الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

عن تطبيق "كافي 24"..

غزيون يهربون من شِباك الحصار لفخ النصب الإلكتروني

حجم الخط
تطبيق كافي 24
مجد محمد- وكالة سند للأنباء

هربًا من واقع يبخل عليهم بحياة كريمة، وقع عشرات من شباب قطاع غزة مؤخرًا ضحايا الإغراء بالربح الكبير والسريع، عبر أساليب احتيال ونصب جديدين، من خلال مواقع تجارة إلكترونية مجهولة المصدر، لإيقاع الضحية وسرقة أمواله.

آخر هذه الأساليب كان تطبيق "كافي 24"، الذي انتشر بصورة كبيرة بين الشباب الغزي، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 16 عامًا على التوالي، متسببا بتفاقم الأوضاع المعيشية الصعبة للمواطنين، ما دفعهم للبحث عن بدائل لتوفير لقمة العيش وإن كان بعضها غير آمن أو موثوق.

280377629_1358481927966680_4544971715000241276_n.jpg

ويطلب التطبيق من المشتركين بعد الدخول إلى الموقع بالضغط المستمر على الإعلانات لجني أرباح بصورة أكبر، ووضع 100 دولار أمريكي فيحصل على 100 أخرى، لتتولد لدى "الضحية" المطامع بوضع "ذهب زوجته، ورثة والده، ثمن سيارته"، دون إدراك حقيقة عملية الاحتيال التي يتعرض لها في ذات الوقت.

ليس الوحيد!

المختص الاقتصادي أحمد أبو قمر يشير إلى أن تطبيق "كافي 24 " ليس التطبيق الوحيد الذي يقوم على النصب والاحتيال، وأن هناك عشرات التطبيقات إلا أنه التطبيق الذي لاقى رواجاً كبيراً في قطاع غزة وبالأخص في مخيم البريج وسط القطاع.

ويوضح "أبو قمر" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن التطبيق لا يوفر أي استثمار حقيقي لكي تحصل على أرباح، ولكن العملية عبارة عن وهم يتمثل في أن "الضغط على الترويج للسلع، سيزيد رأس المال، ولكنه بالحقيقة هي أموال مشتركين آخرين – ضحايا- في نفس البرنامج ويتم تداولها بينهم".

ويذكر أن أي مشروع استثماري له أسس يجب أن يقوم عليها من خلال معرفة المصدر الذي ترسل له الأموال، وليس كتطبيق 24 الذي يأخذ الأموال عبر "بيتكوين" وهي أيضا مجهولة المصدر،

ويُسهب المختص: "أي عملية استثمارية يجب أن تعتمد على مبدأ الربح والخسارة، بينما يقوم تطبيق كافي 24 غير معروف الجهة التي تقف خلفه أو الاستثمارات التي تقوم بها".

ويكمل: "قبل أيام بدأ التطبيق بتجميد سحب الأموال، تمهيداً لإغلاق البرنامج وسرقة الأموال من المحفظة"، لافتاً إلى أن البرنامج يعمل منذ سنوات ولكن بمسميات مختلفة وعبر حجز أكثر من مساحة على الشبكة العنكبوتية، وفي حال تم اكتشاف أي موقع يتم الانتقال للآخر.

ولا تختلف آلية عمل التطبيق كثيراً عن التسويق الهرمي، والذي يستخدم المحتال بعض الأموال التي جُمعت لسداد حصص المشاركين الأوائل، والاحتفاظ بمعظم الأموال لنفسه، لكن في حال عدم العثور على عدد كافٍ من المشاركين الجدد، فسيتعطل النظام وينهار مخلفاً وراءه ضحايا بالآلاف، تبعًا للمختص "أبو قمر".

ويستذكر قضية "الدولار المجمد" إبان حرب الخليج عام 1991م، وسرقة البنك المركزي، في حين جرى تطبيق نفس القضية في حرب ليبيا عام 2011، والذي كان عبارة نصب واحتيال، مردفًا: "حالياً يتم استنساخ طرق أخرى للنصب بوسائل جديدة، وكلما انكشفت طريقة يتم البحث عن أخرى".

ويوجه "أبو قمر" نصيحته للمواطنين بعدم وضع أموالهم في أي تطبيق، إلا بعد السؤال عنه مراراً وتكراراً والتأكد من مصدره من أهل الاختصاص، والتأكد أنه ليس هناك في التجارة مصطلح "ربح مطلق وسريع".

صعوبة ملاحقتها

من جانبه، يقول مدير عام السياسات والتخطيط في وزارة الاقتصاد الوطني أسامة نوفل، إن مثل هذه التطبيقات التي تكون عبر الإنترنت ولا يوجد لها أي مراكز في قطاع غزة، لا يمكن محاسبتها، إنما "كنا نحذر المتعاملين مع هذا التطبيق وغيره من العملات الرقمية، بأنها عبارة عن نصب واحتيال".

ويكشف "نوفل" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن وزارته في بعض التطبيقات مثل التسويق الشبكي و"فوركس"، أغلقت مكاتبهم، ومكاتب التدريب على العملات الرقمية في القطاع، وإحالة بعض القضايا للنيابة العامة"، مشيراً إلى أن تطبيق "كافي 24" مصدره كوريا ومن الصعوبة ملاحقتها.

وينوه إلى أن الوزارة حذرت المواطنين كثيرًا، من التعامل مع أساليب الاحتيال التي تستغل ظروف الناس الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة.

ضحايا للتطبيق

"أحمد.س" من قطاع غزة، أحد ضحايا التطبيق، يقول إنه تعرض للخداع والنصب عبر تطبيق "كافي 24"، بعد وضعه 100 دولار أمريكي قبل أيام من إيقاف السحب المفاجئ عبر التطبيق، والذي وصل نسبة الربح لديه 473 دولار.

ويضيف "أحمد" لـ"وكالة سند للأنباء"، إن الربح السريع هو ما أغرى الشباب، ودفع البعض منهم إلى تبديل قطعة أرض بحسابين في "كافي 24"، وآخر قام ببيع سيارته مصدر رزقه للاشتراك في التطبيق والحصول على الربح الوهمي السريع.

أما الشاب أنس (23 عاماً)، يتحدث أنه وضع 100 دولار في التطبيق قبل حوالي أسبوعين، لكنه تمكن من سحب رأس ماله قبل إغلاق البرنامج بأيام قليلة، في حين لم يتمكن من دخلوا على اسمه من سحب رأس أموالهم.

ويكمل في شرح تجربته مع التطبيق لـ"وكالة سند للأنباء": "بات التطبيق يطلب في الآونة الأخيرة بعض الضرائب على السلع، وطرح بعض المبررات الواهية بأن هناك إشكاليات مع الحكومة في التعامل مع البرنامج".

ولا تتوقف خسائر هذه التطبيقات على الناحية المادية، تبعًا لـ "أنس"، بل تمتد لتشمل العلاقات الاجتماعية، قائلًا: "محاولات إقناع الآخرين مثل المعارف والأصدقاء، تتسبب بخسارة هذه العلاقات لأن النتيجة تساوي صفرا، فلا مال ولا مُنتَج مفيد ولا عمولات، والتسويف هو دوما الطريقة لإجبارك على الاستمرار".