الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

جبل "الرأس".. بؤرة استيطانية تقلص مناطق الرعي بسلفيت

حجم الخط
الرعي في سلفيت
خالد معالي - وكالة سند للأنباء

يُقارع جبل الرأس غرب سلفيت المشاريع الاستيطانية، التي تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي من خلالها لبسط السيطرة على منطقة حيوية تحوي تنوعًا بيئيًا وزراعيًا وعددًا من الينابيع، بالإضافة لمحاولات شطر المدينة إلى نصفين، وفصل شمال الضفة الغربية عن وسطها.

الحاج نايف العزازمة (60 عامًا) يوصي أولاده دائمًا بعدم الابتعاد عن قطيع الماشية خلال رعيهم للأغنام، ويحذرهم من الاقتراب من البؤرة الاستيطانية التي جثمت مؤخرا على جبل الرأس، ولا ينسى أن يتأكد من حملهم لهواتفهم النقالة، للاتصال به في حال هاجمهم المستوطنون.

يقول "العزازمة" لـ "وكالة سند للأنباء" إن ساعات الرعي التي يقضيها أولاده مع ماشيتهم، تمر ثقيلة عليه وعلى أسرته، ولا يهدأ حتى يرى أبناءه قد عادوا بقطيع الماشية خاصتهم سالمين.

وتزداد مخاوف العائلة يوما بعد يوم، مع رؤيتهم لمنازل وبركسات المستوطنين وهي تزداد فوق جبل الرأس، وتقلّص مناطق الرعي لمواشيهم.

وعن فصول معاناتهم مع المستوطنين يُحدثنا: "كل يوم يأتي يحمل اعتداءً جديدًا من قبل المستوطنين، فتارة يتجولون بالقرب منا على الخيول، وتارة أخرى بالجرار الزراعي أو يتجولون مشاة للعربدة والاعتداء على المزارعين وطرد رعاة الأغنام، حاملين أسلحة خفيفة".

يمضي "أبو خالد" في سرد المخاطر التي يتعرضون لها: "في إحدى المرات سمعت إطلاق عدد من الرصاصات في منطقة رعي أولادي، فوضعت يدي على قلبي، وإذا بأولادي يأتون ركضا والخوف يبدو على وجوههم، حيث تعرضوا لإطلاق نار مباشر من مستوطن هاجمهم أثناء عملهم، وأجبرهم على إخلاء المنطقة".

تهديد مستمر

ويسكن قرابة 60 من رعاة الأغنام من "عرب العزازمة" وهم من بدو النقب، في منطقة جبل الرأس منذ ثلاثين عامًا، دون أن يعانوا من أي اعتداء، حتى استولى المستوطنون على المنطقة وأصبحوا عرضة للاستهداف والخطر اليومي".

وتعرب "أم خالد" زوجة العزازمة، عن مخاوفها وخشيتها من ازدياد اعتداءات المستوطنين، خلال عملها في تجهيز الأجبان ومشتقاتها، وتنظيف الحظائر، خلال النهار.

وتُردف: "المستوطنون يطالبوننا بالرحيل، ويدّعون أن جبل الرأس لهم، ويقولون لنا إن أردنا البقاء فعلينا نقل خيمنا إلى حدود بلدية سلفيت، لكننا نرفض ذلك لأنه يعني فقداننا لأرضنا ولمناطق الرعي".

عربدة بالسلاح

أما المزارع أحمد السلفيتي، والذي يملك عددًا من رؤوس الأغنام، فهو يخشى الذهاب لرعي أغنامه في المنطقة القريبة من البؤرة الاستيطانية، نتيجة تهديد المستوطن المسلح، والذي يطلق النار في الهواء وأحيانا باتجاه الرعاة والمزارعين لإجبارهم على المغادرة.

ويشير "السلفيتي" في حديث مع "وكالة سند للأنباء" إلى أن قوات الاحتلال تأتي عادة لحماية المستوطن في حال تصدى له الرعاة وتعتقلنا في حال دفاعنا عن أنفسها ومواشينا.

وضمن سلسلة الاعتداءات على المزارعين في "عرب العزازمة"، تعرضت خراف المزارع حسن بلاسمة للسرقة على يد المستوطنين، ويحدثنا عن تلك الواقعة: "تسلل أربعة مستوطنين لبركس صغير أملكه وأربي فيه المواشي، وسرقوا ثلاثة خراف ووضعوها في مركبة وفروا هاربين".

