الساعة 00:00 م
الأحد 20 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

وجبة من السم يوميًا.. الطهو على نيران البلاستيك خيار المضطر في غزة

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

بالصور شاركا بالاعتكاف.. مسنان عربيان لم يسلما من إرهاب الاحتلال في "الأقصى"

حجم الخط
المسنان حسين زكريا ونزيه ريان
مجد محمد - وكالة سند للأنباء

على ثرى القدس وتحديدًا في ساحات المسجد الأقصى المبارك، نزفت دماء المسن السوداني حسين زكريا، في حين لم يحتمل قلب الأردني نزيه ريان ما شاهده، في الهجمة التي نفذتها شرطة الاحتلال ومستوطنون فجر يوم الجمعة الماضية على المصلين، في مشهدٍ جسّد الوحدة العربية والإسلامية بوجه آلة الإرهاب الإسرائيلي.

وبالرغم من اتفاقيات التطبيع العربي الموقعة مع إسرائيل، ومحاولات الأخيرة تقزيم مكانة وقضية القدس و"الأقصى"، إلا أنها تبقى الأولى والحية في قلوب الشعوب على اختلاف ثقافتهم وجنسياتهم.

وفجر الجمعة اقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال المسجد الأقصى واعتدت بشراسة على مئات المصلين داخله، وأصابت أكثر من 200 مصل، وكان السوداني "زكريا" قد أُصيب برصاص مطاطي في الرأس، بينما أصيب الأردني "ريان" بجلطة قلبية، ونُقلا على إثرها لمستشفى المقاصد بمدينة القدس.

ويقول هارون البشير، وهو من أقرباء المصاب "زكريا"، إنه من سكان حي الصحافة جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، وغادر إلى فلسطين قبل 8 أعوام، بحثًا عن فرصة عمل، مشيرًا إلى أنه اعتاد الصلاة والرباط بشكلٍ دائم في "الأقصى"، خاصة في شهر رمضان المبارك.

ويحمل "زكريا" البالغ من العمر 64 عامًا، شهادة البكالوريوس في علم الاقتصاد من إسبانيا، وهو غير متزوج وليس لديه أبناء، بحسب ما أورده "البشير" لـ "وكالة سند للأنباء".

ويُضيف أن المسن "زكريا" أُصيب برصاصة مطاطية إسرائيلية قرب أذنه اليسرى، مما تسبب بكسر جمجمته وإحداث نزف في دماغه وأنفه، ولا يزال بسببها يرقد على سرير العلاج في المستشفى، مؤكدًا أن حالته الصحية "مستقرة وسيُغادر المستشفى في وقتٍ قريب".

278574880_795434071428793_8386077046429063351_n.jpg
 

ورغم ظروفه الصحيّة وغيابه على الوعي لساعات نتيجة مضاعفات إصابته، إلا أن الكلمات الأولى التي نطقها وظل يرددها على سرير المستشفى "الأقصى.. الأقصى".

ويلفت "البشير" إلى أنهم تلقوا خبر إصابة "زكريا" عن طريق ابن شقيقته المقيم في روسيا، بعد نشر صورته على أحد المواقع والتعرف عليه، فتواصل بدوره مع أحد أصدقائه بالقدس الذي "أكد الخبر وطمأننا على صحته".

وبنبرة تعبّر عن حبّ ورغبة بالتضحية، يؤكد "ضيف سند": أن "الأقصى هي قضية كل مسلم، وأغلب الشعب السوداني تهمه بالدرجة الأولى القضية الفلسطينية، ولو فتحت أبواب الجهاد لكنت أول المجاهدين من الشعب السوداني؛ فالأقصى قضية دين في المقام الأول".

وكانت وزارة الخارجية السودانية، أعربت عن إدانتها واستنكارها لاقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين الفلسطنيين العُزَّل.

