الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

تحليل ما هو نظام "سويفت"؟.. وكيف سيؤثر حرمان روسيا منه على اقتصادها؟

حجم الخط
منظومة سويفت
القدس - وكالة سند للأنباء

مع تصاعد الأزمة وبدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا منذ ثلاثة أيام، صدرت دعوات أوروبية لاستبعاد موسكو من منظومة "سويفت" للتعاملات المصرفية، ولا سيما من جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي، فما هو هذا النظام؟

منظومة "سويفت" تُعد حجر الزاوية في نظام المدفوعات الدولية، وإحدى أبرز الأدوات في النظام المالي العالمي، ومقرها في بلجيكا.

وتأسست الجمعية عام 1973 من البنوك الرائدة في العالم، وماذا تفعل؟ تستخدم البنوك نظام SWIFT لإرسال رسائل موحدة حول عمليات تحويل المبالغ فيما بينها، وتحويلات المبالغ للعملاء، وأوامر الشراء والبيع للأصول.

وتستخدم أكثر من 11000 مؤسسة مالية في أكثر من 200 دولة منظومة "سويفت"، مما يجعلها العمود الفقري لنظام التحويل المالي الدولي.

وروسيا هي ثاني أكبر دولة بعد الولايات المتحدة من حيث عدد المستخدمين في المنظومة، حيث تنتمي 300 مؤسسة مالية روسية إلى النظام.

ووفقًا لجمعية روسيفت الوطنية فإن أكثر من نصف المؤسسات المالية الروسية أعضاء في منظومة "سويفت".

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، قد صرح الخميس الماضي، أنّ إخراج روسيا من هذه المنظومة لا يزال "خيارًا" للردّ على غزوها أوكرانيا، لكنّه "ليس موقفًا مشتركًا حاليًا" بين الأوروبيين.

هل سبق وأن استُبعدت دولٌ من منظومة "سويفت"؟  فُصلت إيران من المنظومة اعتبارًا من 2012 مع فرض عقوبات أميركية عليها، حتى 2016 حين تم رفع العقوبات بعد إبرام الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى.

وفي عام 2019، تم "تعليق" نفاذ المصارف الإيرانية إلى منظومة "سويفت"، وذلك في أعقاب إعلان الولايات المتحدة إعادة فرض عقوبات على طهران بعد قرار واشنطن الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي الإيرايني.

وحذّرت الخزانة الأميركية في حينه من أن "سويفت" قد تتعرض لعقوبات، ما لم تلتزم بما حددته واشنطن.

في ضوء ما سبق ماذا يعني اتخاذ القرار بفصل روسيا من نظام "سويفت"؟

تقدر الأوساط الاقتصادية، أن التأثير على الاقتصاد الروسي سيكون مدمرا بنفس القدر؛ لأنه سيصبح من المستحيل للمؤسسات المالية إرسال الأموال إلى داخل أو إلى خارج البلاد، ما يجعل الشركات الروسية الكبرى في حالة صدمة، بما في ذلك عائدات إنتاج النفط والغاز، والتي تمثل 40 % من إيرادات البلاد.

في تصريحاتٍ نقلتها وكالة "فرانس برس" عن مدير معهد "بروغل" البلجيكي غونترام وولف، فإن استبعاد روسيا من منظومة "سويفت" سيتسبب بـ"صداع" على المستوى العملي، خصوصًا للدول الأوروبية المرتبطة مع موسكو بتبادلات تجارية مهمة، أبرزها الغاز الطبيعي الذي تُعد روسيا أبرز مصادره لأوروبا.

لكن في عام 2014 أنشأت روسيا نظاما للمبادلات المصرفية خاص به، تعتمد فيه على 20 % من تحويلاتها المحلية، مما قد يوفر لها أرضية للتعاملات المالية مع البنوك في الصين.

أستاذ العلوم المالية والاقتصادية في كلية الدراسات العليا في الجامعة العربية الأميركية نصر عبد الكريم، يقول إن "سويفت" "نظام يتحكم بالتحويلات المالية والمصرفية بالعملات المختلفة، ويمنح كل بنك كود، ولا يستطيع بدون استقبال أو ارسال التحويلات المصرفية عبر النظام المصرفي الرسمي".

ويُردف عبد الكريم لـ "وكالة سند للأنباء"" أنّه دون هذا النظام يستحيل تحويل العملات، وبانقطاعه تعزل الدولة عن النظام المصرفي والمالي العالمي.

لكنّه يستدرك: "لكن في حال توجهت الدولة المستهدفة بتحولي الأموال مع بعض الدولة التي تقبل بعملاتها المحلية، وهذا يتم بنظام يدوي وهو مكلف ويحتاج لوقت وتكييف".

ويُبين أن تطبيق ذلك على روسيا، سيلحق ضررا واسعا في روسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية أيضا، لا سيما في ظل الشراكات الاقتصادية التي تجمع بينهم.

من جهته، يعرف الصحفي الاقتصادي أحمد أبو قمر، "سويفت" بـ "عقل النظام المالي العالمي، وهل تتخيلون النظام المالي دون عقل يدبر الأمور".

ويرى "أبو قمر" لـ "وكالة سند للأنباء" أن خطوة إخراج روسيا من منظومة "سويفت" تعني "شلل" يُصيب النظام المالي الروسي، ومن ثم ستمتد آثار الصدمة الاقتصادية تباعًا لدول أخرى مما قد يفتح المجال أمام أزمة مالية عالمية.

وفي ضوء نتائج ذلك، يعتقد أنه من الصعب تطبيق هذه الخطوة، خاصة وأن الاقتصاد الروسي لا يماثل الإيراني.

يُذكر أن روسيا أطلقت فجر اليوم الخميس، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول ومطالبات بتشديد العقوبات على موسكو.