الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتزايدة

العمليات الفردية.. لهيب ثأر تضع الضفة على صفيح ساخن

حجم الخط
غزة - وكالة سند للأنباء

تشهد الضفة والقدس، في الفترة الأخيرة حالة تصاعد كبيرة وواضحة في العمليات الفردية التي ينفذها مقاومون فلسطينيون، والتي أوجدت قلقاً واضطراباً بالغَيْن لإسرائيل ومؤسساتها السياسية والعسكرية والإعلامية.

وشكلت عمليات "المقاومة الفردية"، رقماً صعباً في مواجهة جرائم الاحتلال، حيث يفشل دائماً في توقعها أو الحد منها نظراً لعدم اتخاذها الشكل المتعارف عليها من العمليات المنظمة.

ليلة أول أمس، كانت نقطة فارقة في العمليات الفردية التي شهدتها الضفة، حيث تعرضت قوة من جيش الاحتلال لإطلاق نار تجاه حاجز "حوارة" دون إصابات، وإطلاق نار تجاه عدد من جنود الاحتلال في قرية برقة في نابلس.

وتمكن شبان فلسطينيين من إلقاء زجاجات حارقة تجاه الجيش بالقرب من حاجز دوتان جنوب جنين، وأخرى تجاه الجيش قرب قلقيلية، وتجاه مستوطنة بيت إيل في رام الله.

كما تمكن شبان من إطلاق نار على مستوطنة بيسغوت رام الله، وتضررت حافلة للمستوطنين بعد رشقها بالحجارة بالقرب من حزما، وإلقاء زجاجة حارقة على سيارة للمستوطنين بالقرب من غوش عتصيون قرب بيت لحم.

ارتفاع كبير

ولا يكاد يمر أسبوعٌ حتى نسمع من هنا أو من هناك عن حالة مقاومةٍ فرديةٍ؛ وبدأت موجة العمليات الحالية في 17 تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي بعملية طعن في القدس، نتج عنها إصابة جنديين في البلدة القديمة بجراح متوسطة وارتقاء منفذها.

وفي 21 من نفس الشهر، نفذت عملية إطلاق نار في البلدة القديمة من القدس، تسبب بمقتل جندي وإصابة 4 آخرين بجراح واستشهد منفذها.

وبذات اليوم، أصيب مستوطن بجراح متوسطة بعملية طعن في مدينة يافا وجرى اعتقال المنفذ.

وفي 4 ديسمبر/ كانون أول الجاري، نفذ فلسطيني عملية دهس قرب باب العامود بالقدس، متسببًا بإصابة مستوطن بجراح خطيرة وأعدم في المكان.

وفي  6 ديسمبر الجاري، نفذ فلسطيني عملية دهس على حاجز للجيش قرب طولكرم، إذ هاجم الحاجز بسرعة تفوق 100كم في الساعة، فأصاب جنديًّا بجراح ما بين متوسطة إلى خطيرة، وجرى استهدافه فاستشهد في المكان.

وفي 8 ديسمبر، أصيبت مستوطنة إسرائيلية، بجراح "طفيفة" في عملية طعن، نفذتها فتاة فلسطينية بالقدس.

16 ديسمبر، قتل مستوطن إسرائيلي، وأصيب اثنين آخرين، في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "حومش" الواقعة بين نابلس وجنين.

18 ديسمبر، أصيب مستوطن في عملية طعن على حاجز إسرائيلي في محافظة الخليل جنوب الضفة.

وفي 20 ديسمبر، تعرضت قوة من جيش الاحتلال أثناء اقتحامها السيلة الحارثية لإطلاق نار كثيف، فيما جرت مواجهات رشق خلالها عشرات الشبان الجنود بالحجارة.

وقال شهود إن المقاومون تمكنوا من تفجير عبوة ناسفة بآلية عسكرية لقوات الاحتلال في البلدة، دون معرفة نتائج العملية.

وأطلق مسلحون، النار على حاجز الجلمة العسكري شمال جنين مرتين في أقل من نصف ساعة، وتمكنوا من الفرار من الموقع.

وفي 21 ديسمبر، استشهد فلسطيني، بعد تنفيذه عملية دهس قرب حاجز دوتان قرب جنين، فيما أصيب جنديان إسرائيليان بجراح طفيفة.

كبح جماح المستوطنين

من جانبه، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي باسم أبو عطايا، أن السر وراء تزايد العمليات في الآونة الأخيرة، هو ارتفاع اعتداءات المستوطنين وزيادة عدد المستوطنات في الضفة، والتعدي المستمر على حرمات وممتلكات الفلسطينيين.

وأضاف أبو عطايا في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أن ما تقوم به إسرائيل على مستوى الحكومة فيما يخص الحرم الإبراهيمي والأسرى ومدينة القدس، وزيارة الرئيس الإسرائيلي إلى الحرم الإبراهيمي الشريف، وتدنيس الأماكن المقدسة للمسلمين كل هذا كان بحاجة إلى رد فعل.

