الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

الشاليهات السياحية بالأغوار.. تهديد لرئة المزروعات الإنتاجية

حجم الخط
أحد الشاليهات في الأغوار
نواف العامر -وكالة سند للأنباء

على حساب الأراضي الخضراء والإنتاج الزراعي الوفير، تجتاح الشاليهات السياحية منطقة الأغوار قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، لتمتد الأعمال العمرانية وتقلّص من الأراضي الزراعية الخصبة، وسط صيحات التحذير من مخاطر توسعها على الزراعة والمياه في المنطقة.

ويجمع مزارعون ورؤساء هيئآت محلية على المخاطر الجدية الناجمة عن توسع الشاليهات السياحية باضطراد دون متابعة من الجهات الرسمية ذات العلاقة .

وخلال السنوات الأربع الأخيرة، انتشر بناء الشاليهات السياحية في الضفة، لا سيما في منطقة الأغوار قرب نابلس، حيث يجني أصحابها ربحًا وفيرًا من خلال تأجيرها للرحلات العائلية بفصلي الربيع والصيف للاستجمام والسباحة.

تهديد الرئة الإنتاجية

الحاج سمير حمود من وادي الفارعة، وأحد كبار المزارعين في منطقة سهل سميط بالأغوار، يُحذّر من استمرار بناء الشاليهات، مؤكدًا على أنها تتزايد على حساب الإنتاج الزراعي الحيوي الذي يمثل رئة إنتاجية لزراعة الخضروات المغذية لأسواق الضفة.

ويعبّر "حمود" في حديث مع "وكالة سند للأنباء" عن خشيته من "ضياع المنطقة خدمة لحيتان الشاليهات" وفق وصفه، مضيفا: أن "البناء ابتلع مساحات كبيرة الأراضي الخصبة وهذا يُهدد الزخم الإنتاجي الزراعي العضوي".

وتسابق أعمال البناء الزمن، لإعمار المزيد من الشاليهات في استقبال فصل الصيف للاستجمام، بينما يجني مالكو الشاليهات مبالغ مالية باهظة من الزبائن، بحسب "حمود".

239699752_2597031447270333_6280101758585523023_n.jpg
 

ويقصد المتنزهين منطقة الأغوار الوسطى خلال فصلي الربيع والصيف؛ نظرًا للأجواء الملائمة للاستجمام والسباحة، فيما تشهد المنطقة تغييرات عقارية ونموا شرائيا لمساحات واسعة من الأراضي وبيعها مجزأة للموظفين ورجال الأعمال والمستثمرين الراغبين بأسعار باهظة.

توقعات بتوقف الانتاج

من جانبه، يتوقّع رئيس المجلس المحلي لبلدة العقربانية خليل أبو رواع انحسارا كبيرا للأراضي الخصبة والزراعة جراء تمدد الشاليهات، قائلًا: "إنه خلال الأعوام العشرة القادمة سيتوقف إنتاج الخضروات في أغوار نابلس إذا ما بقي الحال على ما هو عليه من توسع عمراني لصالح الشاليهات" .

ويفيد "أبو رواع" لـ "وكالة سند للأنباء" بأن عدد الشاليهات يقارب الـ300 شاليه بين ما هو قائم وعددها حوالي 150، وقيد الإنشاء مثلها، واصفًا العدد بـ "الكبير" مقابل عدد سكان المنطقة.

ويبيّن أن 80% من الأراضي الخصبة تم ابتلاعها على مدار عشرين عاما لصالح البناء والإعمار من خارج المنطقة.

وتبلغ مساحة أراضي أغوار نابلس تِبعًا لتقديرات "أبو رواع"، حوالي 30 ألف دونم، وتشمل تجمعات العقربانية والنصارية وبيت حسن وسهل سميط وعين شبلي .

غياب الرقابة

وتؤرق ظاهرة الشاليهات الأهالي في ظل غياب الرقابة السياحية الرسمية لها بحسب "أبو رواع". متسائلا: "هل هناك فعلًا ترخيصًا رسميًا لها أم أن الحبل ترك على غاربه؟" .

ويتفق المزارع جمعة مساعيد مع "أبو رواع" في الخطر المحدق على الأراضي الخصبة والإنتاج الزراعي وانعكاس ذلك على ارتفاع أسعار الخضراوات.

ويُشير "مساعيد" لـ "وكالة سند للأنباء" إلى أن "حاجة الشاليهات لمياه السباحة على حساب المزروعات ترتفع، ما يسبب بارتفاع أسعار الخضروات وأثمان المياه".

ويطالب بالمزيد من الاهتمام بحاجات المنطقة وضبط إيقاع البناء السياحي وترخيصه بما "لا يؤثر على الزراعة والأرض والتماسك المجتمعي فيها".

غياب القوانين

بدوره، يقول مدير مكتب وزارة السياحة بمحافظة نابلس حسان اشتية إنه لا علاقة لدائرته بعملية الترخيص للشاليهات؛ لعدم وجود نظام وقانون ينظم الظاهرة ويعالجها، بينما يوجد مقترحات قوانين يجري العمل عليها .

ويوضح اشتية لـ"وكالة سند للأنباء" أن الشاليهات أقيمت على ملكيات خاصة وتم ترخيصها كأبنية من الحكم المحلي دون الرجوع للسياحة، وأقيمت على حساب الأرض الزراعية الخصبة.

عشوائية ربحية

إلى ذلك يقر الخبير المائي والبيئي ورئيس مجموعة الهيدرولوجيين في شمال الضفة سامي داوود بأن ظاهرة الشاليهات أثرت على مساحة الأراضي المروية والزراعية كونها عشوائية ربحية، ويرافقها حفر آبار جوفية عشوائية دون تنظيم أو ترخيص .

ويُكمل "داوود" لـ"وكالة سند للأنباء": "أن هناك ضخ جائر للمياه نحو الشاليهات التي تخلطها بالكلور والأدوية، وتلقي بها بعد فترة في الأودية القريبة، وتترك أثرها الضار على منسوب المياه السطحية القريبة من التربة".

ويكشف أن بناء الحفر الامتصاصية التابعة للشاليهات يلقي بظلاله على نوعية المياه السطحية وكميتها مع معاناة المنطقة أصلا من شح المياه.

وينوه إلى أن "الاستهلاك غير مسؤول للمياه سيتسبب بحدوث أزمة مائية خلال الأعوام الخمسة القادمة إن لم يتوفر بديلا جديدًا".

278366597_1073879903165277_4308424563430399407_n.jpg
 

أما عمار معلواني مالك أحد الشاليهات، يقول في معرض رده على استنزاف مياه الأغوار: "نأخذ حصص المياه بعد توزيعها على المزارعين، وتتم عملية فلترة لها على مدار الساعة، بالتالي لا توجد عملية هدر للمياه مع عمليات فحص مخبرية دائمة لضمان السلامة العامة".

ويلفت  إلى أن الشاليه الخاص به يقع ضمن مجموعة شاليهات في دائرة واحدة بواقع 20 شاليها في منطقة سهل سميط .

ويبيّن "معلواني" لـ "وكالة سند للأنباء" أنه تمت عملية المطالبة بالترخيص للشاليهات من قبل ستة وزارات، مردفًا: "نحن في انتظار سن قانون لها من مجلس الوزراء، بينما تقوم الشرطة السياحية بالزيارات والمتابعة في المنطقة".