواق، يمتد الحزام الاستيطاني ليطال الجزء الشرقي بالكامل من مدينة القدس، ويضم قرابة 240 ألف مستوطن.