الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بالأرقام..

في يوم الأرض.. الاستيطان لم يُبقِ لـ "حلم" الدولة الفلسطينية متسعًا

حجم الخط
استيطان
أحمد البيتاوي/ محمد جبر - وكالة سند للأنباء

سرعان ما يقفز الاستيطان الإسرائيلي لمخيلة الفلسطينيين في كل مرة يُحيون فيها ذكرى يوم الأرض (30 مارس/ آذار)، فهو بنظرهم سلاح إسرائيل الإستراتيجي بهدف تهويد الأرض على حساب وجودهم.

ويُحيي الفلسطينيون اليوم الأربعاء، الذكرى السادسة والأربعين ليوم الأرض، الذي تعود حكايته إلى هبّة الفلسطينيين في سخنين ودير حنّا وعرابة بالداخل المحتل في وجه الاحتلال الإسرائيلي حين أراد مصادرة الأرض، وامتدت الأحداث لاحقًا إلى مناطق الجليل، ما أسفر عن استشهاد ستة، وإصابة واعتقال العشرات.

وما بين عامي 1948 لـ 1972 صادر الاحتلال أكثر من مليون دونم من أراضي القرى في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي سيطرت عليها بعيد النكبة، وفق معطيات فلسطينية.

وتبلغ مساحة فلسطين التاريخية نحو 27 ألف كيلومتر مربع، لكن إسرائيل تستغل نحو 85% من المساحة الإجمالية للأراضي، فيما لا تتجاوز النسبة التي يستغلها السكان الأصليين 15%.

الدولة.. ضرب من الخيال

ولأن الأرض من وجهة النظر الإسرائيلية ليست مجرد حيّز للبناء وإنما هي دولة وتوسع، سعت إسرائيل بقوة السلاح والقوانين للسيطرة على كل المساحات الفارغة في فلسطين التاريخية وحشر الفلسطينيين في مناطقهم وحرمانهم من التمدد، متجاهلة القرارات الدولية الرافضة للاستيطان.

وأصبح من البديهي القول إن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي جعل إقامة دولة فلسطينية متصلة وذات سيادة على الأراضي المحتلة عام 1967 ضرباً من الخيال.

ولهذا تنظر إسرائيل للاستيطان على أنه وسيلة ناجعة لفرض وقائع سياسية على الأرض، تُجبر الفلسطينيين على التخلي عن حلم إقامة دولتهم، عند الحديث عن أي حل سياسي حالي أو مستقبلي.

الاستيطان في أرقام

ووفقاً لبيانات حركة "السلام الآن" الإسرائيلية؛ فإن الضفة الغربية بما فيها القدس، تضم 145 مستوطنة كبيرة، من بينها 23 مستوطنة صناعية، و140 بؤرة استيطانية عشوائية أي أنها غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية.

وتتراوح أحجام هذه المستوطنات من بضع بيوت متنقلة فوق قمم جبال معزولة، إلى مستوطنات بحجم مدن كبيرة، حديثة ومتطورة، تضم جامعات ومصانع وأبراجا سكنية وملاهي ومتنزهات ونوادي رياضية.

وقد منحت حكومة الاحتلال المستوطنات الكبيرة صفة "البلدية" وتعاملها كمدن رئيسية ذات كيان مستقل عن باقي المستوطنات، من بينها: "اريئيل" في سلفيت، و"بيتار عيليت" في بيت لحم، و"موديعين عيليت" في رام الله، و"معاليه أدوميم" في القدس.

وبحسب النظام الإسرائيلي المتعلق بما يُسمى "الحكومات المحلية"، فإنه يمكن منح المستوطنة صفة "بلدية" من قبل "وزارة الداخلية" الإسرائيلية، في حال تجاوز عدد سكانها 20 ألف نسمة".

وبلغ عدد المستوطنين حتى نهاية عام 2021 نحو 660 ألف، يعيش 230 ألفاً منهم في مناطق شرق القدس ومحيطها، في حين يسكن 440 ألف مستوطن في الكتل الاستيطانية الكبرى، ويشكلون 14% من سكان الضفة.

تمدد استيطاني

ووفق المعطيات فإن الاستيطان الإسرائيلي بنسخته الأخيرة 2021، لم يختلف عن السنوات التي سبقتها، حيث شهد تزايداً غير مسبوق في عدد المخططات الاستيطانية.

وخلال العام الماضي أقدمت سلطات الاحتلال على توسيع 50 مستوطنة قديمة، وإضافة لـ 15 بؤرة استيطانية جديدة في الضفة، وإنشاء 19 طريقاً استيطانياً جديداً بطول 11 كيلو متر.

وتسعى سلطات الاحتلال وفقاً لخططها الاستراتيجية لربط المستوطنات التي تقع شمال الضفة الغربية بتلك التي تقع في الجنوب، من خلال شبكة طرق حديثة تشمل قطارات وباصات ومواقف ومطاعم واستراحات.

وحسب معهد الأبحاث التطبيقية (أريج)، فإن سلطات الاحتلال وضعت مخططات لبناء ما يزيد عن 17 ألف وحدة استيطانية خلال العام الجاري 2022، على مساحة تتعدى 13 ألف دونم في 62 مستوطنة مقامة فوق أراضي الفلسطينيين.

