الساعة 00:00 م
الأحد 19 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.69 جنيه إسترليني
5.23 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

"مركز الزوار".. تهويد جديد لأعلى قمم القدس

حجم الخط
تهويد بالقدس
بيان الجعبة - وكالة سند للأنباء

على أعلى سفوح مدينة القدس، حيث الإطلالة الأجمل على المسجد الأقصى المبارك والعديد من الأحياء المقدسية القديمة، خيّم شبح التهويد على المكان، بعد أن قررت سلطات الاحتلال إقامة مركز تهويدي على قمة "جبل الزيتون".

فإضافة لإطلالته المميزة وموقعه الاستراتيجي، تستهدف معاول التهويد جبل الزيتون أو قرية الطور، لكونها "البلدة الطبية" الخاصة بالمدينة، والتي تضم المستشفيات المقدسية (الهلال الأحمر، المقاصد، المطلع).

وفي 8 مارس/ آذار الجاري أعلنت بلدية الاحتلال في القدس، عن إنشاء "مركز الزوار" التهويدي في حفل خاص أقيم في فندق الأقواس السبعة على قمة الجبل، وحضره نحو 30 ممثلًا عن "اللجنة الدولية لحماية جبل الزيتون".

وخلال الحفل، تم التوقيع على اتفاقية بين رئيس البلدية موشيه ليؤون، وما يعرف بوزير القدس والتراث زئيف إلكين، لتنفيذ المركز.

تشويه المعالم التاريخية

ويقول المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، إن موقع جبل الزيتون الجغرافي والتاريخي جعل منه محلّ أطماع إسرائيلية، بغية تشويه معالمه الأثرية والتاريخية ومشهده العام.

ويضيف "أبو دياب" لـ"وكالة سند للأنباء"، أنه نظراً لاستراتيجية موقع الجبل وإطلالته على البلدة القديمة بما فيها المسجد الأقصى ومقابر باب الرحمة واليوسفية (المستهدفتان أيضًا)، قرّرت بلدية الاحتلال وبالتعاون مع مؤسسات تهويدية أخرى إقامة أضخم مركز تهويدي على سفحه.

ويُشير إلى أن جميع المخططات والخرائط الهندسية لتنفيذ المشروع أصبحت جاهزة، وتم رصد ميزانية تقديرية بـ 12 مليون شيكل، موضحًا أن بلدية الاحتلال كثّفت منذ بداية العام الجاري، من إقرار مشاريعها التهويدية في القدس، والاستيلاء على أراضٍ وقفية.

قبور وهمية ومركز أمني..

ويُشدد على أن المشروع الجديد سيشكل خطراً مضاعفاً ليس على "جبل الزيتون" فقط، وإنما على المسجد الأقصى بشكل أساسي، مردفًا: "أن البلدية تُسابق الزمن لتكريس الوجود اليهودي وفرض وقائع جديدة على المدينة، مستغلة الظروف الإقليمية والدولية، وحالة الصمت العربي والإسلامي".

وسيضم "مركز الزوار" أضخم مركز معلوماتيّ ومكتبة خاصة بأسماء، وتفاصيل آلاف اليهود المدفونين في "المقبرة اليهودية" الواقعة في جبل الزيتون.

وبحسب المعطيات التي يتحدث بها "أبو دياب" فإن "المقبرة اليهودية" قائمة على أراضٍ وقفية تابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، تم الاستيلاء عليها منذ سنوات طويلة، وتضم آلاف القبور الوهمية.

أيضًا سيضم المركز التهويدي صالة لعرض روايات توراتية وتلمودية عن مدينة القدس ومنطقة جبل الزيتون تحديداً، كما سيوفر خدمات خاصة للسائحين.

وسيضم المركز، مقرًا أمنيًا لشرطة الاحتلال، إضافة إلى مركز تدريب خاص وكنيسًا يهوديًا، والهدف من ذلك هو "إحكام السيطرة على المنطقة، وتهيئتها لجلب المزيد من الزوار اليهود مقابل الحد من الزحف الفلسطيني"، تبعًا لـ "أبو دياب".

ودعا لاتخاذ خطوات عاجلة من أجل وقف المشاريع التهويدية في القدس، التي ستؤدي إلى فرض وقائع جديدة لتزييف تاريخها وهويتها العربية وإحاطة المسجد الأقصى بحزام من المباني المستحدثة التهويدية والاستيطانية.

قديم جديد..

بدوره، وصف الباحث المقدسي رضوان عمرو، المشروع بأنه "جديد قديم"، مشيرا إلى أن تم المصادقة المبدئية على حديقة محيطة بالمركز التهويدي عام 2018.

ويقول "عمرو" لـ "وكالة سند للأنباء: "إن بلدية الاحتلال تدعي بأن المشروع هو عبارة عن مركز للزوار، لكنّه بالحقيقة مجمع تهويدي كبير مُطل بشكل مباشر على المسجد الأقصى المبارك".

ويعقب "عمرو" أن هذه المصادقة تأتي في ظل استمرار المنع الإسرائيلي لـ "البناء والتمدد العمراني في جبل الزيتون" وفرض تشديدات معقدة على الفلسطينيين بالمدينة.

استجلاب اليهود للجبل

ويشير "ضيف سند" إلى أن مركزاً للزوار يجري بناؤه حاليا في منطقة وادي مريم أسفل الجبل، قد يكون له ارتباط بالمركز الذي سيقام على سفح الجبل، كمقدمة لإنشاء وربط المشروع التهويدي "التلفريك".

ويؤكد أن الاحتلال يسعى من خلال مشاريعه التهويدية المتركزة في الدائرة المحيطة بجبل الزيتون على استجلاب اليهود إلى منطقة الجبل، التي يقطنها المقدسيون بشكل كامل، في محاولة لخلق وجود يهودي وإحياء طقوس يهودية تلمودية قديمة.

وجاء في حديث "عمرو" أن "بعض الطوائف اليهودية المتدينة تعتقد أنه يجب ذبح البقرة الحمراء المقدسة، التي تكون إشارة لبناء الهيكل على حساب المسجد الأقصى، مقابل باب الرحمة على جبل الزيتون؛ وهذا ما يجعل عيون الاحتلال تتجه لتهويد هذه المنطقة وتهيئتها لذلك".

سيناريو كاذب

ويرى أن الاحتلال "ينسج سيناريو من الكذب حول مركز الزوار التهويدي حيث يدعي بأنه سيقوم بأبحاث عن اليهود في المقبرة التي صُودرت بالأساس، ومعظم القبور فيها فارغة أو قبوراً رمزية لأشخاص لم يكونوا في فلسطين".

وتُباع القبور الوهمية أو الرمزية _تبعًا لعمرو_ بمبالغ باهظة جداً تتجاوز 25 ألف دولار للقبر الواحد؛ منوهاً إلى أنها تُباع فقط للأثرياء خارج فلسطين كنوع من جمع التبرعات.