الساعة 00:00 م
الثلاثاء 06 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.8 جنيه إسترليني
5.09 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.08 يورو
3.61 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

الاحتلال يمنع إدخال الحليب.. موت آخر يُطارد أرواح 3500 طفل في غزة

"ليشيم".. شُرفة "الدولة العبرية" والمسمار الأخير بنعش الدولة الفلسطينية

حجم الخط
مستوطنة
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

فوق التلال المصادرة من قرى كفر الديك وبرقين ودير بلوط ورافات قرب سلفيت شمال الضفة الغربية، يُدَق المسمار الأخير في نعش الدولة الفلسطينية، عبر مواصلة البناء في مستوطنة "ليشيم" والتي تعني "شرفة الدولة.

الصحفيان الإسرائيليان "جدعون ليفي" و"اليكس ليباك" من صحيفة "هآرتس"، حملا رؤية استشرافية تنبئ بالدور والهدف الذي أقيمت من أجله مستوطنة "ليشيم"، وقالا في تقرير لهما: "يُستكمل التواصل الجغرافي من الشاطئ حتى أريئيل، ومن هناك إلى مفترق تفوح "معاليه أفرايم" وغور الأردن، خط مباشر وواضح لتقسيم الضفة الغربية، ولوضع عصا أخرى في عجلة الفرصة الأخيرة الضعيفة لإقامة الدولة الفلسطينية".

وكشف التقرير عن رغبة إسرائيل ببناء المستوطنة، وتتلخص مهمتها بالقضاء على حلم دولة فلسطين إلى الأبد.

وخلص "ليفي" و"ليباك" إلى أنه وبعد الانتهاء من بناء مستوطنة "ليشيم" ودخول الآلاف من المستوطنين إلى شققها الجديدة الـ600، ستكون الفرصة أمام مستوطنة "أريئيل" وبناتها الاعتراف بها ككتلة، وسيكون هناك إجماع إسرائيلي على ضرورة عدم إخلائها إلى الأبد، وبالتالي "موت الدولة التي لم تولد أبدا وهي فلسطين"، حسب قولهما.

وقالت الصحيفة، إن مستوطنة "ليشيم" التي يتم بناؤها على التلال المحيطة بالقرى الفلسطينية التي تم مصادرتها (كفر الديك، بروقين، دير بلوط ورافات )، ستقضي على حل الدولتين إلى الأبد.

من ناحيتهم، يرى خبراء فلسطينيون أن المستوطنة مثلت حجر الزاوية في قتل حلم الدولة، وكانت السكين الذي مزّق التواصل بين شمالي الضفة ووسطها من دير بلوط غربا حتى ضفاف نهر الأردن شرقا.

ترسيم حدود

محافظ سلفيت اللواء عبد الله كميل، يقول إن ليشيم برؤيتها وهيكلتها وتموضعها واحدة من أدوات ترسيم حدود "إسرائيل"، عبر سلسلة مستوطنات مرتبطة معا، تبدأ من ليشيم غربا مرورا بارئيل وصولا لمستوطنات الأغوار.

ويعرب اللواء "كميل" في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء" عن تخوفات مشروعة تستند على خطط استيطانية بمنطقة "جبل الرأس" قلب سلفيت، والامتداد غربا حتى "ليشيم" الحدودية كمخطط استراتيجي لابتلاع الضفة وتفتيتها .

ويضيف: "هذا الخطر يتهدد 30 ألف دونم بمنطقة الرأس التي تعتبر قلب سلفيت، وإكمال ربط المنطقة كاملا وإلحاقها بتل أبيب".

شرفة الدولة.. البداية

بدوره، يشير المحلل السياسي فتحي الحايك إلى أن بداية مستوطنة "ليشم" كانت في عام 1999، قبل انتفاضة الأقصى، حيث كانت كحي فيه 19 بيتا، وتوقف البناء فيها لأسباب مجهولة وتحول لمركز تدريب للجيش خلال الانتفاضة واستؤنف البناء فيها تحت اسم حي "عيليه زهاف" لضمان عدم إثارة الضجيج وتم توسيعها في 2015 إبان عهد بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء الأسبق).

أما الباحث بمركز أبحاث الأراضي رائد موقدي يورد أن البداية كانت عندما زار رئيس الحكومة آنذاك آرئيل شارون، المنطقة وشاهد من تلالها البحر المتوسط والداخل المحتل ومطار اللد (بن غوريون) وقال كلمته المشهورة حينها: "هنا شرفة الدولة ولن نتخلى عنها أبدا" .

ويتفق الباحث "موقدي" في رؤيته لموقع المستوطنة وتفاصيلها مع الإعلاميين الإسرائيليين مؤكدًا: "أنها تمثل حجر الزاوية في إنهاء حلم الدولتين وفصل شمال الضفة عن جنوبها كونها رأس الحربة في غرب المشروع التقسيمي الابتلاعي".

ويُردف: "ليشيم، وبدوئيل، وزهاف، وبروخين، وبركان، وأريئيل، وتفوح، بينهم تواصل عمراني بنيوي كبير، وبقيت نسبة الفراغ في جبل الرأس بسلفيت وخربة قرقش، وينتظرهما مخطط يطبق فيه رأسي الكماشة على المنطقة بكاملها".

ويتخوف "موقدي" من استقطاب المزيد من آلاف المستوطنين الحريديم المتطرفين فيما يقومون بسرقة حجارة خربة قرقش الأثرية، وشوهدت في أبنية ميدان بمنتصف المستوطنة وبعض أبنيتها لسرقة التاريخ وتزويره .

وفي توصيف المحلل السياسي "الحايك"، تقع "ليشيم في قلب أهم التجمعات الاستيطانية بالضفة وهي إصبع أريئيل حاميتها، وغوش عتصيون جنوبا وهو ما يمنحها الدعم السياسي والأمني".

ويختم "الحايك" رؤيته التحليلية: "الزخم السكاني الفلسطيني لا يشكّل خطرًا كبيرًا في نظر صناع القرار الاحتلالي كون الضفة مقسمة لثلاثة تجمعات كبرى في الجنوب والوسط والشمال، وهو ما يسهّل على المحتل مواصلة قضم الأرض محور الصراع، وتمثّل "ليشيم" موقعًا أداة خطيرة من أدواته".