منذ أكثر من 55 عاماً، لا يزال الحاج السبعيني محمد الهرباوي، يبدع في صناعة القرع العسلي، عاملاً بشعار "بقدر المستطاع أصنع من لا شيء.. شيئا، واليد المتصدقة خير من اليد السائلة".
وفي موقع صغير تحت منزله بحي الشجاعية، وبأدواته البسيطة تبدأ عملية إعداد القرع العسلي، ويتكون هذا العسل من القرع البلدي إضافة إلى سكر الجلوكوز، وتحتاج عملية إنتاجه لساعات على النار حتى ينضج ويصبح قرعا عسليا.
وقبل أعوام، تبين أن الحاج محمد يعاني من مرض في قلبه، لكن ذلك لم يقف عائقا أمام مواصلته عمله على بسطته التي أصبحت معروفة لجميع سكان القطاع.
لبنانية الأصل
ويقول الهرباوي في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، إنه تعلم صناعة حلوى القرع العسلي، خلال مرافقته لوالده خلال بيعه القرع العسلي، وحين أصبح في السادسة عشرة من عمره، بدأ يتقن صناعته، وصار يبيعه قرب مسجد السيد هاشم في منطقة السدرة، وسط مدينة غزة، ثمّ انتقل إلى بيعه في شارع فهمي بيك في المدينة نفسها.
ويضيف "قبل الهجرة، كانت بلاد الشام موحدة، وكان السوريون واللبنانيون يزورون فلسطين ويتبادلون السلع التجارية ويتعلمون بعض الأشياء من بعضهم بعضاً. وتعلّم والدي إعداد القرع العسلي من صانع حلوى لبناني، وبات مشهوراً يقصده سكان الضفة الغربية ومدن شمال فلسطين".
وحرصاً من الحاج السبعيني على اندثار هذه المهنة، وبعد رفض أولاده تعلمها لما تحمله من تعب وجهد، قام بتعليمها لابن شقيقه، حتى لا يختفي القرع العسلي بعد وفاته".
ويضيف "الله أمر بطلب الرزق والاكتساب، ونهى عن العجز والتكاسل، والسعي على الرزق جهاد في سبيل الله".
واعتاد الهرباوي على التنقل بين الأسواق الغزية فأصبح معروفا فيها، لتلبية رغبات زبائنه في تناول الحلوى، إضافة إلى "الذرة الفشارة الملونة "، و"الفستقية" و"السمسمية".
القرع العسلي ..صيدلية متكاملة
ويقول الهرباوي، إن القرع العسلي يحتوي على فوائد عديدة، حيث إنه يحتوي على مادة الكرياتين وبعض الفيتامينات، و يحدّ من الاكتئاب ويزيد من حيويّة الجسم والذكاء لدى الأطفال، وتحسين عملية الهضم بفعل احتوائه على الألياف، ويساعد على الشعور بالشبع لمدة أطول، ويقوّي المناعة، ويحافظ على صحّة العيون.
ويضيف "يساهم القرع العسلي في الحفاظ على صحة الجلد، ويساعده على مقاومة أشعة الشمس، ويقلل من علامات الشيخوخة، ويحافظ على نضارة البشرة، ويحمي من سرطان الجلد، ويحافظ على صحة القلب وينشط الكبد، وينصح بتناوله بعد ممارسة الرياضة لإعادة التوازن إلى الجسم".