ويُضيف "بلاسمة" أنه لم يتمكن حتى الآن من استرجاع خرافه أو معرفة مكانها، لافتًا إلى أنهم لا يُحاسبون من شرطة الاحتلال بل تحميهم وتدعم تحركاتهم وسلوكهم.

المهندس الزراعي ابراهيم الحمد من سلفيت، يروي هو الآخر ما تعرض له من اعتداء، حيث حضر ثلاثة مستوطنين مسلحين برفقة كلابهم، وطلبوا منه ومن معه من عمال زراعيين مغادرة أرضه الواقعة أسفل البؤرة.

ويُكمل "الحمد" لـ "وكالة سند للأنباء": "كنا نعمل في أرضي تصل مساحتها قرابة عشرة دونمات، ومن ثم حضر المستوطنون وطلبوا منا المغادرة فرفضنا، وإذا بدورية للجيش تأتي وتطلب منا المغادرة".

ويُنبّه المهندس الزراعي، أن الأرض التي طردوا منها مستصلحة وفيها بئر أقيمت بدعم أوروبي للفلسطينيين.

خطر يتفاقم..

من جانبه، يقول رئيس بلدية سلفيت عبد الكريم ازبيدي، إن المساحات التي تسيطر عليها البؤرة الاستيطانية بجبل الرأس تبلغ ستة آلاف دونم، تبدأ من منطقة المحاجر وتصل حدود منطقة التل، ومنطقة الشلال، وهو ما يجعل قطاع الثروة الحيوانية والزراعية في خطر وانحسار بفعل التمدد الاستيطاني.

ويؤكد "ازبيدي" لـ "وكالة سند للأنباء": أن "البؤرة تتسع رويدًا رويدا، وتزداد معها اعتداءات المستوطنين على المزارعين والرعاة في المنطقة".

وشهد "جبل الرأس" اعتصامات ومسيرات احتجاجا على المصادرات والاعتداءت خلال الشهور الماضية، قابلها الاحتلال بالقمع الوحشي الذي أدى لإصابة عدد من المواطنين بجراحٍ متفاوتة.

إلى ذلك يوضح مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، أن "البؤرة الاستيطانية في جبل الرأس، والمستوطنات بسلفيت وعموم الوطن، تتسبب من خلال مواصلة توسعها بحسر وتقليص وفقدان مناطق رعي، والأراضي الزراعية".

ويُشير دغلس في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" إلى إن تلك الاعتداءات تسبب خسائر متراكمة للمزارعين ومربي الثروة الحيوانية، ما يزيد العبء على كاهلهم وقد يفقدهم مصدر رزقهم في أي لحظة.

مشروع استيطاني قديم

وعن بؤرة "جبل الرأس" كتبت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن سلطات الاحتلال شرعت بتنفيذ مخطط لبناء حي استيطاني جديد على بعد 2 كيلو متر من مستوطنة "آرئيل" في منطقة معزولة عنها.

ويشمل المخطط بناء 730 وحدة سكنية استيطانية في المرحلة الأولى، وأن بناء الحي الاستيطاني الجديد موجود منذ التسعينيات، وبعد حوالي 30 عامًا، تمت الموافقة عليه، وفق "هآرتس".

وأشارت إلى أن البؤرة الاستيطانية "نوف آفي" التي تقع حاليًا على التل حيث من المقرر بناء الحي الجديد، كانت في الماضي مركزًا لتظاهرات سكان سلفيت.

وعن خطورتها صرحت "هاجيت عفران" من حركة السلام الآن، بأن وزارة "الإسكان" الإسرائيلية استغلت خطة منذ 30 عامًا لتغيير قلب الضفة بشكل كبير، معتبرةً أن الحي الجديد بمثابة مستوطنة جديدة ستضر بشدة بنسيج الحياة في المنطقة وفرصة تحقيق حل الدولتين.

يُذكر أن محافظة سلفيت تُعاني من تغول استيطاني كبير، إذ يبلغ  عدد التجمعات الفلسطينية من بلدات وقرى، إضافة إلى مدينة سلفيت، 20 تجمعاً، بينما تُقام على أراضي تلك التجمعات 17 مستوطنة وثلاث بؤر استيطانية، وثلاثة مواقع عسكرية، وثلاث مناطق صناعية.