الساعة 00:00 م
الثلاثاء 16 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.7 جنيه إسترليني
5.32 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.77 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

على وقع التوتر بالقدس..

بالفيديو غزة على صفيح ساخن.. هل زادت احتمالات التصعيد؟

حجم الخط
صاروخ من غزة
غزة - وكالة سند للأنباء

على وقع التصعيد الإسرائيلي المتواصل منذ أيام في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، أُطلق مساء أمس صاروخ من قطاع غزة صوب مستوطنة أشكول المحاذية للقطاع، تبعه غارات إسرائيلية على مواقع للمقاومة الفلسطينية في خانيونس جنوبًا.

وفي وقتٍ لاحق من فجر اليوم الثلاثاء أعلنت كتائب القسام الذراع العكسري لحركة "حماس"، إطلاقها صواريخ "أرض جو" باتجاه الطائرات الإسرائيلية التي شنت عدة غارات على القطاع، وذلك لأول مرة منذ نوفمبر/ تشرين الأول 2012.

بناءً على ذلك، هل يُمكن القول بأن قطاع غزة دخل فعليًا على خط المواجهة؟، وأن الأمور تتدحرج إلى مواجهة عسكرية واسعة على غرار معركة مايو/ أيار 2021؟، مختصون عسكريون استبعدوا ذلك، وقرؤوا في أحاديث منفصلة مع "وكالة سند للأنباء" بهذه التطورات، مزيج من الرسائل السياسية والعسكرية على جبهة القطاع.

وتحذر الفصائل الفلسطينية، من تداعيات استمرار اقتحام المستوطنين لـ "الأقصى"، والاعتداء على المصلين فيه، متوعدة بـ "عدم الصمت، في حال تم تجاوز الخطوط الحمراء".

ومنذ بدء احتفالات عيد الفصح العبري الجمعة الماضي، يقتحم المستوطنون بشكلٍ متكرر باحات "الأقصى"، يسبقه اقتحام قوات كبيرة من شرطة الاحتلال للمسجد، يتخلله اعتداءات على المصلين وإفراغ للمسجد، ما يتسبب بحدوث مواجهات أسفرت عن إصابة العشرات واعتقال المئات.

المختص العسكري واصف عريقات، يؤكد أنّ هذه الرسائل مختلفة لاسيما مع إطلاق "القسام" الصاروخ الجديد "ستريلا" صوب الطائرات الإسرائيلية في سماء غزة، إذ يعد "خطًا أحمرًا" بالنسبة لإسرائيل، ورسالة جدية بامتياز.

ويقول "عريقات" إنّ تدني سقف الاستخدام الجوي الإسرائيلي في أي معركة قادمة، يمسّ بشكل جوهري أحد أهم مقومات ومقدرات التفوق العسكري الإسرائيلي"، وهذا بالنسبة لإسرائيل "خط أحمر لا يُمكن القبول به".

ويرجح أنّ تذهب إسرائيل لـ"عمليات جسّ النبض" بالقوة العسكرية، مضيفًا: "من الصعب أن تصمت إسرائيل على إطلاق الصاروخ، فهي بحاجة لاستكشاف المزيد مما لدى المقاومة، وهذا يضعها أمام خيارين كلاهما صعب ومر".

ويوضح "عريقات" أن إسرائيل اعتادت على معادلة أن "ثمة مجهول لدى فصائل المقاومة استخدم في معارك سابقة"؛ "لذلك فهي تخشى من أن يكون الصاروخ الأخير، مقدمة لأسلحة متطورة تفقدها عنصر المناورة".

في المقابل، وأمام احتمالية التصعيد في غزة، تحتاج إسرائيل لهدوء في القدس، _تبعًا لعريقات_ فـ "الأوضاع هناك باتت تشكل تحديًا حقيقيًا، خاصة مع تطورات المواقف السياسية والشعبية تجاه ما يجري".

ويلفت إلى أن إسرائيل لديها خشية حقيقية من انفجار الأوضاع بالقدس و"الأقصى"، وانتقالها إلى الداخل المحتل والضفة الغربية، كجبهتين تمثلان خاصرة رخوة لها، موضحًا أن "الجماعات الدينية الاستيطانية التي تقود حملات الاقتحام، تُنذر إسرائيل بتفكك جبهتها الداخلية، وهذا أيضا يمثل قلقا موازيا لها".

توحيد الجبهات..

إلى ذلك يقول المحلل السياسي حسن لافي، إن خيار توحيد الجبهات والدفاع عن القدس شيء لا يمكن الانفكاك عنه، مشيرا إلى أن "دور الصمت انتهى وكل الخيارات مطروحة في مواجهة ما تُخطط له حكومة الاحتلال".

لكن يستبعد "لافي" لجوء إسرائيل لعملية عسكرية واسعة في غزة، استنادا على الاشتعال القائم في الضفة، والخشية من تزايد العمليات الفدائية في مدن وبلدات الداخل، وبالتالي العودة إلى سيناريو مواجهة متعددة الجبهات.

ويتحدث "لافي" عن سبب آخر لا ترغب إسرائيل لأجله بالتصعيد، وهو "حالة عدم الاستقرار والتصدع التي يواجهها الائتلاف الحكومي بقيادة نفتالي بينيت، عقب تجميد "القائمة العربية" الموحدة عضويتها به، وما سبقه من استقالة عضو الائتلاف إيديت سليمان، ما أثر سلبًا على أغلبيتها بالكنيست.

ويُسهب: "في حال استمر التصعيد، وذهبت إسرائيل إلى قرار العملية الموسعة، هذا سيدفع بقوة القائمة العربية للانسحاب بشكل فعلي من الحكومة"، لافتًا إلى أن غالبية من استُهدفوا بـ "الأقصى" بالأيام الماضية هم من سكان الداخل، وغالبيتهم يشكلون قاعدة انتخابية للحركة الجنوبية.

ويورد أن استخدام المقاومة للصاروخ الجديد، يعبر عن تطور نوعي، مشددًا أن الشعب الفلسطيني في كل محطات تواجده يمكنه أن يمثل قدرة ردع حقيقية عبر الاشتباك الدائم مع الاحتلال في كافة نقاط التماس والمواجهة.

بدوره يعد المحلل العسكري يوسف الشرقاوي، استهداف المقاومة بمضاداتها الأرضية "تعبيرًا عن جهوزيتها الميدانية، بالإضافة إلى جهوزيتها بالدخول في مواجهة عسكرية مع الاحتلال الإسرائيلي".

ويُبيّن "الشرقاوي" أن الاحتلال راهن على تحييد جبهة غزة، مستعينًا بأدوات عديدة، لكنّ أحداث الليلة تشير إلى وجود رسالة واضحة مفادها "بأن غزة تتجاهل التهديدات الإسرائيلية، ومطالبات الوسطاء بعدم الرد".

ويزيد أن "هذه التطورات تمثل رسالة واضحة أنّ غزة يمكنها الانخراط بشكل فعال اذا ما تطورت الأحداث، لتؤكد أنها ليست بمنأى عن تحقيق أهداف معركة سيف القدس، أبرزها توحيد جبهات المواجهة".