الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

بالفيديو والصور الحاج عبد الفتاح أبو حسنة.. المقاتل الأخير في بشيت

حجم الخط
272092243_1263372457494713_3063052463794953961_n.jpg
غزة-أحلام عبدالله-وكالة سند للأنباء

يذكرُ النكبة ولا يقفُ باكياً على أطلالِها، فهذه الذكرى من وجهة نظره ليس لها أطلال، ما تزال حية في ذاكرته، لن يذرفُ الدموع، بل يرنو لعودة قريبة متشبثاً بالأمل رغم بلوغه عتياً من السنين.

الحاج عبد الفتاح أبو حسنة (99 عاما)، آخر من تبقى من مقاتلي بشيت، يتوق إلى بلدته المهجرة بعدما شرد منها عنوة عندما كان عمره (26) عاما.

وتقع قرية بَشّيت الفلسطينية المهجرة على بعد 16 كم من مدينة الرملة، في السهل الساحلي الأوسط، وجسدت أحداث قرية بشيت خلال عام 1948 واقع قرى فلسطينية، والتي عاشت تحت طائلة هجمات اليهود ومعركة نفسية امتدت لأشهر من المعاناة والخوف وكوابيس الموت.

قيم وعادات

سبقت عبرات الحاج عبد الفتاح كلماته لـ"وكالة سند للأنباء"، حين عاد بذاكرته إلى عادات أهل البلد وحياة الفلاحين البسيطة فيها.

يقول "أبو حسنة" "كانت الأراضي الزراعية تحيط بالقرية وكانت الأرض ملك للقرية يزرعها أهلها ويأكلون من خيراتها، ولذلك لم تستطع العصابات اليهودية آنذاك التحايل على المواطنين وشرائها".

ويتابع "كانت بشيت مقسمة إلى 3 حارات تجتمع في ديوان واحد ويتدارسون أمور حياتهم، وعندما يتوفى فقيرهم أو غنيهم كان أهل البلد لا يذهبون للعمل، ويستعدون لدفن الميت، يصنعون الطعام لكافة أهلها".

مجازر ونزوح

كان في ريعان شبابه حين تسارعت وتيرة الاشتباكات، ليرسو به قطار ذاكرته إلى الأحداث التي تسببت في تشريد أهله وشعبه ليعيش على بقايا وطن.

يقول الحاج "أبو حسنة": "عام النكبة كنت أبلغ (26 عاما) وامتلكت حينذاك سلاحا ألمانيا، ولكن لغلاء ثمن رصاصاته كنت اشتري الطلقة الإنجليزية وأعدلها لأستعملها في البارودة الإنجليزية، لأدافع به عن بلدتي أمام هجمات العصابات التي أسستها جمعيات يهودية وكان يوجد في بشيت مدفعين يضرب25 طلقة متتالية استطاع أهل البلدة شرائهما ونصبهما على مداخل البلدة"

ويتابع "هاجمت العصابات البلدة على مرحلتين وتسلل أفرادها من الجهة التي لا يوجد بها المدافع، المستعمرة كانت بأراضي بينة بجوارنا هجموا علينا، وهب أهل البلد للدفاع عنها وهربوا اليهود تاركين خلفهم جنديا قتله أهل القرية".

وتعمدت "العصابات" الهجوم على البلدة يوم ثلاثاء، وهو يوم سوق بلدة يبنا وتذهب جميع القرى المجاورة لها للتسوق فيها، وتكون القرى شبه فارغة.

272092243_1263372457494713_3063052463794953961_n.jpg
 

وعاد الحاج بذاكرته إلى المشاهد الأولى للتشريد والتهجير التي أدت إلى سقوط قريته بأيدي العصابات، مشيرا إلى أن أصداء مجزرة دير ياسين والمذابح التي ارتكبتها العصابات بحق السكان وصلت إلى المنطقة، فيقول" في، 13 أيار/مايو 1948، هاجمت العصابات بصحبة المدفعية البريطانية لمرة الثانية، الساعة 12ليلاً بلدة بشيت، وظلت القرية ترزح تحت قصف متواصل حتى الساعة 10 صباحاً ليسفر ذلك اليوم عن احتلالها إضافة إلى بلدة بيت دراس".

وبعد احتلالها، بقي في القرية ثلاثة منازل فقط، اثنان منها مهجوران، والثالث تسكنه أسرة يهودية، ويستعمل الإسرائيليون الأراضي المتبقية من البلدة للزراعة.

واقترفت العصابات خلال النكبة أكثر من 70 مذبحة ﻭﻤﺠﺯﺭﺓ بحق الفلسطينيين، واستشهد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني.

272016471_1305748946591922_4328738626734023291_n.jpg
 

مشاهد تهجير أهالي البلدة بقيت راسخة في ذاكرة "أبو حسنة"، وكأنها جرت للتو، وفصولها ما زالت تعيش في وجدانه، فقضى رحلة محفوفة بالمخاطر بعد تهجيريه وتشريده التي تلت النكبة، قضاها كغيره من أهالي القرية في اللجوء إما في الوطن المسلوب أو في الشتات.

يقول "أبو حسنة": "لجأنا لقرية يبنة المجاورة لنا، واقتحمت العصابات بلدة بشيت وقتلت من تبقى وانسحبت، ولكن لم يجرؤ أحد من السكان على العودة خوفا من أن يتم قتلهم، وأصبح الناس يتسللون في النهار لأخذ بعض احتياجاتهم من بيوتهم، مكثنا في بينة وبعد احتلالها، هاجرنا إلى اسدود ومن ثم إلى غزة".

تاريخ لا ينسى

استقر المهاجرون في غزة، ومشينا على شاطئ البحر ومعنا الحيوانات التي كنا نربيها في بشيت على أمل أن نعود بعد أيام، كنا نمشي ومعنا الأطفال على طريق شاطئ البحر، ومن ثم ذهبنا للبريج، حيث نصبت وكالة الغوث الخيام ووزعت علينا الكابونات الغذائية وسجلتنا لاجئين". يقول "أبوحسنة".

272196290_1133355194105772_6659730181517184969_n.jpg
 

متأمل للعودة ومعي مفتاح داري وعمري 99 ومتأمل أن أعود لبيتي في بشيت، لا نريد عن بلادنا بديلة

ويختصر الحاج عبد الفتاح أبو حسنة حال الفلسطينيين حين هجروا ببيت شعر ألقاه رجل عجوز على أولاده قبل موته قائلاً" كونوا يا بني إذا اعترى خطب ولا تتفرقوا أحدا... تأبي الرماح إذا تجمعن تكسرا وإذا تفرقن تكسرت أفرادا.