الساعة 00:00 م
الجمعة 17 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.68 جنيه إسترليني
5.21 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

يغلقها الاحتلال منذ 19 عاما

خربة قلقس .. حياة يخطفها الموت

حجم الخط
قلقس 3.jpg
نزار الفالوجي-وكالة سند للأنباء

في خربة "قلقس" على مشارف الخليل الجنوبية حكاية لشعب يتذوق الموت صباح مساء، فيحصد رصاص الاحتلال أرواح أبناء  القرية، ويعيث المستوطنون فسادا في حياتهم ، ليتحول العيش في قلقس إلى ملحمة من أجل الصمود وصراع للبقاء رغم الموت الذي يتربع لهم على مداخل قريتهم.

وتعد" قلقس" خربة فلسطينية جميلة تقع جنوبي الخليل وتبعد عنها نحو أربعة كيلو مترات، وتحيطها مجموعة من التلال الخضراء وتكسوها كروم العنب وأشجار اللوز والجوز والبرقوق والكرز بكل أنواعه.

ويصمد على أراضي القرية نحو 5000 مواطن فلسطيني رغم وعورة الدخول إليها بسبب الحواجز الحجرية، التي يقيمها الاحتلال ومستوطنيه.

رحلة عذاب

في العام 2000 بعد اندلاع انتفاضة الأقصى أغلق الاحتلال مداخل قلقس وتحولت حياة سكانها منذ ذلك الحين إلى جحيم، حيث باتوا ينقلون حاجياتهم على العربات التي تجرها الحمير والبغال.

 وأصبح الدخول والخروج من "خربة قلقس" رحلة عذاب عبر الجبال والأودية وبين الصخور التي ألقى بها الاحتلال على مدخل القرية الرئيس إضافة إلى السواتر الترابية.

 مأساة التنقل والحركة طالت أيضا طلبة المدارس، فمنذ 19عاما، يسير الطلاب مسافات كبيرة للوصول إلى مدارسهم بعد أن أحكم الاحتلال إغلاق مداخلها القريبة، واستشهد في الشارع المؤدي لها خمسة فلسطينيين بعضهم برصاص الاحتلال والبعض الآخر دهسا من قبل المستوطنين.

يقول المدرس  عدنان ابو اسنينه " أكثر من 176 تلميذا يدرسون في مدرسة قلقس الأساسية ويعبرون عبر شارع الستين السريع الذي يمر منه المستوطنون إلى السدة المغلقة بالحجارة الكبيرة ".

ويتابع "ولأن الدخول والخروج محفوف بالمخاطر، فإننا نضطر إلى إرسال مدرس من المدرسة يوميا لمرافقة التلاميذ من أجل مساعدتهم بالخروج والعبور خشية من دهسهم".

شهداء على أبواب قلقس

"قتل جنود الاحتلال والدي الحاج عبد المجيد أبو تركي بينما كان عائدا من عمله إلى منزله في قلقس فنزف دمه على الأرض بغزارة واستشهد فورا" يقول المواطن هارون أبو تركي وهو أحد سكان القرية.

ويتابع بألم "كما قتل المستوطنون عمي ابراهيم محمد خالد أبو تركي والذي كان قد خرج يوم الجمعة راكبا على حماره لإحضار الطعام فاطلق عليه المستوطنون النار من مستوطنة حاجاي فأردوه شهيدا".

لم تتوقف مأساة أبو تركي إلى هذا الحد بل دهس المستوطنون زوجة عمة بينما كانت تقطع الطريق السريع فماتت فورا ولم يتمكن سكان القرية من إسعافها ونقلها إلى المستشفى .

 كل تلك الاعتداءات والمضايقات لم تثن سكان القرية من الخروج كل جمعة إلى مدخلها احتجاجا على إغلاقها منذ 19 عاما، فقد أصبحت الطريق إلى مدينة الخليل التي لم تكن تبعد عنهم سوى مسافة عشر دقائق، التفافي وطويل ومحفوف بالمخاطر، وقد أنهكت الطرق الالتفافية  سكان القرية وخاصة المرضى منهم الذين هم بحاجة إلى علاج يومي.

بلدية الخليل تتضامن

 بلدية الخليل ومجلسها شاركت مرارا في الاعتصامات التي ينظمها  سكان القرية، كما ناشدوا الكثير من المؤسسات الدولية والحقوقية للتدخل من أجل فك حصار قلقس وفتح مداخلها .

وقال رئيس بلدية الخليل تيسير أبو اسنينه إن هناك جهودا حثيثة بذلت من أجل فتح مداخل وسدة قلقس وهناك موافقة مبدئية من قبل سلطات الاحتلال على ذلك.

وأكدّ أبو سنينة أن هذه الموافقة لم تكن وليدة اللحظة إنما نتاج جهود وضغوط مورست من قبل السكان، وجهود بلدية الخليل ووزارة الشؤون المدنية.

وأضاف أبو سنينة  في حديث خاص لمراسل "وكالة سند للأنباء"،  أنّه سيتم عقد لقاء بين بلدية الخليل والشؤون المدنية والإدارة المدنية لوضع آليات العمل، للبدء في تأهيل المفرق و إنشاء دوار فيه وِفق المخططات التي أعدها مهندسو البلدية خلال الأسبوع القادم.

قلقس 3.jpg
قلقس 4.jpg
قلقس 2.jpg
قلقس 1.jpg