الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

"غانتس" يتحدث بصوت عالٍ..

التزايد السكاني لفلسطينيي الداخل.. هل يقضي على حلم "يهودية" الدولة؟

حجم الخط
فلسطينيو الداخل
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

انضم وزير الجيش الإسرائيلي وزعيم حزب أزرق أبيض، بيني غانتس، للأصوات الإسرائيلية المتعاقبة المتخوفة مما يُسمونه "يهودية الدولة" بسبب التفوق الديمغرافي لفلسطينيي الداخل المحتل، في ظل غياب حل سياسي.

وتتخوّف أصوات إسرائيلية من فقدان إسرائيل لـ "يهوديتها"، في ظل الفشل المدوي بتحقيق أهداف الإجراءات والسياسيات المتعبة بحق الوجود الفلسطيني في بلدات الداخل.

وتلخص تصريحات "غانتس" التي تداولها الإعلام مؤخرًا بتراجع جغرافي لليهود وتركزه بالوسط، مع إمكانية خسارة الشمال (الجليل) والجنوب (النقب).

وتزيد نسبة الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948 عن 20% من التعداد السكاني الكلي، ممثلا تهديدا وجوديا وفق ما يتداوله الخبراء ووسائل الإعلام، خاصة فيما يعرف بالمدن المختلطة التي يعيش فيها اليهود والفلسطينيين، مثل حيفا وعكا واللد والرملة، وسط وشمالي البلاد.

ويقدّر "غانتس" أنه وفي غضون سنوات قليلة، سيكون "اليهود" في وضع تتقلص فيه حدود "دولتهم" من جنوب تل أبيب إلى مدينة الخضيرة، وهي تعرف بالمركز، مع خسارة توشك أن تحدث للجليل والنقب وذلك يعني فقدان تل أبيب نفسها.

وفي تصريحات صحفية لرئيس "أركان الجيش الإسرائيلي" السابق غادي أيزنكوت قال: "إن ما أخشاه ليس الخطر الخارجي على إسرائيل، بل دولة ثنائية القومية تمثل نهاية الحلم الصهيوني ولا ينبغي أن تكون عبقرياً كبيراً كي تدرك معنى اختلاط ملايين الفلسطينيين داخلنا، إضافة إلى الوضع المعقّد لفلسطينيي الداخل".

يجدر الإشارة إلى أن الائتلاف الإسرائيلي الحاكم، يرفض فكرة "حل الدولتين"، ويطالب بإقامة حكم ذاتي محدود للفلسطينيين، وضم معظم أراضي الضفة الغربية لإسرائيل، فيما يخشى اليسار أن يؤدي ذلك إلى إقامة دولة واحدة، ثنائية القومية، تكون فيها الغلبة السكانية للفلسطينيين.

كابوس وهذيان!

رئيس لجنة المتابعة العليا في الداخل المحتل محمد بركة يصف القلق الإسرائيلي المتنامي من التفوق السكاني الفلسطيني بـ "كابوس الحركة الصهيونية"، بينما قانون القومية اليهودية ينفي وجود الشعب الفلسطيني.

ويعتبر "بركة" في حديث مع "وكالة سند للأنباء" أن "صنّاع القرار في إسرائيل يعانون من هذيان ديمغرافي، ويرون في كل فلسطيني يولد خطرًا عليهم، بينما الخطر الحقيقي يمثله العنصريين والمهاجرين الذين استولوا على البلد ويحاولون هندسة المستقبل بما يوافق هذيانهم".

وفي تعقيبه على تصريحات "غانتس" يُردف "بركة": "إنه يحارب على مكانه في اليمين العنصري وتصريحاته مجاهرة ومتوغلة في العنصرية؛ بسبب اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية".

ويزيد: "التصريحات حول ما يسمونه القنبلة السكانية ليست للاستهلاك وسط عودة لتيار الترانسفير والتهجير بدل العيش مع الواقع، وهي تصريحات تتناسق مع مرضهم الديمغرافي وأقرب للمجموعات النازية في أوروبا التي تستهدف كل الأعراق سوى العرق الأوروبي الأبيض" .

وفي عام 2016، أطلق الرئيس الإسرائيلي السابق رؤفين ريفلين، صيحات تحذير في كلمة أمام مؤتمر هرتسيليا، وسمي خطاب "القبائل الأربع التي يتألف منها المجتمع الإسرائيلي"، وهي العلمانية والدينية الصهيونية والدينية الحريدية وفلسطينيّي عام 1948.

كم أدلى غلعاد شارون، نجل آريئيل شارون بدلوه حول النمو السكاني للفلسطينيين في أراضي الـ48، معبرا في لقاءات صحفية عن قلقه من تحوّلات في الثقل الديموغرافي للفلسطينيين في إسرائيل، كما حذر من فقدان السيطرة في الشمال والجنوب، بوصفه بداية حل الدولة.

خطر أمني..

إلى ذلك يرى أستاذ التاريخ والخبير في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة، أن إسرائيل وقياداتها، يرون في القنبلة السكانية لفلسطينيي الداخل من أخطر المشاكل الأمنية في تاريخ حكوماتهم المتعاقبة.

ويضيف "جعارة" لـ "وكالة سند للأنباء": "الخطر الأول والأخير على إسرائيل هو النمو والوجود الفلسطيني في الداخل، والاحتلال لن يتمكن من التغلب عليه سوى بهولوكوست كامل يستهدف الوجود الفلسطيني في كل مكان".

بدوره، يشير المختص في الشأن الإسرائيلي محمد أبو علان إلى أن النمو السكاني دائم الحضور على طاولة صناع القرار الإسرائيلي ولا يتحدثون عنه كثيرا في العلن، يرافقه مخاطر الدولة الواحدة ثنائية القومية .

ويقول "أبو علان" لـ"وكالة سند للأنباء": إن "النمو السكاني يشكل الهاجس الكبير لإسرائيل، باعتباره خطرًا ديمغرافيًا لا حلول له لديهم".

وترتفع دعوات تعزيز التواجد اليهودي في الجليل شمالا والنقب جنوبا كمناطق حيوية ينبغي السيطرة عليها، عطفا على غياب الإقبال عليها، وهو ما استدعى مصادرة مناطق واسعة في النقب كمحميات طبيعية والدعوات لتجميع بدو النقب في مناطق سكنية لتسهيل السيطرة على أراضيهم، تبعًا للمختص "أبو علان".

وفي دراسة صدرت قبل أعوام عن معهد "دراسات الأمن القومي" بجامعة تل أبيب يقول: "إذا استمر السكان الفلسطينيون في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة في النمو بمعدل أسرع من السكان اليهود، فمن المتوقع أن يتغير هذا التوازن في مرحلة ما".