الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بالأرقام..

واقع الثقافة في فلسطين.. بين ضعف التمويل الحكومي والعزوف الشعبي

حجم الخط
يوم الثقافة الفلسطيني
أحمد البيتاوي - وكالة سند للأنباء

يُعدُّ الاحتفال بيوم الثقافة الفلسطينية الذي يُصادف اليوم الأحد (13 آذار/ مارس) من كل عام، مناسبة لتقيم الحالة الثقافية وتسليط الضوء على مواطن القوة والقصور في بنيتها وأدواتها.

وتنبع أهمية تقييم الواقع الثقافي، إذا عرفنا أن الثقافة هي جزء من هوية الفلسطيني التي تشمل قطاعات أخرى كالفكر والفلسفة والأدب والفن والعادات والتقاليد وحتى القصص والأساطير.

لكن في المقابل، يرى البعض أن الحديث عن الثقافة وسط هذه الأجواء المزدحمة بالأحداث السياسية، يعتبر "ترفاً فكرياً زائداً"، وبعيداً عن أوليات الفلسطيني الذي تحاصره انتهاكات الاحتلال وقضاياه المحلية.

أرقام عن الواقع الثقافي..

وينظم الفلسطينيون في الوطن والشتات العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والعروض المسرحية والأمسيات الشعرية، إحياءً لهذا اليوم الذي تمّ إقراراه تكريماً للشاعر الراحل محمود درويش.

وفي هذا التقرير تستعرض "وكالة سند للأنباء" معطيات نشرها مركز الإحصاء ووزارة الثقافة حول واقع المؤسسات الثقافية في فلسطين، اليوم، بمناسبة يوم الثقافة الفلسطيني.

وشهد النشاط الثقافي تحسنًا خلال عام 2021 واستطاع تجاوز الأزمة التي خلفتها جائحة كوورنا خلال عام 2020 نظراً للإغلاقات المتكررة للحد من تفشي الفيروس.

وقد شهد 2021 ارتفاعاً في عدد المراكز والمؤسسات الثقافية في فلسطين ليصل إلى 577 مركزاً، بعد أن كان عددها 228 في 2020.

وفي العام 2019 بلغ عدد هذه المراكز 566، وفي عام 2018 وصل عددها 597 مركزاً، من بينها 528 في الضفة، و69 في قطاع غزة.

وفي عام 2017، بلغت أعداد المراكز 625، توزعت كالتالي، 545 في الضفة، و80 في غزة.

أما في 2016، فقد بلغ عدد هذه المراكز 750 مركزاً، وهو ما يعني أن انخفاضاً حاداً طرأ على أعداد المراكز والمؤسسات الثقافية خلال الأعوام الخمسة الأخيرة.

عدد الأنشطة والمشاركين

شهد العام الماضي 2021 ارتفاعاً في عدد الأنشطة المنعقدة في المراكز والمؤسسات الثقافية، بنسبة 54% بالمقارنة مع 2020، إذ بلغ عددها 7 آلاف نشاط، بينما كان العدد في العام 2020 حوالي 4700 نشاط.

كما بلغ عدد المشاركين في هذه الأنشطة عام 2021، حوالي 437 ألف مشارك، 270 ألفاً في الضفة الغربية، وحوالي 167 ألفاً في قطاع غزة.

في حين كان عدد المشاركين في هذه الأنشطة بعام 2020 حوالي 878 ألف مشارك، منهم 782 ألف في الضفة و96 ألف في قطاع غزة.

فيما بلغ عدد المشاركين في ذات الأنشطة عام 2019 حوالي 558 ألف مشارك، وقد تنوعت هذه الأنشطة ما بين دورات تعليمية كان لها نصيب الأسد، إضافة لعروض فنية ومحاضرات وندوات ومعارض.

المسارح والمتاحف

وشهد العام 2021، ارتفاعاً لافتاً في عدد زوار المتاحف التي بلغ عددها 31 متحفاً، توزعت 26 في الضفة و5 في غزة، لكن ما زال العدد أقل من عدد الزائرين قبل جائحة كورونا.

وقد بلغ عدد الزوار خلال العام 2021، حوالي 114 ألف زائر، من بينهم 86% فلسطينيون و14% من جنسيات أخرى، مقارنة مع 26 ألف زائر و388 ألف زائر خلال العامين 2020 و2019 على التوالي.

أما بخصوص المسارح فيوجد في فلسطين 17 مسرحاً عاملاً، منها 14 في الضفة و3 في غزة، وقد شهد العام 2021 ارتفاعاً في عدد العروض المسرحية ليصل إلى 370 مسرحية بنسبة زيادة أربعة أضعاف عما كانت عليه في العام 2020، بينما عُرضت في العام الذي سبقه، 323 مسرحية.

إسهامات وزارة الثقافة

تعدُّ وزارة الثقافة من الوزارات التي لها حصة صغيرة من مجموع موازنة السلطة الفلسطينية العامة، وهي لا تتعدى 0.5% في أحسن الأحوال.

فعلى سبيل المثال، وفي عام 2003، بلغت حصة الثقافة من الميزانية العامة للسلطة الفلسطينية 0.39%، أُنفقت في معظمها على رواتب ومصاريف جارية، ووفقاً لدراسة صدرت عن وزارة الثقافة نهاية 2016، فقد بلغ نصيبها من الميزانية العامة 0.003.%

في حين أظهر تقرير آخر صادر عن وزارة المالية، أن قطاعات "الترفيه والثقافة والدين" جاءت في المرتبة قبل الأخيرة من مجمل الإنفاق الحكومي العام للسنة المالية 2021، بمبلغ قدره 129 مليون دولار من أصل 5.6 مليار دولار.

