الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

خطط مُعدّة سلفاً وخطوات متسارعة..

حكومة "بينيت" تُكشّر عن أنيابها في وجه النقب

حجم الخط
النقب
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

كشفت عمليةُ الطعن والدهس التي نفّذها الشهيد محمد أبو القيعان من حورة شرق بئر السبع، يوم الثلاثاء الماضي، خطط حكومة الاحتلال برئاسة نفتالي بينيت، المعدة سلفًا تجاه التعامل مع فلسطينيي الداخل المحتل لاسيما في مناطق النقب.

وسبق عملية "أبو القيعان" التي أسفرت عن مقتل 4 مستوطنين وإصابة آخرين، جريمة قتل الشهيد سند الهربد في رهط (15 مارس/آذار)، إلى جانب اعتداءات متواصلة على الفلسطينيين في النقب، من المستوطنين وشرطة الاحتلال.

في ضوء ذلك ظهرت الخطط الإسرائيلية جلية في تصريحات مسؤولين إسرائيليين وقيادات أمنية وإعلامية ونواب ومتطرفين، طالبوا بـ "التعامل الأمني" البحت مع فلسطينيي النقب، وتطبيق الحكم العسكري عليهم وإنشاء ميليشات مسلحة للتعامل معهم خارج إطار القانون .

ووردت أولى الدعوات التحريضية، على لسان المتطرف اليميني المحامي آري شماي في مقابلة على القناة 14 الإسرائيلية، بالدعوة لإعادة الحكم العسكري على النقب، وإنشاء مليشيا مُسلّحة من المستوطنين لزيادة الاعتداءات بحق أهالي النقب، وتسويقها بذريعة "منع الجرائم".

ودعا المتطرف "شماي" للاعتداء على النساء في النقب والدعوة لقتلهن، وتحديدًا نساء عائلة الشهيد منفذ عملية بئر السبع محمد أبو القيعان.

وللضغط على الحكومة الإسرائيلية للإسراع بتنفيذ خططها، اعتبر جنرال الاحتياط في جيش الاحتلال غيرشون هكوهين، أن "الواقع الأمني" في مناطق النقب بالنسبة لإسرائيل صعب، متهما الحكومة بـ "التقصير".

وفي تصريحات متداولة على الإعلام الإسرائيلي يقول الجنرال: "إنه بالرغم من الحملات المتوالية للشرطة والشاباك وتفاصيل العمل الأمني في النقب، إلا أن الحكومة الإسرائيلية لم تدرك بعد حجم التهديد"، وفق وصفه.

بدورهما قدم وزيرا "الداخلية" و"البناء والإسكان" في حكومة "بينيت"، مقترحًا لإقامة مستوطنات جديدة على محور بئر السبع - ديمونة (طريق 25)، لتوسيع وتطوير الاستيطان

وبالفعل أمس الأحد أقرّت حكومة الاحتلال، إنشاء خمس مناطق سكنية جديدة في النقب، لتحقيق هذه الرؤية، وبحسب موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" سيتم إنشاء مستوطنات ريفية في الجزء الجنوبي الشرقي من مستوطنة "ميفوت عراد" في النقب.

وعدّت "شاكيد" و"إلكين" في بيان الأسبوع الماضي قرار الحكومة بمثابة "خطوة مهمة في تعزيز الاستيطان في النقب وخاصة شرقي النقب، الذي يشكل حيّزًا له أهمية إستراتيجية قومية".

ورأت "شاكيد" أن المستوطنات الجديدة "ستمنح القوة لتعزيز الاستيطان في النقب"، فيما ادعى "إلكين" أن "دفع إقامة المستوطنات الجديدة في النقب هو حلم الاستيطان الصهيوني، وسيحرك انتقال سكان من وسط البلاد إلى جنوبها، وسيعزز اقتصاد النقب وأمن السكان في المنطقة كلها".

خطط قديمة جديدة

الحقوقي من مركز "عدالة" مروان فريح يوضح أن الخطط الإسرائيلية "قديمة جديدة، وأن عملية السبع جاءت فرصة لهم للإسراع في إنشاء المستوطنات، والدعوة لتشكيل الميليشات ونشر المزيد من قوى الشرطة والحراسات".

ويعتبر "فريح" في حديثٍ لـ "وكالة سند للأنباء" أن التحريض على القتل العلني ضد عائلة "أبو القيعان"، استغلال واضح للحدث وتنفيذ أجندات معدة سلفا ضد بدو النقب، واتهام الحكومة بفقدان السيطرة كذريعة لما سيقومون به.

ويتهم "أبو فريح" السلطات الإسرائيلية بإلصاق التهم على أهل النقب؛ لفرض التعامل بالقبضة الحديدية معهم، ولتبرير التعامل معهم بالقوة، مشيرًا إلى أن الأجواء ذاهبة لإعادة الحكم العسكري، وهو موجود أصلا وصيغته هدم آلاف البيوت وتهجير القرى وغيرها.

ويدعو الحقوقي لتشكيل ما سموها بـ"حراس الحي" المدنية في البلدات والأحياء العربية وفق القانون.

إلى ذلك يؤكد رئيس لجنة الحريات في لجنة المتابعة العربية الشيخ كمال الخطيب، أن "الأمر لم يكن يحتاج لحدث بئر السبع أو الخضيرة حتى تكشف الحكومة عن سياساتها وتكشر أنيابها".

ويردف "الخطيب" لـ "وكالة سند للأنباء: "أن الأحداث والسلوك اليومي مع فلسطينيي النقب والداخل، يمثل استهدافًا ممنهجًا بالقتل والتجريف والمصادرة والاعتقال والتحريض".

من جهته، يصف المحامي خالد زبارقة العقوبات بحق الفلسطينيين بـ"التحريض المتفلت والأرعن، تقوم فيه الشخصيات المعروفة بالدعوة لممارسة العنف ضد العرب" .

ويكشف "زبارقة" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن الميليشيات المتطرفة بدأت مهامها في الضفة الغربية بدعم وغطاء من الجيش والأمن، وانتقلت إلى اللد في هبة الكرامة.

ويرفض اعتبار الخطوات الإسرائيلية المبرمجة أنها "ردة فعل"، مشيرا إلى أنها بدأت قبل عملية بئر السبع، وإلا فما معنى تسميم آبار المياه والقتل وإطلاق النار والحرائق وقطع الأشجار والتجريف وهدم البيوت وخلق الأجواء المشحونة والمتوترة أمنيا قبل عملية الشهيد "أبو القيعان"؟

ويوضح "زبارقة" أن المجموعات المتطرفة تريد فرض أجندتها على الساحة بدعم من الحكومة والشرطة والمخابرات الإسرائيلية.

وكان المجلس القومي الإسرائيلي للاقتصاد قد توقّع في تقرير رسم فيه ملامح إسرائيل بعد ثلاثين عامًا، حدوث ارتفاع  دراماتيكي على أعداد اليهود الحريديم في النقب، سببه "الهجرة الداخلية والنمو الطبيعي".

وتوقّع التقرير أن يتضاعف عدد الحريديم من 139 ألفًا حاليًا إلى 616 ألفًا عام 2050، في حين لا يزال البدو يناضلون لنيل الاعتراف بقراهم، ما يعني مضاعفة الاحتكاك بين الجانبين جرّاء تضاعف عدد اليهود.