"هذا الشبل من ذاك الأسد"

وبالعودة إلى تاريخ عائلة السوداني حسين زكريا، يتضح مدى حبها ودفاعها عن فلسطين، فقد كان والده "إبراهيم"، من المحبين لقضية القدس، وجاهد في فلسطين خلال حرب 1967 حتى لقب حينها بـ "إبراهيم فلسطين"، وتوفي في السودان، وفق المؤرخ والباحث الفلسطيني أسامة الأشقر.

ويقول "الأشقر" لـ"وكالة سند للأنباء" إن المصاب "زكريا" بقي وفياً لنهج والده، حيث جاء إلى فلسطين قبل سنوات في قصة طويلة، وكان ضمن آلاف قد وصلوا عن طريق التهريب إلى هناك، لكن سلطات الاحتلال لم تمنح واحداً منهم أيّ لجوء أو وضع قانوني.

وكان "الأشقر" قد كتب على صفحته بفيسبوك أن حسين زكريا يرقد في العناية المكثفة بمستشفى المقاصد، بمدينة القدس داعيًا إلى زيارته ومؤازرته، حتى أصبح قضيته محط الأنظار والمساندة، ولاقت تفاعلاً كبيراً من شخصيات مقدسية وأعربوا عن تقديرهم للتضامن السوداني مع فلسطين.

278784449_360025509513126_936312286777157622_n.jpg

278533520_719843662375885_4528126598487390626_n.jpg
 

وفي السياق يُشدد "الأشقر" أن "قضية التطبيع مع الاحتلال مسألة لا مستقبل لها إذا كان ثمة حريات سياسية في أي بلد عربي، فالحواجز مع هذا المحتل أكبر من أن تتجاوزها أخلاق الشعوب ومشاعرهم العميقة".

من المستشفى إلى "الأقصى"

"حب الأقصى يسري في العروق"، مشاعر تجسّدت في الحاج الأردني نزيه ريان (65 عاماً)، بعد خروجه من مستشفى المقاصد باتجاه المسجد الأقصى مباشرة، بعد خضوعه للعلاج والمراقبة الطبية إثر إصابته بجلطة قلبية، خلال مواجهات الجمعة.

وقال "ريّان" في فيديو مصور انتشر لها: "سأبقى معتكفًا في الأقصى حتى نهاية شهر رمضان المبارك، وقد اعتدت على ذلك منذ ثماني سنوات".

278641953_386349016732810_7223887490138072239_n.png
 

وعن إصابته تحدث: "لم أُصب بقنبلة أو عيار مطاطي ولم يتم الاعتداء عليّ بالضرب، لكن المشاهد التي رأيتها أمامي قاسية ومؤلمة، استباحة الأقصى، الشبان وهم على الأرض، ملاحقة النساء واحتجازهم،  كل ذلك أوجعني بشدة وأبكاني".

وبمشاعر الانتماء والارتباط بـ "الأقصى" يُردف: "الأقصى في دمي وهو جزء مني، وقد خرجت من المستشفى إلى باحاته من جديد، وأهم شيء أن أكمل الاعتكاف في مكاننا المقدس وقبلتنا الأولى، التي لا يمكن الاستغناء عنها، ونفديها بأرواحنا".

نماذج مشرفة

وعلى مدار التاريخ، استشهد المئات من جنسيات عربية وأجنبية مختلفة، دفاعاً عن القضية الفلسطينية، مسطرين قصصاً من البطولة والفداء، وتابعت وحدة البيانات في "وكالة سند للأنباء"، إحصائيات الشهداء العرب والأجانب في الفترة ما بين 1948 لـ 1970 وجاءت على النحو التالي:

الشهداء أردنيون بلغ عددهم 1211، أما العراق فقد ارتقى من شبابها 74 شهيدًا، ومصر 925 شهيدًا، وسوريا 333 شهيدًا، بينما استشهد من اللبنانين في ذات الفترة 14 شهيدًا، و21 من اليمن، و155 آخرين من السعودية.

أما عدد الشهداء الأتراك في الفترة ذاتها فقد بلغ  5 شهداء، بالإضافة لـ 23 شهيدًا من الأرمن، و3 من يوغسلافيون، واثنان من أسبانيا.