ورغم النسبة الصغيرة المخصصة لوزارة الثقافة من ميزانية، استطاعت الوزارة تنفيذ عدد من الأنشطة والفعاليات.

وخلال عام 2021، أطلقت الوزارة حملة "الكتاب للجميع" وزّعت خلالها أكثر من 9 آلاف كتاب على 500 مؤسسة من جامعات ومدارس ومعاهد وبلديات ومؤسسات ثقافية ومكتبات في كافة أنحاء فلسطين.

كما أصدرت 34 إصداراً، متنوعة بين التراث والشعر والقصص والنقد والأعمال الكاملة للأدباء الراحلين وأدب الأطفال.

وعملت الوزارة على إعادة إطلاق "الجائزة الدولة التقديرية للآداب والفنون والعلوم الإنسانية"، حيث حاز 6 أدباء ومثقفين وفنانين على هذه الجائزة.

وعملت الوزارة على تقديم دعم مالي للمبادرات الثقافية المقدمة من أفراد وجمعيات ومؤسسات فلسطينية، حيث بلغ عددها خلال عام 2021 حوالي 75 مشروعاً ثقافياً، كما احتفلت الوزارة بفعاليات بيت لحم عاصمة الثقافة العربية وملتقى المبدعين الشباب

تحديات ومعيقات

ويعاني القطاع الثقافي في فلسطين ككل، من إشكاليات ومعيقات عدة تعيق تطوره وتقدمه، رغم وجود بعض الإنجازات الخجولة.

فوفقاً لدراسة أعدتها وزارة الثقافة، فإن أهم هذه التحديات تمتثل في  ضعف التنسيق بين المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي الرسمية والأهلية والمبادرات الفردية، مما خلق واقعاً ثقافياً غير متكامل، مركز في وسط الأراضي الفلسطينية وغائب عن الأطراف.

ويعتبر ضعف الوعي المجتمعي بأهمية دور الثقافة في عملية التنمية، وضعف البنية التحتية الثقافية المؤثرة في معظم مناطق فلسطين، من أهم هذه التحديات.

كما خلق غياب التمويل المحلي العام الكافي وشروط التمويل الخارجي نمطاً من الأنشطة التي لا تلبي في معظم الأحيان الحاجات الثقافية الحقيقية للتجمعات الفلسطينية.

وكان لغياب الدراسات المتخصصة والعميقة في الواقع الثقافي الفلسطيني، لقاعدة بيانات دقيقة يمكن من خلالها تحديد الاحتياجات واقتراح التوجهات، عامل إضافية أعاق تطور القطاع الثقافي في فلسطين

وفرة الكُتّاب وندرة النقاد

وفي هذا الإطار، يقول الناقد والأديب عادل الأسطة: "إن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بصورة لافتة خلال العقد الأخير، أدى لظهور عشرات وربما مئات الروائيين وكتاب القصة القصيرة والشعر".

ويُضيف "الأسطة" لـ "وكالة سند للأنباء": "اليوم نلحظ وفرة كبيرة بالكتاب مقابل ندرة في النقاد المتخصصين، وإن وجدوا فهم في الغالب أساتذة جامعيون يبحثون عن الترقية ولا ينشطون في مجالات تشجيع وإثراء الحركة الثقافية".

وشدد على أن الناقد أهم بكثير من الكاتب، فهو الذي يميز الأعمال الأدبية التي تصلح للنشر والتي لا تصلح لذلك، وهو الذي يضبط إيقاع الذوق الأدبي العام.

ويرى أن الواقع الأدبي المتراجع في فلسطين ليس مرده لعدم وجود بنية تحتية تشمل المراكز الثقافية أو المسارح أو المتاحف، وإنما بالعزوف الشعبي عن الأدب عموماً.

ويلفت "الأسطة" إلى أن أعداد المشاركين الفلسطينيين في أي فعالية ثقافية محدودة، وهم في الإطار النخبوي عموماً.

وتابع: "وزارة الثقافة واتحاد الكتاب الفلسطينيين ومؤسسات المجتمع المدني يطبعون وينشرون بعض المؤلفات، هناك كم لا بأس به من الإصدارات، لكن في العموم لدنيا عزوف مجتمعي عن القراءة والاهتمام بالشأن الثقافي، فالكتاب الورقي يُطبع ولا يباع".

وأكمل: "هناك مشكلة أخرى تكمن في أن الكثير من دور النشر، أصبحت تطلب جزءاً من تكلفة طباعة أي عمل أدبي، الأمر الذي أعاق حركة التأليف والكتابة".

ويعتقد الناقد الفلسطيني، أن الثقافة الموجودة اليوم والمنتشرة بين الناس هي ثقافة شفوية قائمة على "الثرثرة غير المفيدة".

ويختم: "رغم ضبابية المشهد الثقافي عموماً، غير أن ما يرفع المعنويات بعض الشيء وجود كتاب وأدباء فلسطينيون لهم أعمال مميزة من الجيلين القديم والجديد، كإبراهيم نصر الله وأكرم هنية وعارف الحسيني وزكريا محمد، إضافة لعباد يحيى وتميم البرغوثي من الجيل الشاب".