وتعتبر القدس المحافظة الأكثر تضرراً من بين المدن الفلسطينية من حيث الأراضي التي سوف يتم الاستيلاء عليها لأغراض استيطانية، بمساحة تقدر بحوالي 6300 دونم، تليها رام الله بواقع 2082 دونماً ثم بيت لحم بمساحته تقدر بحوالي 1582 دونما من الأراضي التابعة لها.

ولادة مستوطنات جديدة

وخلال العام الماضي، أخرجت حكومة الاحتلال شهادة ميلاد عدد من المستوطنات الجديدة التي تنوي بناءها خلال العام الجاري، من بينها مستوطنة "جفعات هماتوس" الواقعة شمال مدينة بيت لحم، إضافة لوضع مخططات لإنشاء ثلاثة أحياء استيطانية ومنطقة صناعية في محيط مستوطنة "بيتار عيليت" في بيت لحم أيضاً.

كما وضعت سلطات الاحتلال المخططات النهائية لبناء مستوطنة جديدة اسمها "هار حوما اي" شمال مدينة بيت لحم، ومستوطنة "جفعات هاشاكيد" التي من المقرر إقامتها فوق أراضي الفلسطينيين في بلدة بيت صفافا جنوب شرق القدس.

وتستعد حكومة الاحتلال لبناء مستوطنة جديدة ضخمة تقع غرب مستوطنة "أريئيل" وتقع على أراضي محافظة سلفيت.

إضافة لتشييد مستوطنة "جفعات هايتيم"، على أراضي الفلسطينيين في قريتي أرطاس والخضر في محافظة بيت لحم جنوب الضفة الغربية.

ومن المقرر أن يستأنف المستوطنون قريباً إقامة حي استيطاني جديد في قلب مدينة الخليل، بواقع 31 وحدة استيطانية في مجمع محطة الحافلات القديمة في البلدة القديمة في الخليل.

وفي آخر حلقة من مسلسل الاستيطان الإسرائيلي، ما أقرّته حكومة الاحتلال قبل يومين، من إنشاء خمس مناطق سكنية جديدة في النقب وبئر السبع.

رصد للاعتداءات

وفي إطار متابعتها لاعتداءات المستوطنين، رصدت "وكالة سند للأنباء" نحو 900 اعتداء للمستوطنين في الضفة الغربية والقدس خلال 2021، جرى خلالها استهداف الأراضي، والممتلكات والثروة الحيوانية والزراعية، وحتى المدنيين الفلسطينيين، وألحقت خسائر فادحة.

وشملت الاعتداءات اقتحام القرى الفلسطينية وأطراف المدن، وإحراق سيارات أو إتلاف محاصيل زراعية، وخط شعارات ضد الفلسطينيين على الجدران، مع محاولات قتل واختطاف.

وخلال 2021 برزت ظاهرة خطيرة، وهي وجود المستوطنين إلى جانب الجيش الإسرائيلي في الاعتداءات على الفلسطينيين بشكل متساوٍ تقريبا في يوم 14 أيار/مايو المنصرم، الذي شهد استشهاد 11 شاباً فلسطينياً في الضفة، 4 منهم شبان برصاص المستوطنين.

ولم يقتصر ذلك على الضفة الغربية فقد استشهد موسى حسونة في مدينة اللد برصاص مستوطن قبلها بأيام، وثمة حالات أخرى استشهد فيها شبان برصاص الجيش الإسرائيلي، كان المستوطنون مشاركين في هذه العملية.

وبحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، الذي غطى الأشهر العشرة الأولى من العام 2021، سجلت 410 اعتداءات من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين (302 ضد الممتلكات و108 ضد الأفراد)، بازدياد عن العام 2020 الذي سجل فيه 385 اعتداء، وعن العام 2019 الذي سُجل فيه 335 اعتداء.

أما جيش الاحتلال الذي لا يوثق كافة الانتهاكات، فقد سجل في 2020 حوالي 507 اعتداءات من المستوطنين، فيما سجل خلال الستة أشهر الأولى من العام المنصرم، 416 اعتداء، بمعدل 2.5 حادثة في كل يوم.

في حين، سجلت "يش دين" منذ 2012 نحو 1256 اعتداء عنيفا من المستوطنين، كان من بينها 685 اعتداء جسديا و560 اعتداء على الممتلكات.

وبحسب أرقام جيش الاحتلال فقد سجل 135 اعتداء رشق بالحجارة من قبل المستوطنين خلال عام 2021 الماضي.

وذكرت منظمتي "السلام الآن" و"يش دين" أن نحو 63% من اعتداءات المستوطنين حصلت حول البؤر الاستيطانية، المنتشرة في الضفة الغربية، والتي يبلغ عددها 150 بؤرة.

وتساهم اعتداءات المستوطنين هذه في المزيد من الاستيلاء على الأراضي، وإبعاد ملّاكها من أهالي الضفة الغربية، فتساهم في عملية تسوية الأراضي وتقدم المستوطنين فيها، بحماية الجيش الإسرائيلي.