وأشار إلى انتهاكات سلطات الاحتلال ضد الأسرى داخل السجون، وخاصة الاعتداء على الأسيرات كل هذه الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال كان لا بد ألا تمر بدون ثمن.

مقلقة جداً لإسرائيل

وقال أبو عطايا، إن هذه العمليات وإن كانت فردية فهي مقلقة جداً للاحتلال، على عدة مستويات: أولها المستوى الاستخباري والأمني، فهناك اختراق أمني كبير يتم من خلال هذه العمليات، بحيث أنه لا يمكن للاستخبارات الإسرائيلية أن تتوقع مكان العملية ومتى وقوعها ومكانها.

وأضاف "كون هذه العمليات فردية وغير مخطط لها بشكل جماعي، فإنه متى يقرر صاحب العملية تنفيذها ينفذها وغالبا ما تنجح هذه العمليات".

وبين أن هذه العمليات تعمل على فقدان الثقة لدى الشارع الإسرائيلي في الأجهزة الأمنية التي لا تستطيع أن توقف و لا تمنع مثل هذه العمليات.

وأرف أبو عطايا، أن مثل هذه العمليات توجد حالة من عدم الرضا، من قبل المستوطنين الذين يشعرون بأنهم لا يستطيعوا أن يحصلوا على الأمن في ظل هذه الكتائب وهذا الجيش الكبير، الذي يحاول أن يوفر لهم الحماية على كل مفترقات الضفة الغربية.

ولفت الخبير في الشأن الإسرائيلي، إلى أن التخوف الأكبر أنه لدى الاحتلال قناعة بأنه يمكن أن تتحول هذه العمليات الفردية إلى عمليات جماعية كما حصل في عام 2015، عندما كانت هناك ثورة السكاكين ثم تحولت إلى العمليات التفجيرية، ثم المقاومة الشاملة والتي أوقعت خسائر كبيرة في جيش الاحتلال.

وبين أن التأثير الآخر هو أن الحكومة الحالية برئاسة نفتالي بينيت هي حكومة ضعيفة وآيلة للسقوط في أي لحظة، بمعنى أنه إذا استمرت هذه العمليات في الضغط على هذه الحكومة دون أن يكون هناك رد فلن يكون الزمن في مصلحة نفتالي بينيت.

الأمور متجهة للتصعيد

من جانبه، يعتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر مخيمر أبو سعدة، أنه إذا استمرت إسرائيل بإجراءاتها الحالية، المضايقات في المسجد الأقصى ومحاولات طرد الفلسطينيين من بيوتهم في الشيخ جراح، واعتداءات المستوطنين فهذا سيولد موجة مزيد من العمليات.

وتحدث أبو سعدة لـ"وكالة سند للأنباء"، عن توثيق  منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتسيلم" لاعتداءات المستوطنين المتطرفين على الفلسطينيين المدنيين، "لدرجة حتى أن المسؤولين الأمريكيين في لقاءاتهم مع القيادات الإسرائيلية، بدأوا يثيرون إرهاب المستوطنين واعتداءاتهم المتكررة".

وأضاف "أعتقد أن مسألة الهدوء الذي يحاول الاحتلال أن يبحث عنها في الضفة الغربية، وطالما هو نفسه تحدث واستخباراته العسكرية أن هذا الهدوء هو هدوء زائف".

تخوفات إسرائيلية

من جانبها، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن إسرائيل تتخوف بشكل كبير من إمكانية حدوث مزيد من التصعيد للأوضاع الأمنية في الضفة الغربية والقدس، وامتدادها للداخل الفلسطيني.

وبحسب الصحيفة، فإن المستوى السياسي والمؤسسة الأمنية والعسكرية، ناقشت إمكانية حدوث مثل هذا التصعيد، وخطر امتداده إلى الأراضي المحتلة عام 1948، كما حدث في العدوان الأخير على قطاع غزة.

وأشارت إلى أنه تم تكثيف حالة التأهب على الحواجز، وكذلك على طول الأراضي المحتلة عام 1948، وتم اتخاذ خطوات نحو إمكانية تعزيز القوات في الإسرائيلية في القدس والضفة الغربية.

ووفقًا للصحيفة، فإنه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لم تجد لمنفذي العمليات الأخيرة أي ارتباط بالفصائل الفلسطينية، وأن الهجمات نفذت بشكل فردي بما فيها تلك التي وقعت في البلدة القديمة وأدت لمقتل إسرائيلي على يد الشهيد فادي أبو شخيدم من قادة حماس المحليين.

وبينت أن هناك مخاوف من تنفيذ مزيد من الهجمات كتقليد للعمليات الأخيرة، وبما يشبه موجة الهجمات الفردية التي بدأت في أكتوبر/ تشرين أول 2015.