الساعة 00:00 م
الأحد 19 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.69 جنيه إسترليني
5.23 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

هل تنهار الحكومة الإسرائيلية بعد تهديدات "غانتس" وشروطه؟

استطلاع: 38% من طلاب "راسل" يعتقدون أن 7 أكتوبر مقاومة

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

"الشمال" يقود ساحات المواجهة في الضفة الغربية

حجم الخط
مواجهات في الضفة الغربية
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

اتسع نطاق المقاومة الشعبية الفلسطينية في منطقة شمال الضفة الغربية، الذي بات مشتعلاً بالمواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين الذين يقطنون المستوطنات والبؤر الاستيطانية.

فمثَّل شمال الضفة الغربية عبر الانتفاضات، مثلثاً للفعل في مواجهة الاحتلال وتصعيد وحشيته.

ويلتقي المراقب والمختص تناغماً في توصيف قيادة الشمال لساحات المواجهة مع الاحتلال، ويربطون بين مؤشر الانتهاك وتغول المستوطنين من جهة، وبين ارتباط الحضور بالبنية التنظيمية والمشروع الإسرائيلي النافي للوجود الفلسطيني من جهة أخرى.

"خلية السيلة الحارثية"

ومع نهاية عام 2021، قفزت خلية السيلة الحارثية لسدة الأحداث مع استهدافها لمركبة مستوطنين قرب برقة شمال نابلس، أفضت لمقتل مستوطن وإصابة آخرين، ما فتح ساحات المواجهة التي لم تُخمد نارها حتى الآن مع جيش الاحتلال والمستوطنين في شمال الضفة.

العملية وقعت في السادس عشر من ديسمبر/ كانون الأول، الذي شهد سلسلة استهدافات للجيش والمستوطنين في شمال الضفة، تركزت نحو حاجزي حوارة جنوب نابلس والجلمة شمال جنين، دون الابلاغ عن وقوع إصابات.

ومؤخراً، شهد يوم الثلاثاء الدامي في نابلس استهداف الاحتلال لثلاثة مقاومين من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة "فتح"، وتصفيتهم بدم بارد، ما كان له دلالاته المرتبطة بإعلان الاحتلال أنهم قنبلة موقوتة في جعبتها العمليات السابقة، والتي كانوا ينوون تنفيذها وفق مزاعم الاحتلال.

"رصيد من الذخيرة"

ويرصد المكتب الإعلامي لحركة حماس، مجمل وتيرة الأعمال المقاوِمة في الضفة الغربية خلال الشهور الثلاثة الأخيرة من العام المنصرم.

وكان لشمال الضفة حضوراً في تفاصيلها، فبلغ مجموع أعمال المقاومة فيها 1884 عملاً منوعاً.

وتنامى العمل المقاوم خلال الشهور آنفة الذكر، بحسب ما قرأت "وكالة سند للأنباء" في التفاصيل، وكان لشهر تشرين الأول نصيب الأسد بواقع 674 عملاً، يليه تشرين الثاني الذي حظي بـ 594 عملاً، ثم شهر كانون الأول مني بـ 616 عملاً.

ووفقاً للتقارير والمعطيات، يشمل العمل المقاوم إطلاق النار والعبوات والحجارة والزجاجات الحارقة، والإرباك الليلي واستهداف المركبات والمفرقعات والدهس وخلافه، وقتل خلالها إسرائيليين وأُصيب 66 آخرين مقابل 12 شهيداً و2195 مصاباً فلسطينياً.

ويضم تقرير معطى عن يناير الماضي، مقتل إسرائيلي وإصابة 13 آخرين، بينما استشهد خمسة فلسطينيين، وأصيب أكثر من 500 آخرين.

ويرصد تقرير لمركز معلومات فلسطين حصلت "وكالة سند للأنباء" على نسخة منه، فعاليات المقاومة خلال يناير باكورة شهور العام 2022 بـ 623عملاً كان لشمال الضفة الغربية حوالي 50% منها.

ونفذت محافظة نابلس أكثر من نصف العمليات كافة بنسبة 27.17 %، تلتها جنين وقلقيلية بنسبة متماثلة، فطوباس وسلفيت وأخيراً طولكرم.

"تنامي واضح"

ويسبغ المحلل سامر عنبتاوي توصيفاً على حضور المقاومة بشقيها الشعبي والناري، قائلاً لـ"سند": إنه "تنامٍ واضح وأعاد حضوره عوامل مؤثرة منها تصعيد الاستيطان، وعربدات المستوطنين في الشوارع العامة ومداخل المدن والبلدات والعدوان على الأرض والمزروعات".

ولا تقل سياسة التفرد الإسرائيلي بالفعل العدواني عن غيرها من أدوات احتلالية تلاحق الفلسطيني، وفق "عنبتاوي" الذي أبلغ "وكالة سند للأنباء" أن محاولات العودة لمستوطنة حومش المخلاة، وتداعياتها من إغلاق الطريق من دير شرف لبرقة وفعاليات جبل صبيح والبغي الاستيطاني والعدواني أشعل نار الرفض الفلسطيني.

يوضح "عنبتاوي" أن امتداد نيران الاعتداءات الإسرائيلية المنظمة، أعطى جذوة المقاومة اشتعالاً لتعلن أنها لا تقف عند الجغرافيا من أحياء القدس والشيخ جراح إلى شمال الضفة، مروراً ببادية الخليل والقدس والأغوار وتنامي فعلها منتصبًا في مواجهة مخططات المحتل.

يقول "عنبتاوي"، إنه وأمام البرنامج الإسرائيلي ومشاريعه بإنهاء الوجود الفلسطيني وخنقه في معازل، وصولًا لإنهاء الحلم الفلسطيني عبر تركيعه وروايته للصراع وكي وعيه، ظهر الفلسطيني وحقوقه بالجيل الجديد الذي هب في مواجهة الاحتلال وتمركز في شمال الضفة حالياً.

"دروس انتفاضية"

ومن جانبه، يرد المحلل والمختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة تمركز الفعل المقاوم بشمال الضفة للقاعدة العلمية المستنبطة من انتفاضات الشعب الفلسطيني، معتمدة على البنية التنظيمية وقوتها.

ويوغل "جعارة" في تحليله التوصيفي بتوافر نقاط القوة والضعف في السهل والجبل والصحراء والشاطئ، حضوراً وتناقضاً يفضي للنصر والهزيمة في ثوابت النجاحات التنظيمية وديمومتها.

ويكشف "جعارة" متحدثاً لـ"سند" عن خشية إسرائيلية برزت في وسائل الإعلام الإسرائيلي وشاشاته، من حالات إطلاق النار المتصاعدة بمواقع في محافظة نابلس تحديداً، ويعزو هذه الخشية للترابط التنظيمي بغض النظر عن الجغرافيا والكثافة السكانية.

وعن المزيد من دوافع حضور شمال الضفة وتحليله للظاهرة، يؤكد "جعارة" أن المشروع الإسرائيلي الاستيطاني لا يقبل بالوجود الفلسطيني، ويهدد بالطرد والقتل.

ويضرب "جعارة" لما سبق مثالين الأول في نصوص العهد القديم "إنني أطرد أمامكم شعوباً أكثر منكم وأعظم منكم ولا يوجد إلا الطرد والإبادة".

إضافة للتصريح المشهور لرئيس بلدية حيفا يرد على اعتراض فلسطيني على تحويل مسجد عثماني لمسرح أو متحف "لا تنس أنك هنا ضيفا".